بالفيديو| أحمد عصمت.. نجا من «مذبحة القواديس»واستشهد فى تفجيرات العريش
تحولت قرية أكراش التابعة لمركز ديرب نجم لسرادق عزاء كبير، عقب تشييع جثمان الشهيد أحمد عصمت محمد مصطفى صقر، (21 عاماً)، أحد ضحايا تفجيرات سيناء الإرهابية، وتوافد مئات المعزين على منزله لتقديم واجب العزاء. وداخل المنزل، جلست والدة الشهيد، وحولها سيدات القرية متشحات بالسواد، مكتفية بترديد عبارات «حسبى الله ونعم الوكيل». «أحمد كان غايب عنى بقاله 105 أيام، وجالى إجازة 12 يوم، عشان يودعنى، ياريتنى كنت أعرف أنه رايح مش راجع ماكنتش فارقته لحظة طول الإجازة».. بهذه الكلمات بدأت الحاجة أمينة هلال محمد يوسف، 50 عاماً، حديثها مع «الوطن»، وتابعت قائلة: «أول ما عرفت بالتفجير الساعة 8 مساء، وشفت الأخبار فى التليفزيون، قلبى حس بس ماكنتش عاوزة يبان عليا القلق عشان إخواته ووالده».
وأضافت الأم المكلومة: «سهرت طوال الليل، ولم يغمض لى جفن حتى صباح الجمعة، وأرسلت لزوج ابنتى، فى السابعة صباحاً، وطلبت منه الاتصال على ابنى، وفعلاً اتصل، بس لقى تليفونه مقفول، وعندها عرفت أنه استشهد، لكن «كنت بكدّب نفسى»، واستمر الحال حتى اتصل زوج أخته ببعض معارفه، وعرف منهم أنه ضمن الشهداء. وغالبت الأم دموعها وهى تقول: «منهم لله وحسبى الله ونعم الوكيل»، قبل أن تضيف: «فى إجازته الأخيرة، التى انتهت الخميس قبل الماضى، زار جميع أفراد العائلة، وتجول داخل كافة غرف المنزل، وزار الجيران وسلم عليهم، وتمشى كثيراً بشوارع القرية وكأنه كان يودع الجميع دون أن ندرى». والتقطت شقيقته طرف الحديث قائلة: «ربنا لم يقل اقتلوا أبرياء، والإسلام لم يقل اقتلوا جنوداً وظيفتها حماية البلد»، مضيفة: «كل الجنود شباب غلابة وأهلهم شقيانين عشان يربوهم ويكبروهم، وبيدخلوا الجيش عشان يدافعوا عن البلد من غير مقابل ومش مستنيين أى حاجة، معقول يكون دا مصيرهم؟!». وقال خالد عبدالحى أحمد، زوج شقيقة الشهيد: «إحنا ناس مؤمنة بقضاء الله وقدره، والموت حق، لكن ما يوجعنا أنه قتل بيد ناس لا تعرف رحمة وبيقتلوا من الخفاء».
وأوضح أن الشهيد التحق بالجيش منذ عام وشهرين، وكان يكمل دراسته خلال وجوده بالجيش، مشيراً إلى أنه كان يدرس فى الصف الثانى بدبلوم التدريب المهنى، وكان يعمل خلال فترة الإجازة ليتحمل مسئولية الإنفاق على نفسه، حتى لا يكون عبئاً على والده الذى يعمل شيخاً بمعهد القراءات بقرية «العصايد»، مضيفاً: الشهيد كان رجلاً بمعنى الكلمة منذ كان طفلاً. وأشار إلى أن الشهيد كان أحد الناجين من تفجير كمين كرم القواديس، حيث سلم خدمته بالكمين قبل تفجيره بفترة قليلة، وعاش أياماً صعبة وقاسية، بعد أن رأى زملاءه حوله شهداء وجرحى، ثم قدر له أن يلحق بهم هو الآخر على يد العناصر الإرهابية، لافتاً إلى أنه كان يرد عليهم كلما تزايد قلقهم عليه قائلاً: «العمر واحد والرب واحد».
أما والد الشهيد الشيخ المسن، فجلس بمدخل شارع منزله على كرسى خشبى بجواره عكازان يتكئ عليهما، لإصابته بإعاقة فى قدميه، واكتفى بالقول، خلال استقباله المعزين: «أنا احتسبته عند الله شهيداً، وحسبى الله ونعم الوكيل، مش هقول أكتر من كدا».
وطالب الحاج صلاح بدر، صديق والد الشهيد، بالضرب بيد من حديد على قوى الإرهاب وإعدام الإرهابيين فى ميادين عامة، واتخاذ إجراءات مشددة لتأمين الجنود فى سيناء والقضاء على العناصر الإرهابية.
تغطية خاصة
بالفيديو|والدة أحد شهداء الشرقية: "ليه ولاد الشقيانين بيموتوا يا ولاد"
بالفيديو| عم الشهيد أحمد العدوي بالشرقية لـ"السيسي": فين حق اللي ماتوا