«اليزل»: الجيش شكل «لجاناً متخصصة» لدراسة تطورات العمليات الإرهابية
أكد اللواء سامح سيف اليزل، رئيس مركز «الجمهورية» للدراسات الاستراتيجية والسياسية والخبير العسكرى والاستراتيجى، أن العملية الإرهابية الموسّعة التى استهدفت المقرات الأمنية بالعريش مؤخراً هى مخطط هدفه تهديد المستثمرين الأجانب، وإرسال رسائل سلبية بأن أموالهم لن تكون فى مأمن بمصر، خاصةً مع قُرب المؤتمر الاقتصادى، فضلاً عن «ضرب السياحة»، مشدداً على أن السلطات المصرية تعلم هذا المخطط تماماً وتقف أمامه لمقاومته. أضاف «سيف اليزل»، فى حوار لـ«الوطن»، أن مصر تواجه هجمة ضمن هجمات مناطق بالشرق الأوسط قد تؤدى إلى حروب أهلية ومصائبها، مؤكداً أن الفارق بين الدولة المصرية والآخرين هو قدرتنا على التصدى للإرهاب.
■ كيف ترى العملية الإرهابية الموسّعة التى حدثت مؤخراً بالعريش؟
- ما حدث بالعريش جزء من مخطط منظم لمحاولة إرسال رسائل إلى العالم الخارجى قُبيل انعقاد المؤتمر الاقتصادى المقرر له شهر مارس المقبل بمدينة شرم الشيخ، بأن مصر غير آمنة، مما يترتب عليه محاولة إفشال المؤتمر الذى سيعود بنتائج إيجابية واسعة على الاقتصاد المصرى، باعتباره أحد عناصر قوة الدول الشاملة، مع تهديد المستثمرين الأجانب بأن أموالهم ستكون غير آمنة إذا ما جاءوا إلى مصر، فى محاولة منهم لإفشال جهود جذب الاستثمار الخارجى، فالعمليات الإرهابية الأخيرة تهدف عامة إلى إرسال رسالة إلى المجتمع الدولى بأن مصر غير مستقرة، وأن الدولة بشكل عام «غير آمنة»، حتى يؤثرون على السياحة المصرية، ومن ثم رعاياهم فى البلاد، وما يأتى للدولة من عوائد، جراء هذا النشاط الاقتصادى.[FirstQuote]
■ تتحدث عن مؤامرة كبرى تستهدف تماسك واستقرار الدولة.
- هذا المخطط تعلمه السلطات المصرية تماماً، وتقف أمامه، وتحلله، وتضع الخطط المناسبة للتعامل معه، ومقاومته، فى إطار جهودها للنهوض بالدولة، والتغلب على ما نواجهه من تحديات.
■ بدأت الهجمات فردية ثم تصاعدت حدتها ونجحت الأجهزة الأمنية فى مواجهتها، بيد أن استراتيجيات تلك العناصر تغيرت مؤخراً.. فهل نستطيع المواجهة؟
- الخطط التى تضعها القوات المسلحة تغيرت بناءً على ما يحدث على الأرض، بعد كل عملية جديدة تحدث من العناصر الإرهابية يتم تحليلها، وتعديل الخطط لتعامل القوات المسلحة والشرطة، لمواجهة التحدى الجديد بناءً على ما يحدث والدروس المستفادة من تلك العمليات، وبناءً عليه يحدث تطوير لتلك الخطط للتعامل مع الخطر الجديد، والتصدى له، وتأمين البلاد.
■ لكن التطور فى العمليات يحدث بشكل نوعى وليس تدريجياً!
- أعتقد، وأكد أجزم، بناءً على تصور شخصى، وليس على معلومة، بأن ما حدث بناءً على تخطيط من عناصر خارجية، والتنفيذ بتلك الدقة وهذا الشكل يفوق قدرات المنفذين من سيناء، فلا بد من وجود معونة أو استشارات أو معلومات أو تدريبات من طرف خارجى، وليس أبناء سيناء الشرفاء.
■ وكيف ترى التعامل والاستراتيجية التى يجب أن تنتهجها الدولة المصرية خلال المرحلة المقبلة لمواجهة التطور النوعى فى العمليات الإرهابية؟
- لا بد أن يطمئن الجميع إلى أن المؤسسة العسكرية المصرية تدرس ما حدث خلال الفترة الماضية بتفصيلاته الكاملة، وتشكل لجاناً فنية متخصصة لدراسة الحقائق المتوافرة لدى السلطات المصرية، وتحليلات العمليات الإرهابية، وتخلص تلك اللجان إلى عدة نتائج تستخلص عدة توصيات بعد دراسة ما جرى على الأرض، ومن ثم تُعدّل الخطط الأمنية التى يتبعها خير أجناد الأرض من أبناء القوات المسلحة.
■ ربطت عدة مصادر عسكرية العمليات بأطراف خارجية وتحدث بعضها عن كونها تلقت عوناً من غزة.. هل ترى إمكانية حدوث اختلاف على المنطقة العازلة على الحدود معها؟
- المنطقة العازلة مع القطاع هى حالياً ألف متر، وزيادة حيز تلك المنطقة هو أمر وارد.[SecondQuote]
■ يعقب كل عملية إرهابية حرب نفسية مكثّفة، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعى أو بعض الوسائل الإعلامية التى تعمل ضد الدولة.. كيف ترى التعامل الأمثل لمواجهتها؟
- مواجهة تلك الحرب النفسية يتم عبر عرض الحقائق على المواطنين، وكذلك عبر خطة إعلامية من إعلام وطنى، سواء القومى أو الخاص، مع توعية المواطنين، ورفع معنوياتهم بشكل كامل، وذلك من أجل التوحّد جميعاً خلف المؤسسة العسكرية أمام التحديات التى نواجهها.