"الوطن" تنشر اعترافات "بريكات " وتحريات الأمن القومي في قضية التخابر
قضت محكمة جنايات العريش برئاسة المستشار جمال الدين زكي بمعاقبة مصري وإسرائيليين بينهما عضو بجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان" بالسجن المؤبد في القضية المتهمين فيها بالتخابر مع إسرائيل للإضرار بالمصالح القومية لمصر خلال الفترة من أغسطس 2011 وحتي فبراير 2014.
وكان أحالها النائب العام المستشار هشام بركات للمحاكمة الجنائية بعد انتهاء تحقيقات أمن الدولة العليا فيها بإشراف المستشارين تامر فرجاني المحامي العام الأول، وخالد ضياء الدين، المحامي العام .
وكشفت التحقيقات، أن المتهمين هم سلامة محمد سلامة "بريكات" مصري الجنسية وجمعة الترابين يحمل الجنسية الإسرائيلية، وشالوموسوفير عضو بجهاز المخابرات الإسرائيلية العسكرية "أمان".
وحصلت "الوطن" علي اعترافات المتهم المصري سلامة بريكات، خلال التحقيقات والتي أقر فيها بسعيه وتخابره لصالح عنصر استخباراتي إسرائيلي، وتلقيه منه مبالغ مالية ومنافع مادية في مقابل ذلك، وأبان تفصيلاً لذلك أنه ولد ونشأ بقرية بئر بدء بمنطقة تياها البريكات بمحافظة شمال سيناء.
عمل برفقة والده في زراعة المخدرات منذ أن بلغ الثالثة عشر حتى السابعة عشر من العمر، حيث اتجه لتهريب علب التبغ وجوهر الحشيش المخدر عبر الحدود المصرية إلى إسرائيل، وخلال تلك الفترة تعرف على من يدعى «عودة المحروق» من عرب إسرائيل، والذى عرض عليه العمل مع المتهم الثالث المكنى «أبو سالم» أحد عناصر الاستخبارات الإسرائيلية مقابل مبالغ مالية نظراً لعلمه بمروره بضائقة مالية.
وبحسب أقواله: بالفعل اتصل به الأخير طالباً منه الحضور إلى إسرائيل برفقة المدعو منيزل محمد سليمان، ويضيف المتهم أنه توجه إلى إسرائيل برفقة المدعو منيزل محمد سليمان 5 مرات كان أولها عقب شهر رمضان عام 2011، حيث تقابلا مع عنصر الاستخبارات الإسرائيلية، وكان يرتدى ملابس عسكرية إسرائيلية على الحدود الشرقية للبلاد، وتوجها برفقته إلى إحدى معسكرات الجيش الإسرائيلى ثم منها إلى مبنى آخر حيث تم عزله فى غرفة منفردة لصباح اليوم التالي، وحضر إليه المتهم الثالث - عنصر الاستخبارات الإسرائيلية - وطلب منه إمداده ببعض المعلومات عن العناصر التكفيرية بمنطقة سكنه، ومحال إقامتهم وأرقام هواتفهم، وأعطاه مقابل ذلك مبلغ ألف وخمسمائة دولار طالباً منه الحرص الكامل وعدم الإفصاح عن تعامله مع الاستخبارات الإسرائيلية.
وأعقب ذلك بحوالى شهرين أن توجه مرة أخرى إلى إسرائيل برفقة المدعو منيزل محمد سليمان، واستكمل معه عنصر الاستخبارات الإسرائيلية تجميع بعض البيانات والمعلومات عن العناصر الجهادية والتكفيرية بمنطقة سكنه ثم أعطاه مبلغ ألف وخمسمائة دولار أخرى.
وبعد مرور شهرين آخرين تقريباً توجه مرة أخرى إلى إسرائيل بناء على طلب عنصر الاستخبارات الإسرائيلي الذى أخضعه لجهاز كشف الكذب، وسأله عدة أسئلة عن علاقاته بالجماعات الجهادية، ومدى إفصاحه عن علاقته بالاستخبارات الإسرائيلية.
كما سأله عما إذا كانت لديه أية علاقات بجهاز استخباراتي آخر ومدى مشاركته في أية عمليات ضد إسرائيل فأجابه سلباً وأخبره حينها أنه رسب في الاختبار، وعاود المحاولة في اليوم التالي، وأخبره حينها باجتيازه للاختبار، وأعطاه مبلغ ألفين وخمسمائة دولار، ومبلغ آخر قدره ألفي دولار طالباً منه الاحتفاظ به لحين إبلاغه بكيفية التصرف فيه.
وأعقب ذلك بعشرين يوماً تقريباً أن طلب منه وضع مبلغ ألف دولار عند علامة مميزة بين منطقتي بئر بدء والقصيمة والاحتفاظ بالألف دولار الأخرى لنفسه، وبالفعل وضعها عند أحد الأشجار المميزة على الطريق، وفي المرة الرابعة التي توجه فيها لإسرائيل طلب منه عنصر الاستخبارات مقابلته برفقة المدعو منيزل محمد سليمان على الحدود الإسرائيلية.
وتابع: رافقهم لإحدى معسكرات الجيش الإسرائيلي وسلمهما جهاز يشبه المنظار الليلي، وطلب منهما الاحتفاظ به لحين صدور تعليمات أخرى لهما بشأنه وأعطاه مبلغ ألف وخسممائة دولار ومبلغ آخر خمسة آلاف دولار وطلب منه الاحتفاظ بها أيضاً لحين صدور تعليمات بشأنها.
