"الوطن" تنشر نص تعليق مصر على تقرير لجنة "تغير المناخ"
تنشر "الوطن" نص مداخلة وزير الخارجية السفير سامح شكري، حول تقرير جاكايا مريشيو كيكويتي رئيس جمهورية تنزانيا المتحدة ومنسق لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ عن نتائج مفاوضات تغير المناخ، خلال مؤتمر الأطراف العشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية، ليما، بيرو، 27 نوفمبر – 12 ديسمبر 2014 وتسليم رئاسة لجنة الرؤساء الأفارقة لتغير المناخ إلى مصر .
وجاءت نص الكلمة كالتالي:
السيد الرئيس،
أود في البداية أن أتقدم بالشكر نيابة عن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إلى شقيقه فخامة الرئيس جاكايا كيكويتي رئيس تنزانيا على قيادته للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ، والتي تتشرف مصر بتسلم رئاستها من تنزانيا خلال قمتنا هذه، حيث تنوي البناء على ما أنجزته الشقيقة تنزانيا خلال فترة قيادة الرئيس كيكويتي للجنة بالتعاون مع الدول الشقيقة أعضاء اللجنة للدفاع عن المصالح الأفريقية ولحماية بلداننا من انعكاسات ظاهرة تغير المناخ.
وفي هذا الخصوص، أود الإشارة إلى أن الفترة المقبلة تحتم استمرار المفاوضين الأفارقة في الاضطلاع بمسؤولياتهم لضمان حصول دول القارة على وسائل التنفيذ ومنها التمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات للتكيف مع آثار تغير المناخ، على أن ينعكس ذلك في الاتفاق الجديد الجاري التفاوض بشأنه في إطار اتفاقية تغير المناخ.
السيد الرئيس،
يشكل تغير المناخ مخاطر حقيقية في الدول الأفريقية، حيث أن عدداً من دولنا ومنها مصر ستتأثر سلباً بارتفاع منسوب مياه البحار، والبعض الآخر يواجه ظروفاً مناخية متطرفة مثل الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والأمطار الغزيرة، مما يؤثر بشكل مباشر على قدراتنا التنموية، وينعكس بالسلب على الأمن الغذائي لدولنا الذي أصبح مهدداً بسبب موجات الجفاف والتصحر التي تضرب دول القارة.
وأود التأكيد فيما يتعلق بالتعامل مع المسائل المتعلقة بتغير المناخ على أهمية استناد المقاربات التي يتم إقرارها في هذا الشأن إلى منظور تنموي يسهم في رفع مستوى التنمية الاقتصادية لشعوبنا لضمان استدامة التنمية والقضاء على الفقر تلبية لطموحات وآمال شعوب القارة، وفى هذا الصدد أؤكد أنه ليس من المنطقي أن تتحمل دولنا مسئولية خفض الانبعاثات دون الأخذ في الاعتبار المسئولية التاريخية لانبعاثات الدول المتقدمة التي مكنتها من تحقيق معدلات نمو مرتفعة، خاصة وأن انبعاثات دول القارة لا تزيد عن 4% من إجمالي الانبعاثات العالمية.
السيد الرئيس
بذلت دول القارة جهودًا حثيثة لإنجاح جولة المفاوضات الأخيرة الخاصة بمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة لتغير المناخ التي عقدت في ليما في ديسمبر الماضي، وفى هذا الصدد أدعو الدول المتقدمة لتلبية احتياجات الدول الأفريقية من الدعم المالي اللازم، فالعبرة ليست بصياغة اتفاق يحتوي على بنود نظرية قد تكون غير قابلة للتطبيق، بل بالقدرة على تنفيذ الاتفاق القانوني الملزم من خلال إيجاد الدعم المالي الكافي والمستدام والقابل للتنبؤ، فضلاً عن صياغة آليات يمكن من خلالها تيسير عملية نقل وتوطين التكنولوجيا البيئية دون أن تشكل حقوق الملكية الفكرية عائقاً أمام ذلك.
وشكراً السيد الرئيس.