الطرق تحصد أرواح 74 طفلا خلال عامين.. "لموا الكراريس"
يمضون ساعات طويلة في التجهيز للرحلة المنتظرة، للخروج بعيدًا عن البلدة الصغيرة، وزيارة قاهرة المعز، وتمضية وقت للعب، كما رسموها بأيديهم الصغيرة في مخيلتهم البسيطة، وأحلامهم البريئة التي يصل أقصاها إلى الركض وسط ساحة واسعة، وأمنياتهم لمستقبلهم في أن يكون أحدهم طبيبًا، ومهندسًا، وأخرى دكتورة في الجامعة وصيدلانية، ومدرسة، إلا أن قضبان السكة الحديد، تظهر بأنيابها التي لا تعرف الرحمة لتعرقل حلم أكثر من 20 طفلًا، داخل أتوبيس رحلات لإحدى مدارس الغربية مع قطار بمدينة الشروق على طريق الإسماعيلية الصحراوي.
4 أحلام بريئة لأطفال، انتهت بشكل مفاجئ، بجانب 3 آخرين، لتقطع رحلتهم، فيما أصيب 26 شخصًا، في حادث، اليوم، لأتوبيس الرحلات، دون إعلان سبب واضح حتى الآن، فبعضهم يرجعه للأمن والسكة الحديد، وأخرون يرجعونه إلى صاحب المزرعة الذي شرع في إقامة مزلقان دون علم أحد من الدولة، تاركين طوفان الحزن والفقدان يثور بقلوب أهاليهم وأصدقائهم، دون إجابة شافية.
وعلى خلاف حادث الإسكندرية، الذي سقط فيه 18 طفلًا، وتفحَّمت أجسادهم، أثناء وجودهم داخل أتوبيس مدرستهم الأورمان بالعجمي، نتيجة تصادم الحافلة بحاملة بنزين قرب قرية أنور المفتي باتجاه الإسكندرية، في صباح يوم 5 نوفمبر 2014، وهو النبأ المؤلم الذي استيقظ عليه الشعب المصري بعد أن غلف الحزن أوجه الجميع وتصارعت نبضات قلوب الجميع، بعد أن قبضت يد الإهمال على أرواحهم دون ذنب.
ولم تكن تلك الحادثة الوحيدة التي تشهدها مصر، نتيجة الإهمال، وتحصد أرواح عدد أكبر ليصل إلى 52 تلميذًا، من بين 70 طفلًا، في الوقت الذي كان يقلهم به ميكروباص صغير، لمدرستهم بجوار مزلقان المندرة بمركز منفلوط بأسيوط، صباح يوم 17 نوفمبر 2012، لتتناثر دماؤهم الطاهرة، على الحقائب والكراسات المدرسية داخل قلوب أمهاتهم التي انفطرت حزنًا وألمًا على فقدان فلذاتهم وبكرة أحلامهم التي ما زالت لم تتبلور بعد، ما كان أشبه بالفاجعة التي فجَّرت نهرًا من الرفض والضيق لم يتمكن أحد من إيقافه، وكانت استقالة وزير النقل ورئيس هيئة السكك الحديدية وأحيل الأخير للتحقيق، هي أبسط رد تمكنت الحكومة من القيام به.