ساعات قليلة وتشهد مصر الحدث التاريخى الأهم، حيث يؤدى الرئيس عبدالفتاح السيسى اليمين الدستورية أمام البرلمان بالعاصمة الإدارية، إيذاناً ببدء ولايته الجديدة التى ستبدأ رسمياً بعد غد الأربعاء لمدة 6 سنوات.
غداً يتلو الرئيس القسم من أعماق قلبه ويقول: «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهورى، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه»، وذلك وفقاً لنص المادة 144 من الدستور.. بعدها يلقى الرئيس السيسى خطاباً تاريخياً مهماً للشعب المصرى يحدد فيه ملامح وأولويات المرحلة الجديدة.
كلمة الرئيس سوف تتضمن رسائل طمأنة مهمة عن مختلف الملفات وتطلعات الدولة المصرية خلال سنوات الولاية الجديدة.
يركز الرئيس على مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية داخلياً وخارجياً، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية، ورؤية مصر حيال تلك الملفات والقضايا.
وعقب إلقاء خطابه سوف يقوم الرئيس بزيارة النصب التذكارى للجندى المجهول ووضع أكاليل الزهور ويرفع العلم إيذاناً بافتتاح المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة. غداً تتجه أنظار المصريين وكل المعنيين فى العالم صوب العاصمة الإدارية الجديدة التى تزينت لتدخل التاريخ من أوسع أبوابه لتشهد الاحتفالات بإعادة تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى لفترة رئاسية جديدة تبدأ فى الثالث من أبريل، كما تشهد انطلاق الجمهورية الجديدة التى أرسى دعائمها الرئيس عبدالفتاح السيسى.
الشعب المصرى الذى خرج بالملايين إلى اللجان الانتخابية فى مشاهد أذهلت العالم كله، مُجدِّداً الثقة فى الرئيس ليفوز باكتساح منقطع النظير.. الشعب ينتظر من الرئيس السيسى الكثير والكثير، ويعلق عليه الكثير من الآمال، متمنياً أن يسود الأمن والأمان ويتحقق النماء والرخاء والازدهار والاستقرار فى كل ربوع مصرنا الحبيبة.
الرئيس تعهّد، عقب فوزه بولاية رئاسية جديدة، بأن يكون صوت كل المصريين والمدافع الأول عن آمالهم وأحلامهم. قال إنه يدرك حجم التحديات التى تواجه بلاده، والتى يأتى فى مقدمتها التوترات والحروب على الحدود الملتهبة مع دول الجوار، سواء فى غزة على الحدود الشرقية، وفى السودان على الحدود الجنوبية، وفى ليبيا على الحدود الغربية، والتى تؤثر -بلا شك- على الأمن القومى المصرى.. الرئيس يدرك أن المواطن المصرى عانى أثناء مواجهة التحديات خلال سنوات الحرب على الإرهاب، والإصلاح الاقتصادى وآثاره.
الشعب يريد أن يحصد ثمار سنوات الإصلاح الاقتصادى التى تحمّل تبعاتها بصبر.
يريد أن ترفع الحكومة القادمة شعار «المواطن أولاً»، خاصة فى مجالى الصحة والتعليم.
لقد كان الرئيس السيسى منحازاً للطبقة المتوسطة ومحدودى الدخل واتخذ خطوات استباقية بالتوسع فى شبكة الحماية الاجتماعية بهدف التخفيف من حدة الأزمة الاقتصادية والأعباء المعيشية على المواطنين من الطبقة المتوسطة ومحدودة الدخل ومحاولة احتواء أكبر قدر ممكن من الآثار الاقتصادية السلبية، فكانت توجيهاته منذ أسابيع قليلة بتنفيذ أكبر حزمة اجتماعية بقيمة 180 مليار جنيه.
وتمت زيادة أجور العاملين بالدولة والهيئات الاقتصادية، بحد أدنى ألف جنيه ورفع حد الإعفاء الضريبى لجميع العاملين بالحكومة والقطاعين العام والخاص، وشملت الحزمة الاجتماعية التى وجَّه بها الرئيس 15% زيادة فى المعاشات لـ13 مليون مواطن، بتكلفة إجمالية 74 مليار جنيه.
مجتمع المال والأعمال يطالبون الرئيس فى ولايته الجديدة بدعم الاستثمارات فى ظل أزمة اقتصادية ضربت العالم وتأثرت بها مصر.. يطالبونه بطفرة فى القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية والتركيز على الصناعات الوسيطة ومستلزمات الإنتاج والتى من شأنها جذب استثمارات أكبر، مما يعزز الإنتاجية وتشجيع القطاع الخاص، إلى جانب تنفيذ المزيد من الاستثمارات والمشروعات الزراعية الضخمة والمتنوعة التى تدعم اقتصاد الدولة حتى يُصبح متنوعاً وقوياً، ما يعود بالنفع على الوطن والمواطن من جميع النواحى، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية، فلا توجد دولة قوية بدون اقتصاد قوى.
نعم، لا ينكر إلا كل حاقد أو جاحد أو إخوانى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حقق إنجازات تصل إلى حد الإعجاز خلال سنوات توليه الحكم وعبر بمصر إلى بر الأمان ونجح فى إحداث طفرة تنموية فى جميع المجالات.
والمؤكد أنه سوف يواصل استكمال مسيرة البناء والتنمية وتنفيذ خطة «مصر 2030» حتى يتحقق النماء والازدهار الذى يعود على الشعب بالخير الوفير وتثبيت أركان الدولة واستمرار بناء وتطوير مؤسساتها الوطنية وإحداث نهضة تنموية كبرى أساسها الصحة والتعليم والبحث العلمى والعدالة الاجتماعية وغيرها من المحاور المهمة التى تخدم الوطن والمواطن.
بالتأكيد أداء الرئيس اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة، حدث مهم للغاية سوف تواكبه تغييرات على مستوى الوزراء والمحافظين.. الشعب المصرى يأمل من الرئيس فى بداية ولايته الجديدة بإحداث تغييرات فى الوجوه والسياسات بإجراء تعديلات لتشمل بعض الوزراء والمحافظين وقيادات الهيئات الحكومية لتجديد الدماء وتنشيط أدوار المؤسسات والتأكيد على بدء مرحلة جديدة.
وطمأنة المواطنين باتخاذ مسارات مختلفة تحقق مردودات إيجابية مباشرة لهم.
غداً ستطلق المدفعية 21 طلقة أثناء دخول الرئيس السيسى مجلس النواب لأداء اليمين الدستورية إيذاناً ببدء ولاية جديدة سعيدة بإذن الله وتحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.