المتهم الرئيسى فى قضية خلية مدينة نصر لـ«الوطن»: «أمن الدولة» يهدف للوقيعة بيننا وبين «الرئاسة» ويقدمنا «قرباناً للأمريكان»

المتهم الرئيسى فى قضية خلية مدينة نصر لـ«الوطن»: «أمن الدولة» يهدف للوقيعة بيننا وبين «الرئاسة» ويقدمنا «قرباناً للأمريكان»
قال طارق أبوالعزم، المتهم الرئيسى فى قضية خلية مدينة نصر، إن الأمن الوطنى يسعى لتوريطه فى القضية بهدف الوقيعة بينه وبين «منظومة الرئاسة»، وأضاف فى تصريحات لـ«الوطن» أنه نفى فى تحقيقات النيابة العامة علاقته بالهجوم على السفارة الأمريكية فى ليبيا وأن أمن الدولة يريد أن يقدمهم «قرباناً للأمريكان».
وقال «أبوالعزم»: «الناس استمرأت الذل والقعود عن الجهاد فى سبيل الله»، مستشهدا بالجندى التترى الذى كان يوقف المسلم حتى يذهب ليأتى بالسلاح كى يذبحه.[Quote_1]
وأكد أنه كان طياراً فى القوات الجوية، وأحيل إلى المعاش بسبب تحريضه بعض الضباط على السفر للجهاد فى العراق، بعد الغزو الأمريكى للعراق، وبعدها تم اعتقاله على ذمة قضية اشتهرت إعلاميا بقضية جند الله.[Image_2]
وأشار «أبوالعزم» إلى أنه عذب ومجموعته صعقا بالكهرباء فى مقرات أمن الدولة، وأنه لاقى من العذاب أصنافا شتى جربها كلها فى النظام البائد، معلقا بقوله: «التعذيب فى مصر كالأكسجين».
وقال سعيد على، المتهم التونسى فى القضية لـ«الوطن»، إنه كان يعد للسفر لتونس ومنها للجهاد فى سوريا، وإنه لم يكن يخطط لعمليات داخل مصر على الإطلاق.
فى السياق ذاته، حصلت «الوطن» على كواليس ما دار بين «أبوالعزم» والنيابة بعد إغلاق محضر التحقيق، حيث أكد أنه يؤمن أن لا عزة للأمة إلا بالجهاد، وأنه سافر لأمريكا فى بعثة أثناء خدمته فى القوات الجوية المصرية، فلم يرَ من الأمريكان سوى الغباء، وأن المصريين كانوا أكثر منهم ذكاء وخبرة.
وشدد على أن المسلمين لا ينقصهم سوى الإدارة الجيدة، مستشهدا باحتكار أمريكا للعقليات المسلمة الفذة حتى تستفيد منها وتحرم منها المسلمين.
وأكدت النيابة لـ«أبوالعزم» أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الأساسى للتشريع فى الدستور المصرى، فمصر تحكم بشرع الله، واعترض «أبوالعزم» على النيابة مشددا على أن الشريعة الإسلامية لا تطبق وأن المجتمع المصرى فى سلوكه وتصرفاته لا ينتمى إلى نمط المجتمع الإسلامى الصحيح.
وطلبت النيابة من «أبوالعزم» أن يأتى لها بمثال لا تطبق فيه الشريعة الإسلامية سوى الحدود، فرد «أبوالعزم» بأن استبعاد الحدود من التطبيق ليس بالأمر الهين قائلا: «وهى دى لوحدها مش كفاية؟».
وأضاف «أبوالعزم»: «المعاملات المالية والتجارية فى مصر لا تقوم على أساس الإسلام»، لافتا إلى البنوك الربوية.
واعترضت النيابة بأن هناك بنوكا إسلامية لا تتعامل بالربا، فرد «أبوالعزم» بأن والده أخذه ذات مرة إلى أحد تلك البنوك، فاكتشف أنها تتعامل بمثل ما تتعامل به البنوك الأخرى.
