«11 عاماً.. 4017 عدداً».. رحلة طويلة بدأها «الوطن» عام 2012 قبل الانتخابات الرئاسية بقليل، كانت مصر فى مفترق طرق.. والغيوم والارتباك والفوضى تسيطر على كل شىء.. حالة غريبة من السيولة لم تتعرض لها مصر من قبل.. مشهد جديد وغريب ومثير.. صراعات وفتن ودسائس ومؤامرات.. انهيار سياسى واقتصادى واجتماعى، وأحياناً أخلاقى.. اضطراب.. واستقطاب إعلامى.. بينما كانت هناك مجموعة من الخبرات الصحفية، بقيادة الموهوب الكاتب الصحفى مجدى الجلاد، تخطط لإصدار جديد مع رجل الأعمال الوطنى المهندس محمد الأمين -رحمة الله عليه- استُقر على تسميته «الوطن»، وجرت اجتماعات كثيرة فى فندق «موفنبيك 6 أكتوبر» للإعداد للإصدار الجديد بطريقة علمية ومهنية ووطنية، قاد الاجتماعات «الجلاد»، ومعه «د. أحمد محمود.. د. محمود خليل.. علاء الغطريفى.. ميلاد زكريا.. محمد المعتصم.. أشرف عبدالغنى.. هيثم دبور، مدير تحرير الموقع الإلكترونى.. والعبد لله»، وبعدها تم انتقاء مجموعة من أبرز شباب الصحفيين عبر عدد من المقابلات.
فى الإصدار الأول انطلقت «الوطن» وتركت أثراً لدى القارئ بانفراداتها وعمقها، ودخلت الحرب مبكراً ضد جماعة الإخوان الإرهابية الخائنة التى استعدَّت هى الأخرى بحملات تشويه موسعة ضد مؤسِّس الجريدة وقياداتها، خاصة أن معظم مجلس التحرير لديهم مواقف مضادة مسبقة ضد «الجماعة»، وعلى رأسهم بالطبع الكاتب المخضرم محمود الكردوسى -رحمة الله عليه- ولم تستغرق «الوطن» وقتاً لتعلن موقفها ضد هذا الفصيل، ولم تضيّع «الجماعة» وقتاً أيضاً وهاجمت «الوطن» بكل الوسائل «شائعات.. حملات تشويه.. تصريحات رسمية مضادة.. إحالة المؤسِّس المهندس محمد الأمين للنيابة باتهامات ملفقة.. محاولة حرق مقر الجريدة مرتين».. وستظل «الوطن» تفخر باستضافة قيادات «تمرد»: «محمود بدر.. محمد عبدالعزيز.. حسن شاهين»، فى مؤتمر صحفى عالمى بعد ظهر يوم 3 يوليو، تحركوا بعدها إلى مقر القيادة المشتركة لإعلان أهم بيان فى تاريخ مصر الحديث، من خلال الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وبحضور ممثلى كافة القوى السياسية والدينية والشبابية، بإنهاء حكم الإخوان.. وهو المشهد الذى جسده مسلسل «الاختيار 2» العام الماضى، وأبرز دور جريدة «الوطن» فى ذلك اليوم، وأيضاً من خلال الفيديوهات التى صورتها الجريدة طوال حكم الإخوان أمام الاتحادية والمقطم وفى كافة ربوع مصر، تكشف جرائمهم الإرهابية وتعدّيهم على المواطنين.
انطلقت «الوطن» منذ 11 سنة برؤية صحفية جديدة قادها «الجلاد» مع خلطة من الخبرات والشباب، وبشكل جذاب رسمه وشكّله د. أحمد محمود باستخدام الإنفوجرافات بطريقة مكثفة لأول مرة فى الصحف المصرية، بالإضافة إلى استخدام الصور بشكل أكثر تأثيراً، وتقنيات جديدة فى التصوير مثل الكاميرات المثبتة خلف المرمى وغيرها من التقنيات التى استُخدمت حينها لأول مرة فى التصوير الصحفى، بقيادة الفنان المبدع محمد مسعد.
انتهت مصر من الإخوان فى ثورة 30 يونيو، واستمرت رحلة «الوطن» ضد إرهاب ومؤامرات وشائعات هذا الفصيل، وبشكل متوازٍ تحملت مسئولية إشاعة الأمل عند الناس، من خلال الاهتمام بنشر كل النماذج الإيجابية والمشروعات التنموية، سواء من الناس أو الحكومة، ودخلت معارك كثيرة ضد الفساد والبلطجة والتسيب، واتسمت ملفاتها بالعمق والجرأة والقدرة على التحليل الموضوعى.
أخرجت «الوطن» لسوق الصحافة كوادر كثيرة ومواهب شابة حصدوا كافة الجوائز المصرية والعربية، وتفخر بهم الصحافة، وتطورت كثيراً على مستوى الموقع الإلكترونى والسوشيال ميديا، لتواكب التطورات وتقدم خدمة صحفية متميزة لقارئها، وتستكمل رحلة تفوقها ومصداقيتها، ومن حُسن الطالع أن يتواكب عيد ميلادها الـ11 مع احتفالات مصر بذكرى 25 أبريل، ومعها نهاية الإرهاب فى سيناء العزيزة التى بدأت منذ سنوات أيضاً مسيرة أكبر عدد من المشروعات التنموية، بعد أن احتضنت رمالها أشرف دماء عبر عشرات السنين لشهداء مصر البواسل.
تحية إلى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى دعمت وساندت وطورت وأضافت لـ«الوطن» عبر سنوات.. وتحية إلى كل «أسرة الوطن» الذين آمنوا عبر 11 سنة أن قيمة الصحافة ورسالتها السامية أكبر بكثير من كلمات المجاملة أو حتى قيمة مادية.. تحية لمن أسس ولكل من ساهم فى بناء هذا الصرح من كُتاب وصحفيين وإداريين وعمال وقراء، الذين أكدوا كل يوم الشعار الذهبى للجريدة: «الوطن قوته فى ناسه».