هكذا قالت جورجيا ميلونى، رئيسة وزراء إيطاليا، تعليقاً على توقيعها ورؤساء عدد من دول الاتحاد الأوروبى اتفاقاً مع الرئيس عبدالفتاح السيسى بترفيع مستوى العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية».
ما قالته رئيسة وزراء إيطاليا يعكس ثقل مصر على المستويين العالمى والإقليمى وأهمية الدور المصرى فى حل الملفات الشائكة بمنطقة الشرق الأوسط ودورها الفعال فى مواجهة الهجرة غير الشرعية التى تعانى منها أوروبا.
يتأكد العالم بأثره وكافة القوى الدولية يوماً بعد يوم أن مصر هى اللاعب الرئيسى وحجر الزاوية فى المنطقة وأنه لا غنى عن دورها فى حل كافة القضايا والنزاعات والحروب التى تموج بها المنطقة، ويوماً بعد يوم يدرك قادة العالم أن مصر ترجح كفة أى طرف فى موازين القوى وأن الجميع فى أمسّ الحاجة لترسيخ علاقاتهم مع مصر وأن تقوم العلاقة والمصالح على الندية والمنافع المشتركة.
لكل هذا وذاك يحرص قادة العالم على مشاركة مصر فى حل كافة القضايا الإقليمية والصراعات والحروب التى تؤثر على العالم، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر.. ولعل ما حدث للملاحة البحرية فى البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين أكد بما لا يدع مجالاً للشك قوة وحيوية الدور المصرى ومن هنا جاءت أهمية الزيارات المكوكية لقادة وزعماء العالم لأرض الكنانة.. بالأمس رأينا قادة أوروبا يتوافدون على مصر فى يوم وصفته جورجيا ميلونى، رئيسة وزراء إيطاليا، بأنه يوم تاريخى للعلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى حيث وقع القادة اتفاقاً بشأن الهجرة غير الشرعية كما اتفقوا على ترفيع مستوى العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية وهو ما يعكس أهمية وحجم الدور المصرى وريادته فى إدارة الملفات الإقليمية الهامة.
بالتأكيد زيارة القادة الأوروبيين لمصر شديدة الأهمية بكل معانى الكلمة.. فالوفد الأوروبى رفيع المستوى يضم رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ورئيس الوزراء البلجيكى ألكسندر دى كرو ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلونى، ورئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس.
إن توقيع هذه الاتفاقيات يعكس عمق العلاقات المصرية الأوروبية عبر التاريخ ويؤكد حرص الطرفين على تحقيق مزيد من الزخم فى العلاقات وخلق رأى عام مؤيد للقرار المصرى الرافض تماماً للتهجير القسرى للفلسطينيين من أراضيهم والالتزام بحل الدولتين.
نعم، لقد كانت مباحثات الرئيس مع القادة الأوروبيين ناجحة ومثمرة وحققت العديد من المكاسب، فى مقدمتها ترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة لتحقيق نقلة نوعية فى التعاون والتنسيق لتحقيق المصالح المشتركة.
هذه القمة أثمرت عن دعم دول الاتحاد الأوروبى للاقتصاد المصرى بـ ٧٫٤ مليار دولار والاتفاق مع رئيسة المفوضية الأوروبية على عقد مؤتمر للاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبى خلال النصف الثانى من العام الحالى للتعريف بالفرص والإمكانيات الاستثمارية فى مصر بما يسهم فى تعزيز انخراط الشركات الأوروبية فى السوق المصرية
هذا الاتفاق من شأنه تحقيق طفرة فى ملف الغاز بوصف مصر المركز الرئيسى لإسالة غاز المتوسط الذى يتم تصديره لأوروبا ولا بديل عنها فى ظل أزمة الغاز فى أوروبا.
نأتى إلى ملف مواجهة الهجرة غير الشرعية التى تؤرق أوروبا.. فمصر بها ٩ ملايين لاجئ من مختلف الجنسيات وتنفق نفقات باهظة من أجل تأمين الحدود البحرية، والاتحاد الأوروبى يعد من أكبر الشركاء التجاريين، وفى ظل حرب الاستقطاب الروسى والغربى فمن المهم لأوروبا أن تحافظ على الشراكة مع مصر.. هذه هى نظرة العالم لمصر أم الدنيا.