أزهريون: تجديد الخطاب الديني لن يحدث إلا بإعادة هيكلة الأوقاف والأزهر
"تجديد الخطاب الديني"، مطلب طالما حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي على الإشارة له في خطاباته التي كان آخرها الكلمة المتلفزة التي وجهها للأمة المصرية منذ ساعات، وأكد فيها أن عملية تجديد الخطاب الديني لا تسير بشكل فعال حتى الآن، وأن الأزهر والمؤسسات الدينية عليها أن تبذل المزيد من الجهد في هذا الشأن.
"الوطن" استطلعت آراء بعض علماء الأزهر والأوقاف حول السبيل الأمثل لتجديد الخطاب الديني، حيث أكد الدكتور أحمد تركي، مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، إن التجديد الحقيقي للخطاب الديني يتمثل في إعادة هيكلة مؤسسات الأزهر والأوقاف والإفتاء، والهيكلة المالية والإدارية، وعلاقة المدير بالمرؤوس، ومدى تقبل المؤسسة لآليات ووسائل الدعوة الجديد، مشيرا أن جامعة الأزهر لابد أن يتم إعادة هيكلتها، لأنها تقوم على التلقين في طرق التدريس وتدريب الأساتذة واللوائح الخاصة بتعيين الأساتذة هناك.
وأضاف تركي، في تصريحات لـ"الوطن"، أنه يجب العمل على تدريب الأئمة والعلماء على مهارات الخطابة والتأثير على الشباب، وبحث وسائل بديلة للتواصل مع الشباب، بالإضافة إلى عمل مشروع حضاري وخطة لتنقية التراث، دون الاقتراب من الثوابت الدينية، وإنما تنقية بعض التفسيرات الخاصة بالفروع والمسائل التي تشوبها بعض الخلافات.
وتابع مدير عام بحوث الدعوة بوزارة الأوقاف، أنه على الجامعة أن تصدر كتيبات مصغرة بصورة مبسطة تعيد الأفكار إلى حقيقتها، كمفهوم الجهاد، والحرب، والكفر، بأسلوب يتناسب مع الشباب وثقافة المواطن، إضافة إلى آليات إعلامية خاصة بمؤسسة الأوقاف، كذلك الاستفادة من المرصد الإعلامي الموجود بوزارة الأوقاف، ودوره لرصد الحالة الدينية للمواطنين والشباب وكذلك تعميمه على الوطن العربي.
فيما رأى الدكتور محمد السيد، الأستاذ بكلية الشريعة جامعة الأزهر، أن مفهوم تجديد الخطاب الديني يعني المواكبة والمواءمة بين شؤون الدنيا وشؤون الدين، مع مراعاة ثقافات الناس والارتقاء بهم إلى ما يحقق مفهوم الارتقاء الديني، مشددا على ضرورة ألا يتخلى الداعية عن الثوابت التي جاء بها الإسلام، ولكن عليه أن يتناول هذه الثوابت بمفاهيم وأساليب تواكب مفاهيم المخاطبين من الناس.
وأوضح السيد لـ"الوطن"، أن الإسلام هو دين جامع لجميع قضايا الدنيا والدين إلى قيام الساعة، مشيرا أنه يؤكد معايشة الناس بما يتناسب مع واقع حياتهم، ومضيفا أن هذا هو دور الأزهر الشريف المسؤول عن هذا الدين بحكم رسالته التي يقوم بها، والتي يفترض أن تتسم بالوسطية والاعتدال والفكر الراقي الذي يظهر عظمة ديننا الحنيف.