السيسي: قمة دول الجوار تنعقد في لحظة فارقة.. وتداعيات الأزمة السودانية سلبية
بادرنا باستقبال مئات الآلاف من الأشقاء منذ بداية الأزمة
»السودان فى قلب القاهرة«
ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسى، قمة دول جوار السودان، التى انطلقت بحضور عدد من رؤساء وقادة الدول الأفريقية، لطرح تصور مصر لخروج الدولة الشقيقة من مأزقها الراهن، واستعرض الرئيس السيسى، خلال القمة، أبعاد الأزمة السودانية، وتداعيات الاقتتال على الشعب الشقيق وعلى دول الجوار، مؤكداً ضرورة اتخاذ قرارات متناسقة وموحَّدة تسهم فى حل الأزمة، بالتشاور مع طروحات المؤسسات الإقليمية الفعالة، حقناً لدماء السودانيين، وحفاظاً على مقدَّرات بلادهم وعلى أمن واستقرار المنطقة ككل.
الجهود المصرية لوقف نزيف الدماء
فور اندلاع الأزمة فى السودان بادرت مصر باستقبال مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين الذين انضموا إلى ما يقرب من خمسة ملايين مواطن سودانى يعيشون فوق الأراضى المصرية منذ سنين عدة.
ضرورة الوقف الفورى والمستدام للعمليات العسكرية
كما قدمت الحكومة المصرية مساعدات إغاثية عاجلة تضمنت مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية للأشقاء السودانيين المتضررين من النزاع داخل الأراضى السودانية.
القاهرة تستضيف قمة دول جوار السودان لاتخاذ قرارات موحدة
وأود أن أؤكد هنا أن مصر ستبذل كل ما فى وسعها بالتعاون مع جميع الأطراف لوقف نزيف الدم السودانى الغالى، والمحافظة على مكتسبات شعب السودان العظيم، والمساعدة فى تحقيق تطلعات شعبه التى عبّر عنها الملايين من أبنائه، خلال ثورته المجيدة، فى العيش فى وطنهم بأمن وحرية وسلام وعدالة.
الاقتتال الدائر منذ ثلاثة أشهر أدى لإزهاق أرواح المئات من المدنيين
كما ستعمل مصر على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضى المصرية، وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية.
ضرورة توحيد الرؤية
أرحِّب بجميع الضيوف فى مصر، وأوجِّه الشكر للجميع على تلبية الدعوة لحضور هذه القمة المهمة التى تنعقد فى لحظة تاريخية فارقة من عمر السودان الشـقيق
جيران السودان الأشد تأثرا والأكثر فهما لتعقيدات الأزمة
يمر خلالها هذا البلد الجار العزيز على قلوبنا بأزمة عميقة لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم، وعلى دول جوار السودان بشكل خاص، باعتبارها الأشد تأثراً بالأزمة والأكثر فهماً ودراية بتعقيداتها، مما يتعين معه على دولنا توحيد رؤيتها ومواقفها تجاه الأزمة، واتخاذ قرارات متناسقة وموحَّدة تسهم فى حل الأزمة، بالتشاور مع طروحات المؤسسات الإقليمية الفعالة، وعلى رأسها الاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية، حفاظاً على مصالح ومقدَّرات شعوب دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.
تداعيات الاقتتال
ليس خافياً على حضراتكم خطورة الأزمة الراهنة التى يواجهها السودان الشقيق وتداعيات الاقتتال الدائر منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر، ما نتج عنه إزهاق أرواح المئات من المدنيين ونزوح الملايين من السكان إلى مناطق أكثر أماناً داخل السودان، أو اللجوء إلى دول الجوار، فضلاً عن الخسائر المادية الجسيمة التى تعرضت لها الممتلكات العامة والخاصة، وتدمير العديد من المرافق الحيوية فى البلاد.
ويضاف إلى ذلك العقبات التى تواجه الموسم الزراعى، ما ترتب عليه نقص حاد فى الأغذية، كما أدى الصراع وتداعياته السلبية إلى تدهور المؤسسات الصحية، ونقص فى الأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية، وهو الأمر الذى كانت له تداعيات كارثية على مجمل الوضع الإنسانى.
حل سياسي شامل
إن هذا التدهور الحاد للوضع الإنسانى وتلك التداعيات الكارثية للأزمة تتطلب الوقف الفورى والمستدام للعمليات العسكرية، حفاظاً على مقدَّرات الشعب السودانى الشقيق وعلى مؤسسات الدولة، لتتمكن من الاضطلاع بمسئوليتها تجاه المواطنين، وهو ما يتيح الاستجابة الإنسانية الجادة والمنسقة والسريعة من جميع أطراف المجتمع الدولى بما يرتقى لفداحة هذه الأزمة الخطيرة التى تتطلب معالجة جذورها عبر التوصل إلى حل سياسى شامل يستجيب لآمال وتطلعات الشعب السودانى.
ولا يفوتنى فى هذا الإطار الإشادة بالجهد الكبير والموقف النبيل الذى اتخذته دول جوار السودان التى استقبلت مئات الآلاف من النازحين وشاركت مواردها المحدودة فى ظل وضع اقتصادى عالمى بالغ الصعوبة.
وأطالب كل أطراف المجتمع الدولى بالوفاء بتعهداتها التى تم الإعلان عنها فى المؤتمر الإغاثى لدعم السودان الذى عُقد خلال شهر يونيو 2023 من خلال دعم دول جوار السودان الأكثر تضرراً، من التبعات السلبية للأزمة بما يعزز قدرتها على الصمود ويرفع المعاناة عن كاهل الفارين من النزاع إلى دول الجوار.