مقاطعو "الجزيرة": السفير القطري يرجع ماشي.. لكن القناة "لا وألف لا"
اجتمع السيسي وتميم، وتوالت الأسئلة، البعض يحيل اللقاء الذي تم على هامش القمة العربية في شرم الشيخ إلى حديث عن المصالحة، وآخرون يحيلونه إلى حديث عن وضع الإخوان وتسليمهم، فيما بقي فريق ثالث لا يهمه سوى "موقف الجزيرة مباشر مصر"، هل تعود للبث من القاهرة، بعودة السفير القطري إلى مصر؟
شغل السؤال إعلاميين وصحفيين من المهتمين بوضع القناة وعملها في مصر، لكنه يومًا لم يعرف طريقه إلى المواطن العادي، الذي لا يرى في وضع "الجزيرة" بمصر ما يسيء إليها "القناة شغالة عادي، ومفيش حاجة اتغيرت غير إغلاق مكتبها في القاهرة" يؤكد "أحمد نفادي" المواطن المصري البسيط، الذي قرر مقاطعة "الجزيرة" في أعقاب موقفها من مصر، سواء القناة الأم، أم الوليدة في القاهرة، لم يختلف موقف الرجل بالاختلاف الذي طرأ على علاقة مصر بقطر ولقاء السيسي بتميم، فالمقاطعة ما زالت خياره الأوحد "حتى لو استضافوا السيسي على الهوا"، يقولها الرجل الخمسيني، مؤكدًا أن ما أحدثته "الجزيرة" طيلة العامين الماضيين لن يغفره المصريون "الجزيرة قتلتنا ولينا عندها دم زيها زي الإخوان بالظبط ولو الإرهابيين قتلونا بالقنابل فالجزيرة قتلت ولادنا بالفبركة والكدب، ومحدش بيتفرج عليها غير الإخوان حتى اللي بيعارضوا السيسي ومش إخوان تلاقيهم بيهاجموا الجزيرة لأنها فقدت مهنيتها" .
"الإغلاق لم يكن بقرار سياسي، حتى تكون العودة بقرار سياسي" يؤكد الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام، مضيفًا "مكتب الجزيرة أغلق لمخالفته شروط الترخيص التي ينص عليها القانون المصري، وعودته مرة أخرى ليست قائمة على توفيق الأوضاع القانونية فحسب"، مؤكدًا أن الأوضاع السياسية ووضع "الجزيرة" في الشارع المصري أصبحا الترخيص الحقيقي الذي يضمن عودة البث من القاهرة "العلاقات الدبلوماسية بين دولتين تختلف كليًا عن أداء إعلامي لقناة إخبارية يتطلب الاحتكاك بالمواطنين في الشارع، وهذا لن يقبله المواطن الذي يبلغ الشرطة عن محادثة تدار بالإنجليزية في مقهى فما بالنا لو شاهد ميكرفون الجزيرة"، علم الدين يؤكد أن الفترة المقبلة سيثبت الخطاب الإعلامي لـ"الجزيرة" مدى نيتها للعودة للقاهرة "حرب اليمن حركت المياه الراكدة بين الدولتين لكن المجرى ما زال مسكونًا بطفيليات الإخوان في الجزيرة، فمتى صلح ستصلح العلاقات ويستشعر المواطن أن الميكرفون القطري ليس أداة قتل".