خبراء عسكريون: العرب حريصون على الحل السلمى بعد "تحجيم الحوثيين"
قال خبراء عسكريون وإستراتيجيون، إن اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، أمس الأول، كان يهدف لوضع رؤية مستقبلية للتحديات التي تواجه مصر والأمة العربية والتخطيط للسبيل الأمثل لمواجهتها.
وشدد العسكريون، على أن كلمة السيسي عقب الاجتماع كانت تهدف لرفع الروح المعنوية للجنود والشعب المصري والشعوب العربية وطمأنتهم على قدرتنا على مواجهة التحديات والتهديدات التي تستهدفنا.
أكد اللواء عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن اجتماعات السيسي مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة اجتماعات واقعية ليس الهدف منها الشو الإعلامي كما يسعى ليروج البعض ذلك.
وأشار إلى، أن تلك الاجتماعات تدرس الخلفيات الواقعية لكل ما يدور على الساحة سواء المصرية أو العالمية عبر جلسات لـ"العصف الذهني" بهدف دراسة التهديدات والتحديات والمخاطر التي تواجه الدولة المصرية، وكيفية وأساليب مواجهتها، بالإضافة للخروج برؤية مستقبلية لما ستؤول إليه الأمور للاستعداد الجيد والكامل لمواجهة هذه التحديات والتغلب عليها.
وأضاف العمدة في تصريح لـ"الوطن"، أن كلمة السيسي حملت رسائل طمأنة للشعب المصري والشعوب العربية بوجه عام؛ لأنه أكد جاهزية وقدرة القوات المسلحة على مجابهة التحديات التي تواجهها سواء مواصلة مواجهة الإرهاب في سيناء أو تأمين 1200 كيلو متر مربع من حدودنا الغربية لمنع تسلل أية عناصر إرهابية من حدودنا الغربية، وتأمين الاتجاهات الإستراتيجية للدولة، فضلًا عن الأوضاع في ليبيا واليمن.
وأوضح، أن السيسي قطع الطريق على محاولة بث الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن العربي من خلال كلمته، مشددًا على أنه لن يستطيع أحد شق الصف العربي، وأن القادة العرب حريصون على الوحدة والتكامل فيما بين الشعوب العربية، والتعاون المشترك بهدف البناء والتعمير، وليس التخريب أو العمل على مخططات خبيثة.
وأضاف أن ما يحدث في اليمن ليس عدوانًا على أحد، ولكن لحماية الأمن القومي المصري، مشيرًا إلى أن الأمة العربية مستهدفة من المخططات الغربية بهدف التقسيم، وإقامة الدولة اليهودية، وللتحكم بمصادر الطاقة بالمنطقة.
وطالب بالتكاتف والوحدة خلف القيادة السياسية والعسكرية لتجاوز ما يهدد الأمن العربي من أخطار، مشيدًا في الوقت ذاته بتعامل الأجهزة المعنية مع خطر الإرهاب والتحول من "رد الفعل" إلى "الفعل" في مواجهته.
من جانبه، قال اللواء محمد مختار قنديل الخبير العسكري والإستراتيجي، إن كلمة السيسي تهدف إلى إبقاء التواصل بين القيادة السياسية والعسكرية والشعب، ورفع الروح المعنوية للجنود والمواطنين في ظل الحرب النفسية التي يحاول أن يشنها البعض علينا.
وأضاف، أن كلمة السيسي أكدت أن الدولة المصرية والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، تبحث عن الحل السياسي في أزمة اليمن كي لا نعمق جراح الأمة العربية أكثر من ذلك، مشيرًا إلى أن الحل السلمي لن يكون إلا بعد "تحجيم الحوثيين" بهدف إجبار جميع الأطراف للجلوس على المائدة التفاوض بدلًا من التصارع والاقتتال.
وأشار قنديل، إلى أن حرص القادة العرب على عدم التوسع في الحرب إلا في حال مواصلة تهديد الأمن القومي العربي تنبع في الأساس في عدم رغبتهم لتدمير الجيش اليمني، الذي يتحرك أغلبه مع الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، وليس الرئيس الشرعي الحالي.
وأكد أنه حال عدم تحكيم صوت العقل لصالح اليمنيين والعرب، ستواصل القوات العربية دورها وتعيد تكوين وتسليح وتقوية الجيش اليمني فيما بعد المعركة.
واعتبر الخبير العسكرى تصريحات الرئيس السيسي بشأن أمن مضيق باب المندب وحركة الملاحة بالبحر الأحمر بكونها إشارة إلى أن المشاركة المصرية الرئيسية هى بالقوات البحرية لتأمين حركة الملاحة، وتأمين الموانئ السعودية بالمشاركة مع قواتها، فضلاً عن حصار دولة اليمن لقطع أية محاولات لدعم العسكري والمالى للحوثيين.
وقال قنديل، إن التدخل الإيراني في اليمن هو سبب عملية "عاصفة الحزم"، مشددًا على أنه لو لم تكن طهران قد تدخلت في الأزمة كنا سنعتبرها "مشكلة داخلية"، ولم يكن ليتم التدخل العسكري العربي، ولا بد من العمل على إنجاح العملية العسكرية سواء بالحل السلمي عبر السياسة والدبلوماسية، وإلا فالحل العسكري سيبقى خيارنا.
وتابع، أن مصر لن تفرط في قواتها، ولن تورطهم في حرب تقع خسائر كبيرة في صفوفها، ولكن حال المشاركة بالقوات البرية إذا اقتضى الأمر سيكون لتأمين المدن الرئيسية والمنشآت والمصالح، وليس للاشتباك والاقتتال، فضلًا عن دور قواتنا البحرية المهم في تأمين مدينة وميناء الحديدة في البحر الأحمر، ومدينة عدن الواقعة على خليج عدن.