المسلم: "اللهم بلغنا رمضان" والتاجر: "اللهم بلغنا الصين"
رحلة سنوية لم تخلف موعدها ولو مرة، يلتزم بها تجار لعب الأطفال والفوانيس، فما أن يحل رجب حتى يشدوا الرحال إلى الصين، استعداداً للموسم الذى يحييهم طيلة العام، لكن قبل السفر لا بد من اجتماع التحضير والاتفاق، وهو ما يتم فى أواخر جمادى الآخر.
«رحلة الفوانيس»، هكذا يسميها التجار فى «حارة اليهود»، لا تشكل نتائجها فارقاً لمصر فقط، لكن كذلك تنتظرها الصين «الاتفاق على صفقة الفوانيس كل سنة من أهم الصفقات اللى بتنعش السوق المصرية والصينية أيضاً»، يؤكد الحاج محمد ضجة، أحد أكبر مستوردى الفوانيس، الذى داوم على الرحلة طيلة 20 عاماً بمفرده، قبل أن تتحول الرحلة إلى اتفاق سنوى: «كل تجار السوق بيتجمعوا وبنتفق على حجم البضاعة المستهدفة وتكلفة الصفقة، ونختار الوفد اللى هيسافر الصين يتفق على الشحنة»، التجمع السنوى فى حارة اليهود لا يخلو كذلك من تجار أدوات التجميل والإكسسوار الحريمى: «زمايلنا بيقصدونا نجبلهم معانا البضائع اللى ناقصة معاهم وبنكمل بعض التكلفة بتقل وجمرك الشحنة بيتقسم علينا».
الحديث عن زيادة الجمارك على البضائع المستوردة من الصين، ورفع مقاييس الجودة، كان الشغل الشاغل لتجار الفوانيس طيلة الأيام الماضية، جمعتهم بسببه نقاشات عدة منذ صدور القرار وحتى موعد الرحلة، قبل أن يأتى تأجيل القرار ليثلج صدورهم «الحمد لله القرار اتأجل 3 شهور، هتكون الشحنة دخلت واتباعت كمان، ربنا يستر فى الموسم اللى بعده»، زيادة الجمارك لم تكن المؤثر الوحيد على رحلة هذا العام بحسب «ضجة»: «رسوم تحويل الدولارات زادت من 2 دولار على الألف لـ6 دولار.. فين بقى تشجيع التجارة ورؤوس الأموال ولا إحنا عشان مصريين يطلع عينّا»، المكسب المنتظر من صفقة الفوانيس يؤكد عربى زغلول، أحد المستوردين، أنه لن يكون فى مستوى الأعوام الماضية: «الموسم كل سنة فى النازل، من ساعة الثورة مفيش موسم ما بنخسرش فيه بس هامش الخسارة معمول حسابه، ومصر مش هيعدى عليها رمضان من غير الفانوس».