فى أزمة السجائر: «الحكومة بتقول سعر والمواطن بيتشرى بسعر تانى خالص»
قرار جديد برفع أسعار السجائر، يحتد الخلاف وتشتعل السوق، شائعات تتردد بارتفاع سعر المستورد والمحلى، لا يعرف أحد على وجه الدقة الزيادة المقررة، لكن الجميع يعلم شيئاً واحداً «السجاير مش موجودة»، هكذا اكتشف الشاب العشرينى حين أنهى يومه باحثاً عن «علبة سجائر» بلا جدوى، وإجابة واحدة لا يسمع سواها فى أكشاك منطقته «والله السجائر خلصت»، يعلم جيداً أن الإجابة ليست صادقة، فالرفوف المكتظة أمامه تؤكد كذب صاحبها «إحنا وقفنا بيع، لو عايز تشترى يبقى بالأسعار الجديدة».
اختفاء السجائر بعد ساعات قليلة من قرار رفع أسعارها، حالة واجهها الجميع على مدار اليومين السابقين، بينما وقف الحاج «أحمد رجب» مستورد السجائر فى حيرة من أمره لا يعلم إن كان الحديث عن الزيادة ومقدارها حقيقة أم شائعة «عارفين حكاية الزيادة من فترة لكن تحديدها قد إيه هو ده اللى كنا مستنيين نعرفه، ولحد دلوقتى مش عارفينه»، ارتفاع الأسعار لم يكن هو الشاغل الوحيد لتجار السجائر، لكن الهم الأكبر كان فى حجم البضاعة فى الأسواق «التجار دوروا على الربح طبعاً وكل واحد خبى البضاعة اللى عنده والزبون بقى مجبر يشترى بالسعر الجديد اللى لسه ما اطبقش أصلاً».
زيادة ما بين جنيه وجنيهين قدرتها حكومة «محلب» لكنها فى الأسواق ترجمت إلى زيادة تتراوح ما بين 3 و6 جنيهات للمستورد والمحلى «الحكومة عارفة إن التجار هترفع السعر الطاق تلاتة والعيب مش فيهم العيب فى القرار اللى ما اتنشرش صح والرقابة اللى مش موجودة فى الأسواق»، يؤكد «رجب» أن سوق السجائر المهربة ستشهد ارتفاعاً فى حجم الإقبال خلال الفترة المقبلة «مفيش قدام الغلابة غيرها»، نافياً أن يكون ما يحدث فى ليبيا قد أثر على طرق تهريبها «دى تجارة وسوق مفيش حاجة توقفها حتى الحرب بالعكس تزودها أكتر».
«الرقابة غائبة على الأسواق» هى الحقيقة الوحيدة التى أكدها قرار رفع أسعار السجائر التى ينفيها اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، مؤكداً أن الجهاز يقوم بدوره بحملات مكثفة لمنع تلاعب الباعة بالأسعار «فيه رقم ساخن مخصص لتلقى الشكاوى وأى بلاغ هيتقدم ضد أى تاجر سيحال للنيابة العامة»، «19588» الرقم الساخن الذى قرره الجهاز لتلقى الشكاوى «لكن مع الأسف الناس بتشترى وما بتشتكيش».