م الآخر| "الحزن واليأس شركاء الشباب"!
الحالة تزداد سوءًا يوما بعد يوم، البلطجة تنتشر كالطاعون بين الناس، الإرهاب يملأ البلدان معظمها، الأمراض تتنامى، السلع تزداد أضعافًا مضاعفة، النفط ومشتقاته ينفذوا من محطات الوقود، "القضاء والقدر" يقضي على ما تبقى لنا من العصور الماضية، واللهم لا اعتراض.
أتحدث دائما مع الشباب -وهم شباب عشرينيون- الذين قاموا بثورة القضاء على الفساد والظلم -والتي قضت عليهم فيما بعد- وأشعر أن الاكتئاب والأشجان يملآن صمامات قلوبهم، أسألهم عن نظرتهم للمستقبل، فألق نظرات شيخوخية تسيطر على أعينهم، ويبدأ حديثهم عن مآسيهم، وكيف سيتلقون الصدمات التي ستواجهم حتما. أصبحوا شبابًا عاجزين وعواجيز، أصابهم الإحباط واليأس!
"البلطة" والأسلحة مع الجميع، والجميع يترقب أفعال الآخرين، ينتظرون خطأ واحدًا، ولو غير مقصود من الآخر، حتى تتشبع أعينهم بالدماء، يبدو أننا أصبحنا من محبي الدماء، البلطجة تتسلل بيننا دون أن نشعر، تسللت حتى إلى مؤسسات بالدولة، والعديد من المناطق عُرفت بالبلطجة، "والله يجازي اللي كان السبب"!
"انفجر منذ قليل" "سُمع دوي انفجار" "عملية مسلحة ينفذها إرهابيون وتسفر عن مقتل -- وإصابة --" اعتادت آذاننا سماع مثل هذه الجمل، أصبحت جملا لا تغيب، وإن تأخرت عن آذاننا، نشعر بشئ ما غير طبيعي. يبدو أننا أدمنا تلك الأخبار، أدمنا الانفجارات والعمليات الإرهابية، وربنا يستر!
"فيروس سي، السرطان، الاتهاب الكبدي الوبائي، الفشل الكلوي" أمراض يعرفها المصريون جيدا كما يعرفون أنفسهم، ولم لا يعرفونها وهي مستقبلهم؟ علاجات وهمية ترفع من أرواح المرضى المعنوية وتنهال بها أرضا. ويبدو أن الأمراض هي الأخرى أدمنت المصريين، و"فيروس سي والإيدز وجهاز الكفتة" دونت ميكس.
ومع كل هذه الأزمات، يكون من البديهي ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية التي لا غنى عنها، ترتفع أسعار السلع، ويهبط سعر البشر، والإعلام لا يُعلم. السيدات يحدثن أنفسهن في الأسواق من ارتفاع الأسعار، والبائع ينظر لهن نظرة العاجز عن الحل، وتتساقط من عينيه دموع الشفقة، ليعاود عمله ويمسح عينيه، وينادي "مجنونة يا قوطة".
أُلغى الدعم عن البنزين والسولار والغاز، ولم تتمكن الدولة من حل هذه الأزمة إلا على المعونات، سنظل سنينا عجاف بلا مشتقات بترولية، ويبدو أننا على أعتاب أزمة اقتصادية وخيمة بعد خلاف مع بعض دول الخليج التي دعمتنا طوال الفترة الماضية، نحن كنا نعيش على معونات الخليج. لا تعطيني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد، "ده لو أنت بتعرف تصطاد أصلًا".