مكاسب اقتصادية لانتقال رونالدو وبنزيما للدوري السعودي
انتقال اللاعب العالمي البرتغالي كريستيانو رونالدو الى نادي النصر السعودي عقب كأس العالم، كان أشبه بالصاعقة على عشاق الدائرة المستديرة، خاصة أنه من أساطير كرة القدم في العصر الحديث، ولعب لأكبر أندية العالم، إضافة لمشاركاته المتعددة في بطولات كأس العالم، قبل أن يستقر به المطاف أخيرًا، في نادي النصر السعودي، بعيدًا عن الدوريات الأهم في العالم، من حيث القوة والجماهيرية.
وسرعان ما انتشرت بعدها تسريبات عن انتقال مزيد من النجوم إلى الدوري السعودي، لتبدأ في التأكد بتوقيع الدولي الفرنسي كريم بنزيما بالفعل لنادي اتحاد جدة، قادما من صفوف ريال مدريد الإسباني، لكن لم يحدث انتقاله ضجة كبير مثلما صاحبت رونالدو، إذ يبدو ان الجماهير أصبحت تتوقع أن تدرج أسماء أشهر لاعبي العالم ضمن قوائم الأندية السعودية، خاصة في ظل الحديث عن كثير من الأسماء الشهيرة، ليتساءل البعض عن حجم الأموال المدفوعة، كأجور لهؤلاء النجوم الكبار والمكاسب، التي ستعود على الأندية والمسابقات السعودية جراء تلك الصفقات المدوية.
أشارت صحيفة «مينت» الاقتصادية الهندية، في تقرير، إلى أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى أن تصبح قوة كبرى في عالم كرة القدم، عن طريق انضمام عدد من أبرز اللاعبين المحترفين بالعالم، بميزانية ضخمة من صندوق الاستثمارت العامة، وشركة النفط الحكومية «أرامكو».
ومن المقرر أن يتولى صندوق الثروة السعودي، البالغ 700 مليار دولار، وشركة أرامكو، السيطرة على عديد من أندية كرة القدم المحلية، خاصة تلك الأندية التي تضم نجومًا من بينهم كريستيانو رونالدو، بحسب الصحيفة الهندية.
تهدف خطوة المملكة العربية السعودية الطموحة إلى وضع نفسها كقوة عالمية في الساحة الرياضية، لجذب استثمارات كبيرة تساهم في رفع مكانة الدوري السعودي للمحترفين، إلى أعلى مراتب بطولات كرة القدم في جميع أنحاء العالم، بحسب ما ذكرت «مينت».
وبموجب هذه الخطة التحويلية، من المقرر أن يستحوذ صندوق الاستثمارات العامة (PIF) على 75% من ملكية 4 أندية بارزة في الدوري السعودي للمحترفين، وهي: الاتحاد والأهلي والنصر والهلال، كما أعلنت شركة أرامكو، عزمها الاستحواذ على نادي القادسية، وهو ناد يقع في مدينة الخبر الشرقية، بالقرب من مقر الشركة.
تعد تلك المبادرة الاستراتيجية، جزء من رؤية الحكومة السعودية الأوسع نطاقا، لمضاعفة الإيرادات السنوية للدوري، بمقدار 4 أضعاف، لتصل إلى 480 مليون دولار بحلول عام 2030، وقد وضع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الرياضة كنقطة محورية في جهوده لتنويع اقتصاد المملكة، بعيدًا عن الاعتماد على النفط، بهدف تطوير صورة المملكة، واحتضان الفرص السياحية المتزايدة، بحسب ما أكدته الصحيفة «مينت».
حظي الدوري السعودي للمحترفين بالفعل باهتمام عالمي، من خلال التعاقد مع لاعبين هم الأشهر بالعالم، والأبرز في قائمة اللاعبين الأعلى أجور بالعالم، إذ يستعد الفرنسي كريم بنزيما، وللارتداء قميص الاتحاد الموسم الجديد، بعد رحيله من ريال مدريد في نهاية هذا الموسم، إذ تشير تقرير صحفية سعودية، عن أنه وقع على عقدا لمدة 3 سنوات، إذ يتقاضى في الموسم الواحد نحو 51 مليون يورو.
وقوبلت خطوة انضمام كريستيانو رونالدو، إلى الدوري هذا العام، بتغطية إعلامية واسعة، خاصة مع الإشارة إلى توقيعه على عقد مذهل يُشاع أن قيمته تصل إلى 200 مليون دولار سنويًا.
أشارت الصحيفة الهندية، الصادرة باللغة الإنجليزية، إلى أن عام 2021 شهد استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على نادي الدوري الإنجليزي الممتاز نيوكاسل يونايتد، مقابل أكثر من 300 مليون جنيه إسترليني، علاوة على ذلك، تفكر المملكة العربية السعودية في محاولة مشتركة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في عام 2030.
ومن خلال اغتنام الفرص عبر مجموعة متنوعة من الرياضات، تستعد المملكة العربية السعودية، لخلق مكانة بارزة لنفسها في المشهد الرياضي العالمي، ما يعزز مكانتها كلاعب رئيسي محترف في عالم الألعاب.
تعليقات الفيسبوك