احتفال تحرير سيناء.. من "الكرنفال الشعبي" إلى الإلغاء بسبب الإرهاب
25 أبريل من كل عام هو العيد القومي لمحافظة شمال سيناء، طقوس اعتاد سكان المحافظة أن يؤدوها في هذا اليوم من كل عام، ومظاهر احتفالية تشهدها شوارع مدينة العريش خاصة، إلا أن الوضع اختلف كثيرًا هذا العام، حيث إعلان محافظ شمال سيناء، إلغاء الاحتفال هذا العام لدواعٍ أمنية، وهو القرار الذي كان يتوقعه الجميع.
فرق الفنون الشعبية تطوف الشوارع، ويتجول المئات من المواطنين وعروض شعبية وفلكلورية وفرق كشافة ورياضية يؤدون عروض ومسيرات بالسيارات ومكبرات الصوت يشارك فيها طلاب المدارس، ويزدحم الشارع الأشهر في وسط مدينة العريش "23 يوليو"، هكذا كان يمر يوم 25 أبريل على شمال سيناء في كل عام، بحسب ما يروي حسين جلبانة، الناشط السيناوي لـ"الوطن".
مظاهر الاحتفال لا تتوقف عند هذا الحد فقط، بل تملأ الألعاب النارية سماء المدينة، متزامنة مع ضحكات الأطفال وسعادتهم، وتشهد مدينة العريش كرنفالًا ينتظره الأهالي ليعبرون به عن فرحتهم برجوع أرضهم إليهم مرة أخرى من فك الاحتلال الإسرائيلي.. "كنا بنحس باليوم ده وبنحتفل بيه أكتر من شعورنا بيوم 6 أكتوبر".. كلمات "جلبانة"، الذي لا يزال يتذكر تلك الأيام.
المحافظ كان يدعو الوزراء والمسؤولين لحضور الاحتفالات بعيد تحرير سيناء، وكان أحيانًا يأتي وزير الدفاع خصوصًا المشير أبوغزالة، والذي حضر إلى العريش أكثر من مرة، إضافة إلى قدماء المحاربين ومصابي الحرب، وفنانون مشاهير يحيون الحفلات الشعبية في قصور الثقافة والمسارح والساحات العامة، أما مبارك، فيقول جلبانة: "كنا نسمع كلام وقتها أن مبارك يكره أهل سيناء وهو لم يحضر أي احتفال بعيد تحرير سيناء ولم يحضر إلى المحافظة إلا عام 1982".
على مدار أكثر من ثمانية أعوام كاملة، مر يوم 25 أبريل هادئًا على غير عادته على محافظة شمال سيناء، ولم يكن غريبًا على المحافظ أن يعلن إلغاء الاحتفال بعيد تحرير سيناء، فهو قرار لم يمثل صدمة لأهالي سيناء، بحسب تصريحات جلبانة لـ"الوطن"، الذي يضيف أن المحافظ يتعامل مع شمال سيناء كأنها في حالة حرب وبالتالي لايمكن الاحتفال بإحياء عيدها القومي، والأجهزة الأمنية وحدها هي صاحبة قرار تنظيم احتفال من عدمه، وبناءً على تعليماتها اتخذ المحافظ قرارًا بإلغاء الاحتفال.
المواطن العادي في سيناء بدأ يشعر أنه لا يوجد إرادة حقيقة في أن تعيش محافظة شمال سيناء حياة طبيعية هادئة كباقي المحافظات، والتعامل الأمني السيء مع المواطن السيناوي وصل إلى درجة "الاستعداء"، والغلظة، فسيناء من وجهة نظر المواطن تحررت على الخريطة فقط لكنها لازالت في حاجة إلى التحرر على مستوى التنمية، بحسب "جلبانة"، الذي يصف عيد تحرير سيناء بأنه "عيد تذكير المواطن السيناوي بتهميشه على مدار العقود الماضية".