أستاذ علم اجتماع: السيسي شخصية عبقرية.. ونحتاج لتوافق مجتمعي حول بنود قانون الأحوال الشخصية
الدكتور شريف عوض
قال الدكتور شريف عوض، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، إن مصر تواجه متغيرات وتحديات ضخمة محلياً وعالمياً تحتاج إلى عقلية جديدة للتعامل مع هذه المستجدات.
وأكد فى حوار لـ«الوطن»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى شخصية عبقرية، والحوار الوطنى يطرح معالجة عميقة لكل الملفات، ونحتاج إلى إعادة نظر وتوافق مجتمعى حول بنود ومضامين قانون الأحوال الشخصية لتحقيق العدل والتوازن الاجتماعى.. وإلى نص الحوار:
ما رأيك فى مبادرات الدولة للحفاظ على الهوية؟
- لا شك أن الرئيس السيسى كان حريصاً بشكل غير عادى على الاهتمام بالحفاظ على الهوية المصرية وتعميقها والبحث بكل الطرق، للحفاظ على الثوابت الحقيقية التى تمثّل جذور الثقافة المصرية الأصلية.
ومع الاهتمام الرئاسى بهذا الأمر، حاز على اهتمام جميع الوزارات، على رأسها الثقافة بكل أنشطتها وفعالياتها، للحفاظ على هذه الهوية بمتغيراتها المختلفة من خلال ندوات ودورات ومسابقات ثقافية مرتبطة بالهوية، ووزارة التعليم العالى ممثلة فى الجامعات قدّمت أنشطة مختلفة على مستوى البحث العلمى وأنشطة رعاية الشباب.
وهناك جهد ضخم للحفاظ على الهوية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، والجميع يعمل على قدم وساق، للحفاظ على ثوابت الهوية، ومواجهة كل المتغيرات التى نستوردها من الخارج ونواجه جميعها عبر مجتمع افتراضى شرس وغزو ثقافى تواجهه الهوية والأسرة المصرية، كما أن القائمين على الخطاب الدينى كان لهم دور كبير فى ذلك.
كيف ترى مناقشات الحوار الوطنى فى ملفات الحفاظ على الهوية؟
- كل النقاشات التى تمت فى أكثر من محور وإدارة الحوار تعكس فعلاً أن هناك رؤية وعمقاً فى التناول بجميع الموضوعات، بداية من المدعوين للحوار، والتجهيز للقضايا التى ستناقش، وأرى أن هناك معالجة قوية وعميقة فى كل الملفات، منها الهوية المستحوذة على اهتمام المشاركين، وشهدت الجلسات التصويت على التحديات والعناصر التى تُهدّد وجودنا الثقافى.
ومن المهم تشخيص المتغيرات المؤثرة بشكل سلبى، حتى تقدّم لها آليات للمواجهة، ويرجع ذلك إلى حرص ودأب الرئيس السيسى على متابعة كل ما يتم داخل الحوار الوطنى، وإعطاء المساحة القوية للحوار، والتطلع إلى آليات فعّالة على المستوى المجتمعى، بما يحقق نجاحاً حقيقياً.
كيف ترى تشكيل لجنة لإعداد قانون للأحوال الشخصية وطرح مناقشاته على طاولة الحوار الوطنى؟
- مبادرة مهمة جداً وطرح مهم، فإعادة النظر فى قانون الأحوال ضرورة مجتمعية، لأن هناك إشكاليات كبيرة وثغرات فى القانون، ويحتاج فعلاً إلى إعادة نظر وإعادة توافق مجتمعى، حول بنود ومضامين هذا القانون، بما يُحقّق النفع العام بعدم انحياز لطرف على الآخر، ويحقّق العدل الاجتماعى داخل الأسرة المصرية والتوازن الاجتماعى، فنرغب فى قانون بلا عوار أو طرف ضد طرف أو إحساس بالظلم الاجتماعى من أحدهم.
ومناقشة القانون وبنوده وتشكيل لجنة، خطوات تمثل دعوة جادة وخطوة مهمة جداً فى طريق التطوير.
ماذا نحتاج لاستكمال بناء الجمهورية الجديدة؟
- ما تم إنجازه على أرض الواقع خلال سنوات قصيرة يُعد نجاحاً منقطع النظير، وكان يحتاج إلى سنوات أطول، فما نشهده من إنجازات ملموسة ضخمة جداً مقارنة بوقتها، وما نحتاجه الآن، وهو العمل على بناء وعى الإنسان المصرى؛ للتعامل مع المستجدات والواقع التنموى الجديد.
لكننا نشهد الآن سلبيات كثيرة، فوسط حالة البناء الضخمة هذه توجد حالة من اللامبالاة والسلبية لدى البعض، فالآن كل ما يتحقق على أرض الواقع مكتسب تنموى، وعند التعامل مع هذا المكتسب الذى تكلف الكثير يجب أن يكون الإنسان أكثر وعياً وإدراكاً لقيمة هذا المنتج، فنرى انخفاضاً شديداً فى الوعى التنموى والإنسانى بشكل عام للمواطن، وهذا الانخفاض يضرك أنت على المستوى التنموى، ومن المفترض أن نحافظ على القيمة التنموية المضافة.
ونواجه الآن متغيرات وتحديات ضخمة على المستوى المحلى والعالمى، ونحتاج إلى عقلية مصرية جديدة تتعامل مع هذه المستجدات، وإلا سنجد أن الشخصية المصرية بوعيها القديم الملىء باللامبالاة تقف عقبة أمام كل هذه الإنجازات التنموية، ولكن عبقرية شخصية الرئيس أنه يتفهّم كل هذه التحديات التى تمس المواطن المصرى، ولذلك يحرص دائماً على بناء وعى المواطن المصرى فى كل خطبه، من خلال تصحيح وتعديل وتعريف معلومة جديدة له.
إرادة.. وتنفيذ
مشروع تبطين الترع كان لا بد أن يحدث بسبب أزمات المياه والأزمات البيئة، ومن كل الجوانب كنا فى احتياج شديد إليه، ومع إرادة قوية تم تنفيذه، ولكن نرى المواطن ما زال يُلقى المخلفات والقاذورات، وكل ما يتم تنفيذه يُهدر، لذلك نحتاج بناء وعى المواطن المصرى ليتلاءم مع الجمهورية الجديدة والثقافة والفكر التنموى الجديد والبيئة المحلية والعالمية.