"صليل الصوارم".. السخرية من "داعش" والدعاية المجانية للتنظيم
اعتاد المصريون السخرية من كل شيء حتى الموت، إلاّ أن السخرية هذه المرة، من أنشودة "صليل الصوارم"، تدخل في نطاق الدعايا المجانية لتنظيم "داعش" الإرهابى، الذي يريد أن تصبح أفعاله الوحشية، جزءًا من الحياة الطبيعية للمواطنين، يتقبلونها ويعتادون عليها، ويصبح "التوحش"، الذي يجيدون "إدارته" مألوفًا.
ويريد التنظيم، أن يتخلل وجدان الشعوب، ومصدر الإلهام الأول بالنسبة لهم، ويدفعهم نحو تقليد أفعاله الوحشية، مهما كانت طريقة التقليد، شريطة أن يبقى دومًا في عقولهم، ومصدر حديثهم.
وعلى الرغم من أن التنظيم، يجلد كل من ينطق بكلمة داعش، 70 جلدة، كونهم يعتبرونها سبة، إلاّ أن المتابع لصفحات كتابات مقاتلي داعش، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يدرك حجم حالة الفرح، من انتشار الأنشودة.
ويعتبر التنظيم معركة وجودة على تويتر، وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، غزوة نبوية، ويقاتل عناصره، على نشر فيديوهاتهم بشراسة، ويهددون وينذرون كل من تصور له نفسه مهاجمة التنظيم، ووصل بهم الأمر لتهديد القائمين، على شبكة تويتر نفسها، بعد حذف ما يقرب من 50 ألف حسابًا لهم، ويقدمون دعمًا للحسابات الجديدة، مقابل مبالغ مادية يتقاضونها نظير ذلك، ويرون في تداول فيديوهات، صليل الصوارم، على الرغم من السخرية منها، انتصارًا للتنظيم، بعدما وصلوا للشوارع وللأطفال والعامة. ويعتبرون ذلك نوع من الإعلام البديل، الذي يجيدون صناعته، في ظل إعلام الدول، الرافض لتداول ما يبثونه.
ويسعى التنظيم لغزو العالم، من خلال "الكاميرات" وعبر بوابة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، فيجد لنفسه إعلامًا بديلًا، أقوى من إعلام القنوات الخاصة، والتليفزيونات الحكومية، عندما أجبر هذه المؤسسات الإعلامية، على النقل عنه، والحديث عن بشاعاته، وشهرة "داعش" قائمة بالأساس، على ما ينتجه من مواد فيلمية، تصوره كـ"التتار"، الذى يقضى على الأخضر واليابس، ويعتمد فى ترويج بشاعاته، على جيش إلكترونى ضخم، يسيطر على نحو 67% من المواقع الجهادية، فيما تصل تغريداته، على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، إلى نحو 70 ألف تغريدة يوماً.