وشدد «أبوالعزم» فى حديثه مع النيابة على أن الرئيس الحالى محمد مرسى ما دام وعد فعليه أن يوفى بوعده.
وسألته النيابة عن رأيه فى البورصة، فقال إنها من الناحية الشكلية لا بأس بها، لكنها فكرة شيطانية، ويمكن أن يكون لها شكل إسلامى.
وقال «أبوالعزم» إن «التوحيد ليس كلمة سهلة يقولها المسلم ثم ينام على أريكة، بل هى كلمة استشهد من أجلها صحابة رسول الله حتى تصل إلينا».
وحدثت النيابة «أبوالعزم» فيما هو متاح للأمة وما هو غير متاح، فأجاب «أبوالعزم» بأن أمريكا تضغط على ضعاف النفوس الذين لا يعرفون أنها هى نفسها هشة وضعيفة، وفى أمن الدولة كانوا يقولون لنا: «من يقدر على أمريكا؟»!
وتابع «أبوالعزم»: «سنقدر على أمريكا عندما تعبد الناس رب العباد»، وقاطعت النيابة «أبوالعزم» قائلة إن «اليابان تتقدم وهى تعبد صنما، فعليك أن تجتهد لتخدم بلدك مصر كى تنهض من رقدتها، وهذا هو ما أمر به الدين لا أن تهدم وتضعف».
ورد «أبوالعزم»: «وهل التبعية لأمريكا تصنع نهضة؟ فأنا كنت ضابطا طيارا فى القوات المسلحة، وعندما كانت تتعطل طائرة (إف 16) على مسمار كنا نذهب لنستورده، وإذا لم يتوفر كنا نحول الطيارة المعطلة لقطع غيار لطيارات أخرى»!
وسألت النيابة «أبوالعزم» عما إذا كان يعرف بالضربة التى وجهتها إسرائيل للسودان، فنفى «أبوالعزم» علمه بذلك وعلق قائلا: «بالطبع، فالطائرات الإسرائيلية ستكون فى فسحة وهى تتجول فى السموات لتضرب أى دولة عربية».
وأضاف «أبوالعزم» أن مصر لا تصنع غير «الشيبسى»، وحتى المصانع التى يصنع بها تستوردها من الخارج.
وقال: «لا حل لهذه الأمة سوى بالجهاد فى سبيل الله، فانظر للجهاديين فى العالم كيف غيروا من واقع الأمة».
وتساءلت النيابة مستنكرة: «هل الذى أحدث تغييرا فى العالم العربى هم الجهاديون؟».
فأجاب «أبوالعزم»: «نعم، فانظر ما حدث فى ليبيا وتونس والعراق ومصر وشمال أفريقيا، إنها تتحرر من قيود الذل بفضل الجهاد فى سبيل الله».
واستطردت النيابة: «إن فى هذه البلدان أنهاراً من الدماء تسيل كل يوم»، مستشهدة بالعراق وما يحدث فيها، فطالب «أبوالعزم» بأن يقترب الناس من الأحداث أكثر، وألا يعتمدوا على وسائل الإعلام فقط فى المعرفة.
وأشار إلى أن أنهار الدماء التى تذهب فى سبيل الله خير من الدماء التى تسيل على الأسفلت، مستشهدا بالــ180 ألف مواطن الذين يموتون على الطرقات فى مصر كل عام، لافتا إلى أن الناس تموت بسبب وغير سبب، فلماذا يرضون بالذل ولا يموتون دفاعا عن حريتهم وكرامتهم؟! وأن قلة من التيار الإسلامى الجهادى غيرت الناس للأفضل.
وختم «أبوالعزم» حديثه مع النيابة بقوله: «أقسم بالله العظيم أن أمن الدولة تسعى للإفساد بين الحركة الإسلامية والنظام».
