«السيسى» و«أردوغان» فى السعودية: المصالحة.. أو «كما كنت»
الزيارة الرابعة للسعودية فى 8 أشهر، ولمَ لا، فالمملكة هى الدولة الأكثر قرباً من مصر، والشقيقة الكبرى فى الأزمات، والصديقة المخلصة فى الصعاب، ورغم ذلك كان لكل زيارة هدف، هذه للاطمئنان على صحة الملك عبدالله -رحمه الله- وتلك للعزاء فيه، فضلاً عن الزيارة الأولى عقب فوز الرئيس السيسى فى الانتخابات الرئاسية، لتأتى الزيارة الرابعة، وتختصر كل أهدافها فى صدفة تزامنها -أى زيارة «السيسى»- مع زيارة «أردوغان» للمملكة، وهى العلاقة التى أحدثها الإخوان عن جدارة.
«(أردوغان) السبت فى السعودية.. (السيسى) الأحد فى ضيافة العاهل السعودى.. أكمل الكلمات المتقاطعة»، هكذا دار التساؤل الذى انتشر عبر مواقع التواصل، يحلل الزيارة التى جمعت قطبى الخلاف بين مصر وتركيا، ويضيف إليها فرص المصالحة، زاد جدلها اعتذار «السيسى» لـ«تميم» عن الإساءات التى يوجّهها الإعلام المصرى إلى والدته، الاعتذار الذى بدا للبعض نوعاً من «الود الدبلوماسى»، فسّره آخرون بأنه سعى لإتمام المصالحة بين مصر وتركيا وقطر.
«لا يمكن إنكار أن الزيارة تحمل بعداً سياسياً فى ظل وجود (أردوغان).. لكننا لا يمكننا تحميلها أكثر مما تحتمل»، يفسر د. وائل العراقى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، مؤكداً أنه حتى اللحظة لا توجد أخبار مؤكدة عن اجتماع «السيسى» مع «أردوغان»، أو أن ثمة لقاءً برعاية سعودية، سيُعقد لإتمام المصالحة بشكل ما، سواء كانت سياسية أم ثلاثية.
«العراقى» لا يهتم بتفسيرات الإخوان للزيارة ومحاولة ربطها بتصريحات «السيسى»، بكونه لا يعارض إتمام مصالحة مع الإخوان «حال موافقة الشعب على ذلك»، مؤكداً أن تصريحات الرئيس هى فى الأساس موفقة إلى حد كبير، فهو يعلم جيداً رأى الشعب ويعول على قدرته فى الفرز، وهو ما سيتم فى حالة طرح هذا الأمر للنقاش المجتمعى «لا أظن أن خطوة المصالحة مع الإخوان ستكون مصالحة سياسية، لكن فى الأساس هى مصالحة شعبية، فالشعب هو الذى سيسمح بعودتهم من جديد للانخراط به وممارسة أنشطتهم من خلاله».
«الصدفة» التى جمعت تركيا ومصر وربما قطر فى السعودية لا يراها «العراقى» موجودة من الأساس: «مصر فى منعطف خطير وتوقيت حرج قبل المؤتمر الاقتصادى وتحتاج إلى كل الدعم السعودى، لكن هذا لن يكون على حساب قرار الشعب، وهو ما أكده (السيسى)».