إلى مرضى «التصلب العصبى»: احذروا.. المضاعفات خطيرة
مرض التصلب العصبى المتناثر والمعروف بـ«إم إس» ليس المرض الخطير لكنه يؤدى إلى مضاعفات خطيرة حال إهماله، ورغم أنه من الأمراض المزمنة كالضغط المرتفع والسكر، فإنه يمكن التعايش معه ولا يشعر المريض بأى إعاقة، طالما تناول العلاج المحدد بانتظام.
وتتراوح أعداد الإصابات بهذا المرض فى مصر من 20 إلى 40 ألف مصاب حسب الدكتور هانى عارف، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية طب جامعة عين شمس، سكرتير الجمعية المصرية لأمراض المخ والأعصاب، أثناء حضوره المؤتمر السنوى الأول لوحدة التصلب العصبى المتناثر بجامعة عين شمس لمناقشة مستقبل علاج مرضى التصلب المتعدد فى مصر.
وقالت الدكتورة سامية عاشور، أستاذ ورئيس قسم المخ والأعصاب بكلية طب عين شمس: إن المؤتمر هو الأول من نوعه ويهدف إلى لقاء المرضى لمعرفة مشكلاتهم ومدى رضاهم عن الخدمات المقدمة من وحدة المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، مشيرة إلى رغبة الأطباء بالوحدة فى تحسين الخدمة إذا ما وجدوا أى شكاوى من المرضى.
وعن خدمات الوحدة، قالت الدكتورة عزة عبدالنصير، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، مدير الوحدة: إن الغرض من إنشاء الوحدة تقديم خدمة متكاملة للمريض تتجاوز مجرد الوصف الدوائى، منوهة بأن الوحدة منشأة منذ ثلاث سنوات، وتم افتتاح الرعاية النهارية بها منذ حوالى عام، كما تضم عيادات متخصصة تشمل علاج الكثير من الأمراض، منها جلطات المخ وأمراض العضلات والتصلب العصبى، وتعمل ثلاثة أيام فى الأسبوع.
وأضافت «عزة» أن أهداف الوحدة تتمثل فى جانبين: أهداف إكلينيكية «سريرية» وأهداف بحثية، مشيرة إلى أن الوحدة تضم نخبة من أكفأ الأطباء لتقديم أفضل رعاية طبية واتباع أحدث أساليب العلاج والتشخيص، طبقاً للمعايير الدولية تجنباً لأى مشاكل فى التشخيص.
وقالت الدكتورة سامية عاشور إن التصلب العصبى من الأمراض المناعية الذاتية التى تجبر جهاز المناعة بالجسم على مهاجمة الغلاف المحيط بالخلايا العصبية بالمخ والحبل الشوكى، موضحة أن سبب الإصابة العلمى للمرض غير معلوم حتى الآن. وأضافت: من ضمن مشكلات المرض أنه يصيب الفئة المنتجة، أى أن الإصابة تحدث بين سن العشرينات والأربعينات، سن الإنتاج والزواج والعمل، وبالتالى يجب المتابعة الدورية والالتزام بالعلاج.
وأكدت «سامية» أن مضاعفات المرض تختلف حسب تطور المرض وحسب مكان الإصابة وتتراوح بين حدوث ضعف فى النظر، وضعف فى الساقين، والشعور بتنميل أو حرقان بالساقين، أو عدم التحكم فى البول. وشدّدت على أهمية التشخيص المبكر وبدء العلاج مبكراً حيث إنه يقى من تكرار الهجمات وعودتها، مضيفة أن الهجمات الأولى التى يعانى منها المريض فى بداية المرض قد لا تتكرر إذا بدأ العلاج مبكراً.
وقال الدكتور مجد فؤاد زكريا، أستاذ أمراض المخ والأعصاب، رئيس وحدة التصلب العصبى بجامعة عين شمس: إنه كلما بدأ العلاج مبكراً، ارتفعت احتمالية عدم تطور المرض من المرحلة الأولى، مؤكداً أن جميع العلاجات من أدوية أو حقن متوافرة فى مصر، ويتم تحديد العلاج طبقاً لحالة كل مريض. وأضاف: من أهم وأصعب التحديات التى تواجه مرضى التصلب العصبى فى مصر عدم الوعى تجاه المرض، وعدم المعرفة التامة به، مضيفاً أن التوعية منخفضة جداً نحو المرض، فرغم أهميته الشديدة فإنه يعد ثانى أسباب إعاقة الشباب حركياً فى العالم بعد حوادث السيارات.
وناشد «عارف» وزارة الصحة محاولة توفير العلاج مجاناً للمرضى غير القادرين، مضيفاً أن الاكتشاف المبكر يلعب دوراً محورياً فى الحد من المرض، ولذلك توجد ضرورة ملحة لتنظيم حملات توعية ضد المرض، خاصة أنه فى أحيان كثيرة يتم الخلط فيها بين أعراضه وأعراض أمراض أخرى، ومراجعة ميزانية دعم المرضى غير القادرين، حيث إن المرض يصيب الفئة المنتجة، التى تتحمل آلاماً جسدية ونفسية كثيرة فى سن صغيرة، وبالتالى يجب مساندتهم وتقليل العبء المادى عنهم.
وقال «ا. ك»، أحد المرضى، 46 عاماً: إن الأطباء فوجئوا بإصابته فى هذه السن. وأضاف: الوحدة بها خدمات جيدة جداً، والأطباء من أكفأ الأطباء، لكن يعيب الوحدة صعوبة الوصول إليها لأنه يجب السير فترة طويلة، فضلاً عن أنه يجب طلوع السلم، لأنه لا يوجد «أسانسير».
وتابع أنه لا يعانى من هذه المشكلة نظراً لعدم تأخر حالته، ولأن أعراضه بسيطة، بينما يوجد مرضى آخرون يجدون صعوبة فى المشى والحركة. وقال: رغم ذلك فإن الوحدة تمتاز بأن أطباءها يرغبون فى توفير أفضل خدمة للمرضى كما أن العيادات متوافرة ثلاثة أيام فى الأسبوع، والكشف بمبلغ رمزى جداً. وقال موجهاً رسالة إلى المرضى: «لا تيأسوا فالمرض ليس خطيراً وحياتى الآن أصبحت أفضل وأكثر تنظيماً من ذى قبل».