عراقية تحول منزلها إلى مستشفى لعلاج كلب مريض.. «محاليل ورعاية بالساعات»

عراقية تحول منزلها إلى مستشفى لعلاج كلب مريض.. «محاليل ورعاية بالساعات»
لم يهدأ لها بال بعد سماع صوت ألمه المتكرر، فعلى الرغم من كونه جرو صغير، إلا أنه يحظى بمحبة كبيرة في قلب السيدة الأربعينية، التي حرصت على رعايته وكأنه أحد أبناءها، فخصصت ساعات طويلة لتكون بحواره، حيث كان لا يأكل ولا يشرب، لتصبح وسيلة غذاءه الوحيدة هي المحاليل الصحية، التي كانت تدخل عبر جوف الجرو الصغير لإحياء جسده النحيل، بعد أن بات غير قادرا على المشي.
الراحمون يرحمهم الله
واقعة إنسانية جسدتها رفل فاهم ابنة مدينة بابل العراقية، بعد نشر صورة لجروها الصغير، يمر بجسده أنابيب بعض المحاليل الصحية، ويكسو على وجه علامات الحزن والألم، التي اعتصرت قلوب كل من رأى صورته، فالجرو الصغير لم يتجاوز عمر الـ5 أشهر، وأصيب بفيروس شديد في المعدة والأمعاء، فبقيت «رفل» بجواره في منزلها للاعتناء به وكأنه أبنها، بحسب حديثها لـ«الوطن».
تعمل «رافل» كمديرة في مجال رياض الأطفال بالعراق، وعلى الرغم من انشغالها بفترة عمل صباحية، إلا أنها تخصص ما تبقي من اليوم لرعايته، ففور اكتشاف إصابته بهذا الفيروس، حرصت على الذهاب به للطبيب، الذي فاجأها أنه فقد الفدرة على المشي مجددًا، لينفطر قلبها من الحزن عليه، لذا عكفت صاحبة الـ45 عامًا على توفير الرعاية الصحية كاملة بمنزلها، معتمدة على المغذيات في هيئة محاليل، لأنه ممنوع من الطعام والشراب، حتى إتمام شفاءه.
«رفل» الأربعينية تقاوم مرضها من أجل الجرو
تجلس بجواره لساعات طويلة تصل في بعض الأحيان إلى الرابعة صباحًا، للاهتمام به ورعايته، لا تكترث أن اليوم التالي لديها عمل مبكرًا، كل ما يشغلها هو رعاية ذلك الجرو الصغير، الذي شغل حيزا كبيرا في حياتها وزوجها، مكرثين حياتهم للاعتناء بالجرو الصغير، فتعبر «رافل» عن حبها نحوه قائله: «ليس لدي استعداد للتفريط فيه أبدا، وأي حاجه تحصله كأنها حصلتلي بالظبط، هو شيء مهم بالنسبالي، وعلى الرغم من كوني مريضة إلا أنني أقاوم مرضي من أجله ليبقى بصحة جيدة».
محاليل صحية لمدة 15 يوما
بعد مرور4 أيام، بدأت حالة الجرو الصغير في التدهور، لتذهب به إلى الطبيب مجددًا، لتبدأ مرحلة العلاج التي استغرقت ما يقرب من 15 يوما: «كنت يوميًا حريصة على الذهاب به للفحص، وأخذ الجرعات اللازمة من الحقن، فكانت عملية الفحص تتطلب المتابعة الصحية داخل المنزل، من خلال مده بالمغذيات الخاصة به في صورة محاليل، مع الاهتمام بنظافته جيدا» بحسب حديثها.
كان الكلب «توتي» ممنوعا من تناول الأطعمة والمشروبات، فكان البديل الوحيد لذلك هو المغذيات والأدوية لأنه كان فاقدًا للوعي تماما طوال الأسبوعين، وبعد مرور هذه الفترة، بدأ تدريجيًا في الانتباه لجرعة الحقن: «كنت طوال الفترة دي أنا اللي بهتم بيه بمفردي، وكنت حريصة على تدفئته باستخدام الغطاء الشتوي، حتى لا يشعر بالبرودة ويعاود للإصابة مجددا، وكاد قلبي ينفطر من مكانه حينما بدأت علامات الشفاء تظهر عليه، وبدأ يتمكن من السير مره أخرى».