مفتي الجمهورية: المتطرفون غيروا وشوهوا مفهوم "الجهاد في سبيل الله"
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن المتطرفين غيروا مفهوم الجهاد وفسروه بأنه القتل والذبح، بل وادعوا زورًا وبهتانًا أن هذا المفهوم المشوه هو الجهاد الذي شرعه الله، مع أن الجهاد في جوهره هو الجهد البشري الساعي إلى تحسين حياة الفرد والمجتمع والدفاع عن الأوطان تحت راية الدولة، فإحياء الناس وعمارة الأرض هو النموذج الإلهي للجهاد.
وأضاف علام، في حواره مع مجلس الشيوخ الفرنسي بباريس اليوم، أن ما نشهده اليوم من قتل وسفك للدماء وترويع للآمنين باسم الدين يعدّ إساءة عظيمة وتشويهًا كبيرًا للأديان جمعاء باستخدام تعاليم الدين السامية، بغرض تحقيق مكاسب ضيقة وجذب البسطاء ممن ينطلي عليهم استخدام الشعارات الدينية، والذي يؤدي بدوره إلى انتشار العنف والصراعات الدينية في مناطق العالم المختلفة تحت دعاوى الحروب الدينية.
وتابع أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يولي اهتماما كبيرا بقضايا تجديد الخطاب الديني، ويقدم الدعم الكامل للمؤسسات الدينية في مصر في سعيها لإيجاد خطاب وسطي متصل بالأصل ومرتبط بالعصر، وأشار أن دار الإفتاء المصرية تعمل على نشر الوسطية والدفاع عن الإسلام ومحاربة الفوضى في الخطاب الديني والإفتائي في الخارج، تنفيذًا للاستراتيجية التي وضعتها الدار أول هذا العام.
وأشار المفتي أنه توجد هناك أيضا أقليات إسلامية في الخارج لها قضاياها الدينية التي تريد الإجابة عنها، وهذا من واقع دورنا أيضا، وأوضح أن دار الإفتاء استشعرت خطر فتاوى الإرهاب فأنشأت منذ عام مرصدا يتتبع فتاوى التكفير ويرد عليها، كما قامت بجولات في الخارج لتصحيح صورة الإسلام، وستعمل على زيادتها في المرحلة القادمة.
وأكد المفتي أن الحوار بين الأديان ليس ترفا فكريا كما يتوهم البعض؛ بل إنه أحد المتطلبات التي يستوجبها الوجود المعاصر، وأن الأمر شديد الأهمية بالنسبة لنا كمسلمين، وشدد أن التصرفات الهوجاء بحق الإسلام والمسلمين وعدم الرغبة في فهمهم لا تعوق فقط الجهود الرامية إلى إجراء حوار حقيقي، بل إنها تقتلها في مهدها أصلا.
وأردف علام أنه لا ينبغي أن يكون الحوار بين الأديان مقصورا على النخب الأكاديمية التخصصية فحسب؛ لأن الحوار على هذا النحو سيكون غير ذي جدوى وربما كانت له آثار عكسية، مشيرًا أن الغاية الأسمى من الحوار هي بناء جسور التفاهم بين الشعوب ذات الحضارات المختلفة، ومن ثم فلابد من ممارسة الحوار وتطبيقه لا أن يظل حبيس الجدران في القاعات والمؤتمرات.