تعرف على أهم المحطات في العلاقات بين مصر وإيران

تعرف على أهم المحطات في العلاقات بين مصر وإيران
انحصرت العلاقات المصرية – الإيرانية، خلال الأعوام الثلاثين الماضية، بين التوتر والفتور، وذلك على خلفية توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل، واستقبال السادات لشاه إيران عقب الثورة الإسلامية الإيرانية التي أطاحت بالأخير، ثم دعم مصر للعراق في حربها مع إيران، واتهام الأخيرة برعاية الإرهاب في الشرق الأوسط، ودعم الجماعات الإسلامية المسلحة في مصر خلال فترة التسعينيات.
كانت العلاقة بين مصر وإيران على وفاق خلال عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وشاه إيران محمد رضا بهلوي، وانهارت تلك العلاقات إثر حدثين جللين، الأول هو نجاح الثورة الإسلامية في إيران وسقوط نظام الشاه في 11 فبراير 1979، والحدث الثاني هو توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل في سبتمبر1979.
هذان الحدثان أديا إلى انهيار جديد في علاقات مصر مع إيران بعد أن قطعت الثورة الإيرانية علاقة إيران مع أمريكا وإسرائيل وتحولها إلى علاقة عداء وصراع، حيث أعلنت إيران الإسلامية نفسها مدافعًا عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وطرحت نفسها عدوًا للكيان الصهيوني وللشيطان الأكبر الأمريكي، على حد وصفها، في الوقت الذي تحولت فيه مصر إلى حليف لأمريكا وإسرائيل بعد توقيعها معاهدة السلام.
وخلال سنوات القطيعة، لم تنقطع تصريحات مسؤولي البلدين بأن كلًا منهما لا يعد الآخر عدوًا، كما جرت محاولات على استحياء لاستضافة مثقفين مصريين في إيران، والعكس.
وشهدت العلاقة بين البلدين تطورًا ملحوظًا، حينما وقعت مصر وإيران أول برتوكول بينهما، منذ قطع العلاقات الدبلوماسية، يقضي باستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين القاهرة وطهران بمعدل 28 رحلة جوية أسبوعيًا، في الثالث من أكتوبر 2012.
وعقب تلك الاتفاقية تزايد الحديث عن احتمال انتهاء زمن القطيعة بين البلدين، ذلك الطرح الذي تلقي دفعة قوية بنجاح ثورة 25 يناير في إسقاط النظام في مصر، وإعلان نبيل العربي وزير الخارجية المصري (حينذاك) أن مصر "بصدد فتح صفحة جديدة مع جميع الدول، بما فيها إيران"، ثم سفر وفد دبلوماسي شعبي مصري لإيران بغرض التمهيد لعودة العلاقات، وأظهر الجانب الإيراني مرونة في هذا السياق، حيث أبدى الرئيس الإيراني رغبة قوية في عودة العلاقات بشكل طبيعي مع مصر، غير أن تلك الأجواء المتفائلة بشأن التصالح شابها اتهام دبلوماسي إيراني بالتجسس على مصر.
ولاقت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حالة من التقارب في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث توجه مرسي إلى طهران، أغسطس 2012، في أول زيارة لرئيس مصري إلى إيران منذ الثورة الإسلامية؛ وذلك لحضور قمة دول عدم الانحياز.
زيارة مرسي إلى طهران أعقبها زيارة للرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى القاهرة في فبراير 2013؛ لحضور قمة دول المؤتمر الإسلامي، وما شهدته من استقبال مميز وزيارات ولقاءات متعددة على هامش القمة كانت بمثابة انطلاقة مهمة لرسم أفق لتطور العلاقة بين البلدين، ولكن هذه الجهود سرعان ما عُرقلت بسبب الوضع السياسي الداخلي في مصر عقب الثلاثين من يونيو 2013 والتي لم تعلق إيران عليها بشكل سلبي، وإنما أكدت على احترام اختيارات الشعب المصري حينها.
وعقب نجاح الرئيس عبدالفتاح السيسي في الانتخابات، قوبل الأمر بترحيب وتهنئة رسمية من الخارجية الإيرانية لنتيجة الانتخابات الرسمية وتشديد على وجوب تطوير العلاقة بين البلدين، وهو ما يمكن عدّه من بين العوامل التي دفعت مصر لدعوة روحاني إلى القاهرة، من أجل حضور مراسم تنصيب السيسي.