طبيب يعلن عن علاج للكبد "ما دخلش مصر".. و"الصحة" تعد بملاحقته
«نوفر لكم العقار الجديد لفيروس الالتهاب الكبدى الوبائى سى»، تعلو اللافتة واجهة الصيدلية، يتوقف أمامها الرجل الستينى متمعّناً فى القراءة. يتلعثم فى قراءة اسم الدواء المعلن عنه، والذى قد يرحم زوجته من الموت بفعل فيروس سى «هو ده سوفالدى يا بنى»، يوجه سؤاله للصيدلى الشاب، فيجيبه: «لا يا حاج ده دوا جديد لسه مش موجود فى مصر». لم يفهم الرجل شيئاً من الإجابة، ما زالت اللافتة غامضة بالنسبة له «يعنى إيه دوا جديد مش موجود فى مصر ولسه الوزارة ما سمحتش بيه، طب هييجى إزاى، ولما يطلع فيه حاجة غلط أحاسب مين؟».
«هارفونى»، العلاج الجديد للكبد، والذى يتفوق على السوفالدى، هكذا تشير اللافتة، وهكذا يزكيه الطبيب أيمن جميل أنور، استشارى أمراض الكبد والجهاز الهضمى، وصاحب الإعلان، باعتباره -أى الدواء- قادراً على تحقيق نسب شفاء تتجاوز 96% دون الحاجة لأنواع أخرى من العلاجات. «جارٍ الآن حصر الكمية المطلوبة»، الجملة التى أكد أيمن من خلالها أن الدواء ليس موجوداً فى مصر، ويتم الاتفاق على توريده «بشكل خاص» من خلال شركة أدوية عالمية «الدواء حاصل على موافقة منظمة الصحة العالمية، وعدم دخوله مصر حتى الآن بسبب إجراءات شكلية، لذا قررت ومجموعة من الأطباء تجاوزها إنقاذاً للمرضى»، الكمية المطلوبة. «الدواء لم يحصل على ترخيص وزارة الصحة، والطبيب الذى يثبت تورطه فى بيعه سيتم غلق عيادته»، يؤكد د.حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة، ويضيف أن الدواء بالفعل جارٍ المفاوضات بشأن شرائه مع الشركة المنتجة «عايزين نشتريه بنفس سعر السوفالدى، والمفاوضات جارية بشأن تخفيض السعر»، «عبدالغفار» يؤكد أيضاً أن «الدواء طالما ما دخلش مصر يبقى ما ينفعش حد يعلن عنه وده بيضعه فى مسئولية قانونية أمام الوزارة».