اعترافات شاب تخلص من جارته وابنتها ليسرقهما: «مخدتش بالي من المليون جنيه»
الأجهزة الأمنية- صورة أرشيفية
كانت السابعة صباح يوم الثلاثاء الماضي، وقد امتلأ مسرح الجريمة بضباط المباحث، ورجال الأدلة الجنائية، لفحص بلاغ العثور على جثمان سيدة وابنتها مقتولين داخل شقتهما بمنطقة إمبابة، شمال محافظة الجيزة، وبجوار جثة الضحية الثانية مبلغ مليون جنيه، ومشغولات ذهبية بقيمة 50 ألف جنيه.
وداخل موقع الجريمة، بدأ محقق النيابة مناقشة العقيد محمد ربيع مفتش مباحث شمال الجيزة، في ملابسات الواقعة، سأله لماذا ترك الجاني مليون جنيه ومشغولات ذهبية في مسرح الجريمة؟ وماذا عن دافع الجريمة؟ تفاصيل كثرة دارت في ذهن محقق النيابة ومفتش المباحث في أثناء فحص ملابسات الواقعة حتى توصلت للجاني.
جثتان ومليون جنيه ومشغولات ذهبية
واستكمل المحقق حديثه للمفتش حول تفاصيل البلاغ، إذ ردّ قائلًا: «باب الشقة ومسرح الجريمة، فيهما آثار عنف، مما يشير إلى أنَّ الجاني دخل باستخدام آلة حادة، وبمجرد دخوله قتل الضحية الأولى - الأم - بعد أن سدد لها 7 طعنات في الصدر والبطن وطعنة في الرقبة، هي التي أودت بحياتها في الحال، واستولى على مبلغ مالي كان في حافظة نقود الضحية، لوجود آثار بعثرة في حافظة النقود والعثور على البطاقة وفيزا كارت على الأرض بجوار الجثة، أيضًا دخل غرفة النوم، وقتل الابنة بنفس الطريقة، وترك جثتها واسفل السرير وكان بجوار الجثمان مبلغ مالي مليون جنيه، ومشغولات ذهبية تقدر قيمتها بقرابة 50 ألف جنيه.
أما عن توقيت الواقعة، فقد نفذ الجاني جريمته قبل 3 أيام من العثور على الجثامين نظرًا للعثور عليها في حالة انتفاخ وتعفن، داخل الشقة التي تقع بالطابق الأول على مساحة 70 مترًا المكونة من غرفتين، وحمام ومطبخ، والعقار المكون من 5 طوابق الذى شهد الجريمة مملوك للضحية الأولى ربة منزل، 80 سنة، ولا أحد يشكن معها سوى ابنتها الضحية الثانية 53 سنة، ولم تتزوج، وجاء تقرير الطب الشرعي المبدئي، مطابقًا للتحريات والمعاينة الذي أكّد أنَّ الجريمة وقعت قبل 3 أيام من اكتشفها، وأن هناك جرح ذبحي في رقبة الضحايا هو الذي أدى للوفاة.
وسأل المحقق عن مقدم البلاغ، ردّ المفتش قائلًا: «ابنة الضحية مهندس متزوج ومقيم في منطقة الساحل، وأنه اتصل بقسم الشرطة وأبلغ أنه اتصل بوالدته وشقيقته أكثر من مرة ولم يجيب أحدًا عليه، فقرر التوجه إلى المنزل، وركن سيارته، وطرق الباب عدة مرات دون فائدة، واستعان بعدد من الجيران، لكسر الباب وتفاجأ بوالدته وشقيقته جثتان هامدتان، ليسقط في حالة إغماء وتمّ نقله بمعرفة الأهالي إلى المستشفى، وقرر المحقق نقل الجثامين إلى مشرحة زينهم، لتشريحهما وتقديم تقرير نهائي مفصل عن أسباب الوفاة، وطلب تفريغ الكاميرات وفحص المترددين على الضحايا والاستعلام عن الحالة الصحية للابن لاستجوابه.
الجار الخائن وراء الواقعة
وعقب نقل الجثامين لمشرحة زينهم ومغادرة محقق النيابة مسرح الجريمة، عرض العقيد محمد ربيع مفتش المباحث، معلومات المعاينة والتحريات على اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة لمباحث الجيزة، الذي أمر بتشكيل فريق بحث وتحر من وحدة مباحث قسم شرطة إمبابة، وإدارة البحث الجنائي بالمديرية، تحت قيادة العميد هاني شعراوي، رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة.
وبدأ فريق البحث فحص الكاميرات التي رصدت ظهور شاب له شارب صاحب بشرة سمراء ويرتدي «تي شيرت وبنطلون جينز»، ودخل العقار وبالتحديد شقة الضحايا في وقت معاصر للجريمة، وتمّ عرض الصورة على الجيران، وأكّدوا أنَّه من سكان المنطقة وكان مستأجرًا لشقة في العقار -محل الجريمة- منذ عدة أشهر، وتمّ استئذان النيابة العامة لضبطه وألقي القبض عليه، في الساعات الأولى من الخميس الماضي.
وبمواجهته اعترف بارتكابه للواقعة بقصد السرقة، وأكّد في محضر الشرطة أنَّه كان على علم أنَّ الضحيتين لديهما أموالًا كثيرة ومشغولات ذهبية أثناء فترة استئجار شقة بالعقار، فقرر التخلص منهما لسرقتهما، مضيفًا «قتلتهم وسرقت 4 آلاف جنيه.. ما شفتش المليون جنيه».
وتمت إحالة المتهم للنيابة العامة، واعترف بتفاصيل جريمته، وتمّ اقتياده لمسرح الجريمة، ومثّل جريمته وسط حراسة أمنية مشددة وسجلت النيابة الاعتراف بالصوت والصورة، وقررت حبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، المقترنة بالسرقة، وتمّ عرض المتهم على قاضي المعارضات صباح اليوم، وقرر حبسه لمدة 15 يومًا على ذمة القضية، ولا تزال التحقيقات مستمرة.