خبير اقتصادي: مصر قدمت تجربة عالمية جديرة بالدراسة في التنمية الشاملة والمستدامة بسيناء
الخبير الاقتصادي منجي علي بدر
قال الخبير الاقتصادى منجى على بدر، الوزير المفوض السابق بجامعة الدول العربية، إن مصر قدمت تجربة عالمية جديرة بالدراسة فى التنمية الشاملة والمستدامة بسيناء، مشيراً إلى أن شبكة الطرق تمثل عنصراً جاذباً للاستثمارات المحلية والأجنبية فى الصناعة والزراعة والسياحة.. وإلى نص الحوار:
كيف تقيّم تجربة مصر فى تنمية سيناء؟
- مصر قدمت للعالم تجربة جديرة بالدراسة فى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بسيناء بعد النجاح فى كسر شوكة قوى الشر والظلام والإرهاب وما سطره أبطال القوات المسلحة والشرطة من ملاحم وبطولات لتحقيق أمن سيناء، ولولا التضحيات الغالية ما كنا نتحدث اليوم عن تنمية سيناء ومساهمتها فى تنمية مصر، وأعطى الرئيس عبدالفتاح السيسى اهتماماً كبيراً لتنمية سيناء من خلال إطلاق العديد من المشروعات القومية الكبرى على مدار السنوات الماضية ليحقق فى سيناء ما لم يتحقق على مدى أكثر من نصف قرن، بتشييد شبكة متكاملة من الطرق والأنفاق والكبارى فى سيناء و6 أنفاق تحت قناة السويس، و7 كبارى عائمة ومجموعة من الطرق تتجاوز 3000 كيلومتر ومحاور سيكون لها دور مهم فى جذب المزيد من الاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية على أرض الفيروز فى مختلف المجالات الصناعية والزراعية والسياحية.
منجي بدر: شبكة الطرق عنصر جاذب للاستثمارات المحلية والأجنبية في الصناعة والزراعة والسياحة
كيف ترى المشروعات التى أقامتها الدولة لتحقيق التنمية؟
- قامت الدولة بتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة فى سيناء، بمشروعات بنية تحتية واستثمارية ضخمة فى مجالات الزراعة والثروة السمكية والصناعة والسياحة والإسكان والأمن والنقل والتعليم والطاقة بالتنسيق مع محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس، وتوفير بيئة مناسبة لتوطين مئات الآلاف من الأهالى، وتحقيق إنجازات تمثلت فى بناء 650 مدرسة متنوعة وكليات ومعاهد مختلفة، ومحطة معالجة مياه بحر البقر، توفر 5.6 مليون متر مكعب من المياه، وتكفى لزراعة 456 ألف فدان بوسط سيناء، والانتهاء من تشييد مجمع الصناعات الحرفية بالعريش ومنطقة صناعية فى منطقة بئر العبد.
هل كان الأمن مطلوباً قبل المضى فى أى تنمية؟
- كانت هناك عقبات على طريق تنمية سيناء وهى نقص التمويل والإرهاب والانفلات الأمنى، حتى منح الله مصر قيادة واعية وضعت سيناء على قمة أولوياتها وتم توفير الاعتمادات المالية، وتصدت الدولة للمخططات الإرهابية وأعادت الأمن والأمان لكافة ربوع سيناء، وكانت البداية بالاكتتاب الشعبى لحفر قناة السويس الجديدة ليتم افتتاحها بعد عام واحد فى ملحمة وطنية متكاملة وما ارتبط بها من تشييد طرق وجسور وكبارى ثابتة وأخرى عائمة وأنفاق ومشروعات استزراع سمكى على مساحة آلاف الأفدنة، وتطهير البحيرات بكراكات عملاقة.
3 مراكز لخدمة استثمارات 8800 شركة.. وإطلاق 8 مشروعات ومناطق صناعية على خريطة الاستثمار الصناعي
وماذا عن الأهداف الاجتماعية التى يمكن تحقيقها؟
- هناك أهداف اجتماعية تشمل دمج سيناء فى الكيان الاجتماعى مع باقى الأقاليم والمناطق ضمن برنامج متكامل لتنمية مصر، والمساهمة فى حل مشكلة الزيادة السكانية فى الوادى والخروج من الوادى إلى سيناء، والمشاركة فى حل مشكلة البطالة بإقامة مشروعات تعتمد على المواد الخام فى سيناء، ولتشجيع رجال الأعمال المصريين للتوجّه للاستثمار فى سيناء، افتتحت الدولة 3 مراكز لخدمة المستثمرين فى سيناء لخدمة أكثر من 8800 شركة، وإطلاق 8 مشروعات ومناطق صناعية على خريطة الاستثمار الصناعى، إضافة لتنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة بطول 72 كيلومتراً، وإنشاء المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بمساحة 460.6 كيلومتر مربع تضم 300 منشأة صناعية وخدمية وفرت 250 ألف فرصة عمل مباشرة، وتشييد مجمع الصناعات الصغيرة بجنوب الرسوة ببورسعيد، إضافة لمصنع الرخام والجرانيت برأس سدر، والمجمع الصناعى للرخام بمنطقة الجفجافة بوسط سيناء، ومجمع الأسمدة الفوسفاتية والمركبة بالعين السخنة، مصنع أسمنت العريش، ومصنع لتصنيع وتعبئة الأسماك بالقنطرة شرق، ومصنع بيراميدز لإنتاج الإطارات.
هل نرى أن هناك توطيناً للصناعة فى المجتمع السيناوى؟
- لم تتوقف قاطرة التصنيع، وستدخل سيناء مرحلة الصناعات ذات القيمة المضافة العالية، حيث اتخدت مصر العديد من السياسات لتحسين مناخ الاستثمار والدخول فى مجالات جديدة، منها الطاقة الجديدة والمتجددة ومشروعات الرمال البيضاء والرمال السوداء فى سيناء والصحراء الشرقية (تمتلك مصر احتياطياً من الرمال البيضاء قدره 20 مليار طن يتوزع بين سيناء والصحراء الشرقية وجارٍ إقامة 3 مجمعات صناعية للرمال البيضاء فى كل من سيناء والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومنطقة المثلث الذهبى)، وتستمر الدولة فى إقامة مشروعات الاستصلاح الزراعى ودعم الصانع والزارع والتاجر وتحويل الاقتصاد المصرى إلى اقتصاد إنتاجى مع تعظيم الاستفادة من القطاعات الخدمية وخاصة السياحة وقناة السويس والعاملين المصريين بالخارج.
مقاصد التنمية
تركز التنمية على تحقيق تنمية شاملة من خلال تنفيذ خطط خمسية وسنوية، وتحقيق أكبر قدر من عدالة التوزيع للاستثمارات فى كافة ربوع سيناء، وتعظيم استخدام الموارد المتاحة البشرية والطبيعية والمالية بما يحقق رضاء المواطن السيناوى، والمساهمة فى زيادة الناتج القومى لمصر ودعم ميزان المدفوعات بتصنيع مواردها وتصديرها.