وتحدث «أبوالعزم» عن زيارته لأمريكا ضمن الوفد الذى بعثته القوات المسلحة المصرية للتدريب هناك، فقال: «أمريكا حاولت إبهارنا، لكننى لم أنبهر، هم لديهم قدرات إدارية فقط لكنهم لا يفهمون شيئا، ونحن أعلم منهم ولدينا خبرة».
وتساءل «أبوالعزم»: «ألم ترَ الجنود الأمريكان وهم يتبولون على أنفسهم فى أفغانستان والعراق خوفاً من الموت؟!».
ولفت إلى أن أمريكا تضرب بالطيران فقط، وأنها تنهزم من المجاهدين فى المواجهات الحقيقية على الأرض.
وسألته النيابة: «هل تعتبر كل الشعب كافرا؟»، فقال: «لا»، وإن الجهاديين هم أول من حاربوا فكر التكفير والهجرة، وسألها عن شكرى مصطفى وظروف إعدامه، وأنه كان لا يختلط بالناس ولا يسلم عليهم، وأن هناك فرقاً بين التكفير والهجرة والجهاد.
وطالب «أبوالعزم» باسترداد أمواله التى تمت مصادرتها، وتبلغ 35 ألف جنيه وألف ريال و500 دولار، لكن النيابة أبلغته بصعوبة الاستجابة للطلب لأن هذه الأموال تدخل فى القضية.
وتحدث «أبوالعزم» عن طائرات الـ(إف 16) التى تبيعها أمريكا لمصر، وأن بها شريحة تسمح للولايات المتحدة بتتبع طائراتنا، وأن ليس لديها قدرة على ضرب الطائرات المعادية فى الجو.
وتحدث عن مشاريع فاشلة كانت تسوق للقيادات فى الجيش على أنها ناجحة، ثم تصرف بعدها المكافآت للقيادات وغيرها من التى تدخل فى نطاق السرية.
وقال «أبوالعزم» إن تطبيق الشريعة فى مصر هو أمر حتمى سيحدث عاجلا أو آجلا، وإن الله سيقهر أمريكا والغرب اللذين يعرفان جيدا أن تطبيق شرع الله سيؤدى إلى زوال هيمنتهما على العالم، وإن الأمريكان أصيبوا بأمراض نفسية وعصبية فى العراق، ولم يفلحوا إلا بعد أن استخدموا طائرات الـ(بى 52).
وردت النيابة بأننا لا نملك الـ(بى 52)، وأن أمريكا لن تهزم باستخدام «شوية الـ(تى إن تى) والأسلحة البدائية».
ورد «أبوالعزم»: «إذا كانت أمريكا كذلك، فلماذا تحارب بالوكالة فى اليمن؟ فلا يجب أن ننتظر حتى نستجمع قدراتنا العسكرية لأن أمريكا ستمنعنا من ذلك».
ووجه «أبوالعزم» حديثه لمحاميه مجدى سالم قائلا: «إنت مستغرب من كلامى يا أستاذ مجدى؟ معلش أنا بقول اللى أنا مؤمن بيه وسيبها على الله».
وانتقد «سالم» بدوره بعض وسائل الإعلام التى ضخمت موضوع خلية مدينة نصر وادعت أنه من ضمن المضبوطات صواريخ ومضادات للطائرات، مؤكدا أن ذلك ليس حقيقيا.
وقالت النيابة إنه أولى للجهاديين أن يجاهدوا فى مصلحة مصر بدلا من العودة إلى النقطة صفر، مستشهدة ببعض الدول التى تحافظ على دينها وتعمل فى التقدم والرقى.
وقال «أبوالعزم» إن «القوانين المعمول بها فى مصر لا ترضى الجهاديين؛ فهى إفراز لثقافة مجتمع غُيِّرت وبُدِّلت وابتعدت عن جوهر الإسلام كما نزل على النبى، صلى الله عليه وسلم».
وأكد أن إسرائيل لو أرادت توجيه ضربة للجيش المصرى لفعلتها، و«ساعتها سيكون الجهاديون ومَنْ يرغبون فى الشهادة لديهم قدرة على وقفهم عند حدهم».