أنا "البحار مندى"
بابتسامة تخلو من الأسنان، ورأس زحف إليه الشيب منذ سنوات طويلة، يقف محمد مندى متولى، الشهير بـ«البحار مندى» بين المترددين على شواطئ الإسكندرية، هو البطل الحقيقى لمسلسل «البحار مندى» وجسد الفنان أحمد عبدالعزيز شخصيته فى المسلسل الدرامى الشهير، لـ«مندى» صولات وجولات فى القوات البحرية يعرفها كل المحيطين به، يعمل حالياً فى حراسة نادى الكشافة بمنطقة بحرى، ولا يملك تقديم شىء لزواره سوى سرد قصص النضال الذى عاشه ضد الاستعمار الإنجليزى، والذى ما زال يتذكر تفاصيله لحظة بلحظة.
تجاوز «مندى» الـ90 عاماً، لكنه ما زال يتمسك بفلسفته الخاصة تجاه البحر، كبر سنه جعله يفهم همسات البحر ويعرف متى يغضب ومتى يصبح هادئاً، فالبحر كما يقول لا يقبل دخول الجبناء إليه: «مش بحب حد ينادينى بيا حاج.. أنا بحار هعيش وأموت بحار». يصمت «مندى» للحظات ليلتقط أنفاسه، ثم يحكى لزوار نادى الكشافة تفاصيل رحيل الملك فاروق عن البلاد عقب عزله، كان «مندى» ضمن صفوف كتيبة المدفعية بالقوات البحرية التى أطلقت القذائف فرحاً برحيل الملك عن البلاد آنذاك: «ضربت فى الجو 21 طلقة لما عزلوا الملك وركب الباخرة المحروسة لإيطاليا، كانت أيام كلها انتصارات»، بعيون يملؤها الفخر يروى الرجل العجوز بطولات شبابه: «أنا هديت الإنجليز وقت الاستعمار البريطانى وكمان حاربت إسرائيل فى حرب 73». رغم كبر سنه، ما زال «مندى» متمسكاً بالعمل فى شواطئ الإسكندرية، يصف نفسه بالسمكة التى تفارق الحياة لمجرد خروجها من الماء: «50 سنة خدمة فى القوات البحرية، و5 سنين فى هيئة البحرية، ودلوقتى حارس بنادى الكشافة وفخور باللى وصلت له».