مؤسسة (فاهم للدعم النفسى) تم تدشينها منذ عام، وتحديداً فى 27- 3- 2023، لتضطلع بدورٍ نوعى للدعم النفسى للمرضى النفسيين وأسرهم، وتوفير الدعم حيال الأمور المتعلقة بالصحة النفسية، وأعلنت أن هدفها نشر الوعى، وتعزيز ثقافة الصحة النفسية، ونظمت فعاليات لتوضيح خطورة الأمراض النفسية، والتعامل الأمثل معها، وتقديم النصح والتوجيه للمرضى النفسيين وأسرهم، من خلال الخبراء المختصين فى هذا المجال.
سعت مؤسسة «فاهم» إلى تحقيق دمج المرضى النفسيين فى المجتمع، والحصول على العلاج المناسب دون خوف أو ترهيب؛ ما يؤدى إلى خلق مجتمع يقف ضد التمييز والعنف تجاه هؤلاء المرضى، ويُظهر فهماً تاماً لظروفهم، مع تقديم الدعم اللازم لهم، للتغلب على التحديات التى تواجههم، وزيادة الوعى المجتمعى حول الاحتياجات اللازمة للمريض النفسى، وإمكانية علاجه ودمجه مجتمعياً.
السفيرة نبيلة مكرم عبدالشهيد، المؤسسة ورئیسة مجلس الأمناء، وضعت كل هذه الأهداف نصب عينيها، ومعها فريق من مجلس الأمناء، يضم عدداً من القامات الطبية والأكاديمية والإعلامية ورجال أعمال وفنانين ومفكرين، ووضعوا أهدافاً محددة، عملوا على تنفيذها على أرض الواقع، فكان العدد (100) هو المعبر عن هذه الهمة والتفانى والعطاء والإخلاص، إذ قامت المؤسسة بعمل (مائة) تحرك فى عام واحد.الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، قالت بمناسبة مرور عام على إطلاق مؤسسة «فاهم»: إن المؤسسة شابة فى عمرها، كبيرة فى قيمتها، ووُلدت لتدعم إدراج الصحة النفسية كجزء من جودة الحياة، ومن السلام المجتمعى، والتوعية بالصحة النفسية، وكسر حاجز الصمت»، وأشارت إلى أن «ما تتخذه مؤسسة «فاهم»، -وغيرها من مؤسسات المجتمع المدنى- سيصبح ضوءاً بديعاً فى طريق طويل من العمل على إعلاء قيمة الإنسان بأفكاره واتجاهاته ومشاعره»، وكلام الدكتورة الوزيرة يبدو منه إيمان الوزارة بالصحة العقلية والأمان النفسى، ودعم هذه التوجهات من المؤسسات المدنية.
أيضاً وعلى هامش فعاليات الدورة الثالثة من قمة المرأة المصرية، عقدت مؤسسة «فاهم» بروتوكول تعاون مع منتدى الخمسين للسيدات، فى إطار دعم الصحة النفسية للمرأة، ووقّع البروتوكول السفيرة نبيلة مكرم، رئيس المؤسسة، والإعلامية دينا عبدالكريم، عضو مجلس إدارة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.
المؤسسة نظمت هذا الأسبوع جلسة حوارية بعنوان: (الدين والصحة النفسية) شارك فيها: العالم الأزهرى الدكتور أسامة الأزهرى، والدكتور ناصر لوزا، الرئيس السابق للاتحاد العالمى للصحة النفسية، والدكتور عبدالناصر عمر، أستاذ الطب النفسى، والقمص أنطونيوس صبحى، استشارى تطوير برامج أسقفية الخدمات العامة بالكنيسة الأرثوذكسية، والدكتورة عفاف حامد، أستاذ الطب النفسى، وأدار الجلسة الإعلامية فاطمة مصطفى.
الموضوع مهم بالنظر إلى دور الدين فى التأثير على الحالة النفسية عموماً، لا سيما أن التيارات المتطرفة تقدم خطاباً دينياً باعثاً على الاضطراب، والفهم الحائر، والتناقض والتصورات المغلوطة والمظلمة، وهو ما يخلق جواً نفسياً مشحوناً بالسلبية واليأس والإحباط والاكتئاب، يؤثر على الصحيح، فضلاً عن المريض.
تأتى التزكية أو (التصوف) كعامل داعم إيجابى للمريض النفسى، من خلال الأوراد والأذكار التى تُضفى على صاحبها هدوءاً وسكينةً وروحانية، وهناك دراسات عن أثر الذِكر والأوراد على الصحة النفسية للإنسان، من تعزيز ثقة المريض بنفسه، ومنحه الثبات والثقة، وحمايته من التخبط والاضطراب والقلق والاكتئاب والتوتر.
بيد أن فهماً خاطئاً يعتقده البعض حول دور هذا العامل الدينى: هل هو فقط الدور الرئيسى فى العلاج؟ أم هو دور مساعد ولا غنى عن دور المتخصص؟ هذا ما أجاب عنه الدكتور أسامة الأزهرى فى مداخلته، مؤكداً على معنيين مهمين:
الأول: أن العامل الدينى الروحانى مع أهميته، إلا أن المرض النفسى يحتاج لطبيب متخصص، ويبقى العامل الروحانى عاملاً مساعداً فى الشفاء، ومعيناً للوسط المحيط بالمريض فى كيفية التعامل مع المريض، ومن ثَم فإن الاقتصار على الأوراد فى التعامل مع المرض النفسى خطأ كبير.
الثانى: أن المرض النفسى ليس عيباً ولا عاراً، بل ينبغى التعامل معه بكل معانى الحرص والرحمة، وأن أسرة المريض نفسياً ينبغى ألا تخجل، فهذا شىء مقدر من الله، مثل أى مرض يُصاب به الإنسان، وينبغى التعامل معه بمنتهى اللياقة واليسر.بقيت الإشارة إلى أن موقع (فاهم) الإلكترونى فى حاجة ماسة إلى تحديث وتطوير.