وفي اليوم التالي طلب منه المدعو منيزل محمد سليمان مرافقته لتنفيذ ما تلقاه من تكليف من العنصر الاستخباراتي بوضع الجهاز آنف البيان عند علامة مميزة بمنطقة "البرث"، وبالفعل قاما بتنفيذ ذلك بأن وضعاه أسفل شجرة مميزة بالمنطقة.
كما كلفه بوضع مبلغ الخمسة آلاف دولار بمنطقة الجيفة إلا أنه كان قد صرف منها مبلغ ثلاثة آلاف وأربعمائة دولار، وفقد الباقي فلم ينفذ التكليف وفى المرة الأخيرة التى توجه فيها إلى إسرائيل كانت فى غضون شهر أبريل عام 2013.
حيث عاود العنصر الاستخباراتى وضعه على جهاز كشف الكذب مما أثار حفيظته، وقرر عدم التعامل معه مرة أخرى إلى أن أرسل له مع المدعو منيزل مبلغ خمسمائة دولار فى بداية شهر رمضان عام 2012.
وواصل: عقب ذلك عاود عنصر الاستخبارات الإسرائيلي الاتصال به، وطلب منه بإلحاح ضرورة الحضور إليه بإسرائيل يوم عيد الفطر عارضاً عليه مبلغاً من المال وسداد ما عليه من ديون إلا أنه رفض فكلفه بالتوجه إلى مدينة شرم الشيخ بعد أن أرسل له مبلغ ألفي دولار مقابل ذلك.
وطلب منه التقابل مع شخص أجنبى لاستلام وحدة ذاكرة «كارت ميموري» وتوجه بالفعل إلى مدينة شرم الشيخ، وتواجد بها لمدة يومين أعقبهما إخباره من عنصر الاستخبارات الإسرائيلي بأن الشخص المطلوب لن يحضر طالباً منه العودة لمسكنه.
وفي اليوم التالي كلفه بالتوجه مرة أخرى لمدينة شرم الشيخ، وأثناء تواجده بها علم بمقتل المدعو إبراهيم عويضة بريكات - أحد التكفيريين - فأجرى اتصالاً بعنصر الاستبخارات الإسرائيلي، والذى طلب منه العودة لمسكنه وحين عودته علم باختطاف المدعو منيزل محمد سليمان فأجرى اتصال بعنصر الاستخبارات الإسرائيلي الذي أبلغه بضرورة الهرب من منطقة سكنه، وعرض عليه أن يتوجه إليه بإسرائيل.
وبالفعل غادر إلى إسرائيل وأعقب ذلك بثلاث وعشرون يوماً أن تمكن عنصر الاستخبارات الإسرائيلي من إحضار زوجته إليه، وسلمهما لمن يدعى «نادي»، والذى يعمل مع الحكومة الإسرائيلية، حيث اصطحبهما إلى مسكن بمنطقة بئر سبع بإسرائيل.
وكان يعطيه راتباً شهرياً قدره أربع آلاف شيكل بما يعادل ثمانية آلاف جنيه مصري، حيث ظل بإسرائيل فى الفترة من 1/9/2012 حتى 18/2/2014 ثم توجه إلى الحدود الأردنية رفقة زوجته - رغبة منه في العودة للبلاد - ومنها إلى أقرب نقطة تابعة للجيش الأردني، حيث تم تسليمه لجهاز المخابرات الأردنية وترحيله للبلاد.
وأثبتت تحريات هيئة الأمن القومي، سعي وتخابر المتهم الأول "بريكات " مع المتهم الثاني عنصر الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية - جهاز الأمان - منذ عام 2011.
وأمده بمعلومات تتعلق بالأوضاع الأمنية في سيناء ومعلومات عن القوات المسلحة والشرطة، وعن عناصر مصرية بدوية من شأنها الإضرار بالأمن القومي ومصالح البلاد.
حيث قام المتهم الأول بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية، ومعه كل من منيزل محمد سليمان وسليمان سلامة حمدان، وتسللوا جميعاً عبر الحدود الشرقية للبلاد عدة مرات للقاء عناصر من الاستخبارات الإسرائيلية، وتلقوا تعليمات وتكليفات من عنصر الاستخبارات الإسرائيلية المدعو «أبو سالم» وأكدت التحريات أنه الإسرائيلي «شالومو سوفير».
وأضافت التحريات: أن المتهم الأول ظهرت عليه مظاهر الثراء نتيجة العائد المادي الذي تقاضاه من المخابرات الإسرائيلية، كما قام المذكور وبمشاركة منيزل محمد سليمان بزرع شنطة بمنطقة «وادي لصان» وجهاز بقرية «البرث»، بتكليف المخابرات الإسرائيلية، ولخدمة أهدافها في مجال الرصد والاستطلاع والتوجيه للطائرة بدون طيار.
وأنه في أعقاب قتل المدعو عويضة بريكات - أحد التكفيريين - والقصاص له من جانب جماعة أنصار بيت المقدس بقتل منيزل محمد سليمان، وقيام عائلة عويضة بريكات بقتل المدعو سليمان سلامة حمدان تسلل وزوجته هرباً إلى إسرائيل بتعليمات من عنصر الاستخبارات الإسرائيلي.
حيث أقام وزوجته بمنطقة بئر سبع بترتيب من المخابرات الإسرائيلية، وتم منحهما هوية إسرائيلية وراتب شهري للإقامة والإعاشة.
وأضافت التحريات: أن المتهم الثاني جمعة أدبارى الترابين - أحد العناصر البدوية من عرب 48 ويحمل الجنسية الإسرائيلية وأحد المتعاونين مع المخابرات الإسرائيلية ويعمل لمصلحتها كان هو حلقة الوصل بين المتهمين الأول والثالث.