بالصور| "داعش".. مغول العصر: أحرقوا الكتب وحطموا الآثار وهدموا المساجد
في الوقت الذي يستمتع فيه العرب بمتابعة مباريات كرة القدم، وجوائز الأوسكار في المهرجانات الفنية العالمية، كان تنظيم (داعش) الإرهابي يمارس هوايته المفضلة في تدمير معالم حضارة، وتاريخ العرب - متاحف وأضرحة ومكتبات ومساجد تاريخية - التي ظلت آلاف السنين راسخة في أماكنها.
وبينما تعاقبت أجيال، وعبرت جيوش، وغزت أخرى بلاد العرب، دون أن تقرب معلمًا واحدًا ممن يمثلون حضارة أمة العرب، جاء المغول الجدد - (داعش) - ليدمروا حضارة بقيت آلاف السنين في العراق وسوريا.
ومنذ أن سيطر التنظيم الإرهابي، وبسط نفوذه على مساحات شاسعة في العراق وسوريا بات يستمتع بتدمير الآثار العربية العريقة من المواقع التاريخية، والمساجد، والمتاحف العراقية والسورية.. إضافة إلى نهب تماثيل، وأعمال فنية، وأيقونات، ومخطوطات، وأختام وقطع نقدية يبلغ عمرها 2800 عام.
وبينما تصاعدت في العراق مؤخرًا وتيرة القلق بشأن مصير آثار بابل في حال أحرز مسلحو (داعش)، مزيدًا من التقدم على الأرض، وهو ماحدث بالفعل، ترتب عليه تدمير الآثار الآشورية التاريخية في متحف الموصل شمالي العراق.
أولًا: آثار العراق التي دمرها (داعش):
لم يكن تدمير متحف الموصل المرة الأولى للعراق التي يتم تدمير آثارها من قبل التنظيم، فسبق للتنظيم حرق آلاف من الكتب والمخطوطات النادرة في الموصل، ليقتدوا بأسلوب المغول في تدمير الحضارة الإسلامية.
وعندما اجتاح مسلحو تنظيم (داعش) المكتبة المركزية في الموصل في وقت سابق، كانوا في مهمة لتدمير عدو مألوف هو أفكار الآخرين.
وقال سكان، إن المتطرفين حطموا الأقفال التي كانت تحمي أكبر مستودع للتعلم في المدينة الواقعة شمالي العراق، وقاموا بتحميل حوالي 2000 كتاب، بما في ذلك قصص الأطفال، والشعر، والفلسفة، ومجلدات عن الرياضة، والصحة، والثقافة، والعلوم، في 6 شاحنات من طراز (بيك أب)، وتركوا النصوص الإسلامية فقط، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتيد برس".
الأضرحة في الموصل هي الأخرى لم تسلم من (داعش)، فالتنظيم منذ أن سيطر على الموصل يشبع رغبته في التدمير والحرق، ومن الأضرحة التي دمرها:
جامع وضريح الشيخ فتحي الذي يعود تاريخه إلى عام 1050 ميلادية، وجامع ومرقد الشيخ قضيب البان الذي يعود تاريخه إلى عام 1150 ميلادية، ومرقد الإمام الباهر الذي يعود تاريخه إلى عام 1240 ميلادية، وضريح الإمام يحيى أبو القاسم الذي يعود تاريخه إلى 1240، وضريح الإمام عون الدين الذي يعود تاريخه إلى 1248.
كما تم تدمير جامع النبي يونس المشيد على تلة آشورية، ويعود تاريخه إلى عام 1365 ميلادية، وجامع النبي جرجيس الذي يعود تاريخه إلى عام 1400 ميلادية، وجامع النبي شيت الذي يعود تاريخه إلى عام 1647 ميلادية.
وظهر في مقطع مصور مجموعة من الرجال الملتحين في متحف الموصل، وهم يستخدمون المطارق، وأدوات الحفر لتدمير عدة تماثيل ضخمة، من بينها تمثال لثور آشوري مجنح يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد.
ثانيًا: آثار سوريا التي دمرها (داعش):
نالت سوريا نصيبًا من تدمير التنظيم الإرهابي لحضارة شعبها، فقد حطم (داعش) كنائس، وأديرة، وزوايا، ومقامات، ومرافق لها خصوصيتها عند مواطنين سوريين ومنها:
متحف الرقة.. وهو يضم مئات القطع الخزفية، والأواني، والزخارف الجصيّة، والعقود الحجرية التي ترجع إلى العصور الرومانية، والبيزنطية، والإسلامية، فضلًا عن وجود قسم خاص بالموروث الشعبي لمنطقة الرقة السورية، أما درَّة مقتنيات المتحف فتتمثل بجداريات الفسيفساء التي عثر عليها الآثاريون السوريون في منطقة حويجة حلاوة، وترجع إلى القرن الخامس الميلادي.