أرسل لى الأستاذ هانى سعد السيد، وهو مدرس لغة إنجليزية بإحدى مدارس شمال سيناء، رسالة يعلق فيها على ما اتخذته «قناة الدلتا» من قرار بإيقاف الإعلامية عبير الفخرانى عن العمل بدعوى مهاجمتها السعودية و«عاصفة الحزم»، وهو الأمر الذى يجافى الحقيقة. ويطالب هانى «المكتب الإعلامى للرئيس» بأن يتدخل لإنهاء هذه المهزلة، من خلال إبلاغ الرئيس بما جرى، مثلما يفعل فى قضايا إنسانية، تسلط عليها أضواء كثيفة.
يبدأ «هانى» رسالته باقتباس من تصريح للسفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئيس، قال فيه: «أنشئ المكتب الإعلامى للرئاسة لإيجاد حالة من الشراكة بين مؤسسة الرئاسة وقطاع الإعلام المصرى على أساس من الشفافية والوضوح وتبادل وجهات النظر حتى لو اختلفت، ومن خلال هذا الجهد المشترك يمكن تفعيل منظومة العمل الإعلامى، والعمل على زيادة الوعى وعرض الصورة كاملة للمواطن المصرى، وأحب التأكيد أننا نقبل أى خلاف ما دام موضوعياً ويستهدف تحقيق الصالح العام».
ويواصل «هانى» نصاً: «من ضمن اهتمامات المكتب الإعلامى متابعة وسائل الإعلام المختلفة، وانتقاء موضوعات بعينها مثار جدل لدى الرأى العام لعرضها على السيد الرئيس لاتخاذ الرأى أو القرار اللازم بشأنها. ولقد دأب المكتب الإعلامى للرئاسة على متابعة ما يراه مثار اهتمام ضمن أولوياته، وفى الآونة الأخيرة استثار المكتب مقالاً هنا وصورة هناك، فأما المقال فمن جريدة «المصرى اليوم» للدكتور أبوالغار بعنوان: «البرلمان الوهمى»، فسارع المكتب بالرد المفصل فى اليوم التالى بنفس الجريدة، وأما الصورة فمنشورة على مواقع التواصل الاجتماعى لمراسلة الأون تى فى، وهى تحاور ضيفاً وهى واقفة بيديها ميكروفون وبالأخرى تحمل ابنها (الذى لا يظهر فى الكادر)، نقل المكتب الصورة للرئيس وقد قيل إن الرئيس أبدى إعجابه بمثابرتها وقالت مصادر صحفية إنه تحدد لها لقاء مع الرئيس فى القريب العاجل.
غير أن هذا المكتب نفسه لم يحرك ساكناً وأدار ظهره لموضوع ذى صلة مباشرة بعمله الإعلامى، وهو الموضوع الذى طالعتنا به صحيفتان على استحياء عن قرار رئيس «قناة الدلتا» بإيقاف الإعلامية عبير الفخرانى عن العمل بدعوى مهاجمتها السعودية و«عاصفة الحزم»، وهو الأمر الذى يجافى الحقيقة ويعكس فى طياته سيكيولوجية الموظف البيروقراطى، الملكى أكثر من الملك! فلم يراعِ قرار الإيقاف قبل التحقيق مشاعر المذيعة وحق المشاهد الأصيل فى أن يطرح أمامه كافة وجهات النظر المختلفة دون أن يتبنى الإعلامى إحداها وهو ما حدث، فالمزاعم الواردة على لسان رئيس القناة غير موضوعية، وليس من الممكن قبولها أو أخذها على محمل الجد، وأقل ما توصف به أنها ممارسات شائنة تخصم من رصيد النظام بأكثر مما تعطيه، ومن يراهن عليها، فرهانه خاسر وهى فى مجملها تزيد فى غير موضع.
(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)