"ونش" عملاق يتحرك من القاهرة لانتشال صندل الفوسفات الغارق في قنا
حاول الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، خلال متابعته عملية انتشال الصندل الغارق بـ500 طن فوسفات في نهر النيل بمدينة قنا، طمأنة الشعب، على مياه النيل، بالشرب من مياه الصنبور المتدفق من محطة منطقة الحميدات أقرب محطة للموقع، قائلا: "المياه طبيعية وسليمة وليس بها مواد مشعة".
وأكد فهمي، أنه تم تكريك وشفط كمية كبيرة من الفوسفات الغارق، عبر معدات حديثة حتى لا تتناثر منه أجزاء في مياه النيل، أثناء العمل، ووضعت في صنادل نقل نهرية، وجار تعويم الصندل الغارق، وفي حالة فشلها للمرة الثالثة، سوف يتم انتشاله عبر ونش عملاق خاص بالقوات المسلحة، تحرك صباح اليوم من القاهرة، وفي طريقه إلى موقع الصندل كاحتياطي في حالة فشل التعويم.
وقال إن جميع العينات التي تم أخذها، بواسطة كافة الجهات المعنية، جاءت سلبية، لافتا إلى أن هناك عينات يتم أخذها من مياه النيل على مدار الساعة من مأخذ المحطات، وموقع الفوسفات الغارق.
وشدد على أن مياه النيل آمنة، لأن مركب الفوسفات شحيح الذوبان في الماء ويشبه الرمال ويترسب في القاع، موضحا أنه تم أخذ 350 عينة سلبية.
وأضاف أن مياه النيل بها جزء طبيعي من اليورانيوم المسموح به في كل العالم، وليس له تأثير على صحة الإنسان العامة، مشيرا إلى أن غلق محطات المياه التي تقع على بعد 12 كيلو مترا من موقع غرق الصندل، يوم الثلاثاء الماضي، جاء كأجراء احترازي، لحين تحليل العينات التي أكدت صلاحية المياه للاستخدام الآدمي، لذا أعيد فتحها في نفس اليوم.
وأشار إلى أن الفوسفات من المواد التي يمكن نقلها عبر النهر وليس لها أضرار، كاشفا أن هناك تعاون واتفاق مع الوزارات الري والنقل والبيئة، لوضع ضوابط لمعدات النقل، والمواد المنقولة بها مستقبلا، مشيرا إلى ضرورة تحديث الأسطول النهري وأعداد مراكز للإنقاذ، تقوم بإعدادها الجهات الناقلة، لأن النقل عبر النهر أرخص، ويمنع الزحام على الطرق البرية، ممثلاً أن لو تلك الكمية الغارق من الفوسفات لو تم نقلها عبر الشاحنات سوف تستخدم عددا كبيرا وستؤدي إلى تكدس الطرق.
وأكد أن تلك الضوابط في الناقلات النهرية، سوف تتحملها الجهات الناقلة "الخاصة" وليست الحكومة، بتطوير الصنادل النهرية.
وعن الصرف الصناعي للمصانع بنهر النيل، قال: "عدد المصانع التي تصرف على النيل كانت 122 مصنعا، وصلت الآن بعد الإجراءات الحازمة من وزارة البيئة والجهات المعنية بحماية النيل، إلى 8 مصانع، وجار الاستعانة بفريق بحث من جامعة القاهرة لتوفير نظم متطورة في حماية البيئة تتماشي مع صرف تلك المصانع".
وحول استخدام الفحم كمصدر للطاقة، أشار إلى أن الفحم ضرورة لتنويع مصادر الطاقة في مصر ليكون لدينا خليط من الطاقة "شمسية - نووية - بترول - فحم"، مؤكدا أننا نعتمد على 95 ٪ من البترول فقط، في تشغيل المصانع، ما ساهم في توقف عدد كبير من المصانع بسبب ارتفاع أسعارها.
وشدد على أن الدولة تحتاج إلى الفحم الآن، وسوف نستخدم ضوابط متشددة، تستخدم في توليد الطاقة في مصانع الحديد والصلب ومصانع الإسمنت، ويتم ذلك بالتحكم من خلال تصاريح معدة لذلك، وسلسلة من الإجراءات المترابطة لإنشاء منظومة متكاملة مبنية على الفحم، بما لا يضر البيئة.
ونفى فهمي، وجود ارتباط بين غرق الفوسفات في نهر النيل بقنا، وواقعة تسمم الشرقية، مؤكدا أن وزارة الصحة تقود عملية تحليل المياه والبحث عن السبب الحقيقي، بالتعاون مع وزارة البيئة وشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي.
ومن جانبه، قال اللواء عبدالحميد الهجان، محافظ قنا، إنه تم سحب أكثر من 90%، من خام الفوسفات الغارق، مؤكدا سلامة مياه الشرب.