«السكر بين الحقيقة والوهم» كتاب جديد لكيفية محاربة المرض
صدر حديثاً كتاب للدكتور صلاح الغزالى حرب، أستاذ أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء بكلية طب جامعة القاهرة، للتعريف بمرض السكر والتوعية بشأنه، وأهم طرق الوقاية، والحد من مضاعفات المرض، بعنوان: «مرض السكر بين الحقيقة والوهم». أهدى «حرب»، «الوطن» فصلاً من الكتاب بعنوان: «الوقاية.. والعلاج»، وهذا أهم ما جاء فيه:
قبل أن نتحدث عن موضوع الوقاية والعلاج لمرض السكر ينبغى أن نذكر مجموعة من الحقائق التى يجب أن يعيها كل من يعانى من هذا المرض:
أولاً: لا توجد حتى الآن وسيلة مؤكدة للوقاية الحقيقية من مرض السكر بالنسبة للأشخاص الذين لديهم استعداد وراثى لهذا المرض، كما لا يوجد حتى الآن العلاج الذى يقضى بصفة نهائية على هذا المرض.
ثانياً: ينبغى على مريض السكر أن يتعامل مع الأمر الواقع معتبراً أن هذا المرض سوف يلازمه طوال عمره.
ثالثاً: كل مريض بالسكر ينبغى التعامل معه بالطريقة الملائمة له شخصياً، أى أنه لا توجد طريقة للتعامل مع كل مرضى السكر.
ونأتى بعد ذلك إلى موضوع الوقاية الذى نقصد به أمرين:
الوقاية الأولية:
ويقصد بها منع أو تأخير ظهور مرض السكر فى أولئك الذين لديهم استعداد لظهور المرض وهم الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع فى نسبة الدهون بالدم أو من لديهم تاريخ عائلى لمرض السكر أو السيدات اللاتى أصبن بسكر الحمل فى مرات سابقة، ويطلق على تلك الحالة اسم «ما قبل السكر»، وهم يمثلون نسبة كبيرة تحتاج إلى التعامل السريع مع ظهور السكر أو على الأقل لتأخير ظهوره.
ويمكن تشخيص ما قبل السكر معملياً فى حالة إذا كان مستوى السكر الصائم فى الدم أقل من 126 مجم وأكثر من 100 مجم وبعد الأكل بساعتين أقل من 200 مجم وأكثر من 140 مجم.
وتشمل خطة التعامل مع هذه الحالة ما يلى:
1- إذا كان الشخص يعانى من البدانة فمن الضرورى أن يعمل وبسرعة على إنقاص وزنه.
2- ممارسة الرياضة أمر حيوى ومهم للجميع - أصحاء ومرضى.
3- التعامل بجدية مع كل عوامل الخطر الأخرى التى قد تكون كامنة فى هذا الشخص.
4- يمكن فى بعض الحالات استخدام مجموعة من العقاقير التى لا ينتج عنها نقص فى مستوى السكر بالدم ولكنها تساعد فى تحسين أداء هرمون الأنسولين.
الوقاية الثانوية:
ويقصد بها محاولة تلافى حدوث مضاعفات عند مريض السكر، وهذه الوقاية تُعتبر ركناً رئيسياً من أركان التعامل الصحيح مع مرضى السكر، فإذا تحدثنا عن المضاعفات المحتملة فى الكلى فإنه لا بد لكى نتجنب مثل هذه المضاعفات إلى حد كبير أن تتم السيطرة على مستوى الجلوكوز بالدم بالدرجة الكافية طوال الوقت، كما يجب التعامل بمنتهى الجدية مع أى ارتفاع فى ضغط الدم.
وإذا انتقلنا إلى مضاعفات العين والأسنان فإنه من الضرورى لمريض السكر أن تكون زياراته دورية لطبيب العيون وليكن كل 4-6 شهور للاطمئنان بصورة مستمرة على حالة شبكية العين، وهناك اختبار معملى مهم يمكن به التنبؤ بحدوث هذا الثلاثى الخطر، وهو قياس نسبة الزلال الميكروسكوبى فى البول، ويمكن عن طريق هذا التحليل معرفة مدى الخطر المحدق بهذه الأعضاء، كذلك فإنه من المهم أن تكون استشارة طبيب الأسنان دورية حتى يمكن التعامل مع إصابات الفم واللثة بالطريقة السليمة.
وننتقل بعد ذلك إلى مرض القدم السكرى الذى يمكن إلى حد كبير السيطرة عليه قبل تفاقمه، وهناك مجموعة من النصائح التى يجب الالتزام بها بمنتهى الدقة تجنباً لمتاعب القدمين:
1- يراعى الحرص عند اختيار حذاء للقدمين أن يكون مريحاً على نحو جيد.
2- يحظر على مريض السكر السير عارى القدمين أو ارتداء أحذية صغيرة وضيقة.
3- يجب على مريض السكر أن يغسل القدمين وتجفيفهما بعناية بواسطة منشفة نظيفة يومياً، مع إعطاء عناية خاصة بأصابع القدمين، ويمكن استخدام بعض الكريم إذا كان الجلد جافاً.
4- يفحص المريض قدميه بنفسه بصفة مستمرة لاكتشاف البثور والخدوش وأى تغير فى لون الجلد.
5- عند تقليم الأظافر يجب أن يتم ذلك بكل عناية على أن تُقص فى شكل مستقيم عرضى وليس بشكل قصير جداً تجنباً لأى إصابات للجلد من حولها.