"الوطن"تنشر نص كلمة وزير الخارجية نيابة عن السيسي بمجلس الأمن الأفريقي
تنشر "الوطن" نص كلمة وزير الخارجية سامح شكري في القمة الأفريقية حول البند المتعلق بتقرير مجلس السلم والأمن الأفريقي عن أنشطته وحالة السلم والأمن في أفريقيا، والتي جاء نصها كالآتي:
السيد الرئيس
بالنيابة عن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي أتوجه إليكم بالتهنئة على اختياركم لرئاسة الاتحاد الأفريقي، واثقًا من قدرتكم وحكمتكم في تسيير أعمالنا، وأشكر مفوض السلم والأمن على عرضه الوافي.
يشير التقرير إلى أن حالة السلم والأمن في قارتنا الأفريقية لا زالت تواجه تحديات عديدة لا تتصل فقط بالنمط التقليدي للنزاعات المسلحة، وإنما ترتبط بظهور تهديدات ناشئة تتمثل في مخاطر الإرهاب والقرصنة والجريمة المنظمة العابرة للحدود، كما يعرض التقرير للتحديات التي لا زلنا نواجهها فيما يتعلق باستمرار النزاعات المسلحة في عدد من دول القارة، وما يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية على الأوضاع الإنسانية في الدول التي تعانى من هذه الصراعات فضلًا عما تتسبب فيه هذه النزاعات في إعاقة جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأود التأكيد في هذا المقام على أن تحديات السلم والأمن التي تواجهها قارتنا تملى علينا مضاعفة الجهود للتوصل لتسوية لهذه الصراعات من خلال تعزيز الآليات الأفريقية ذات الصلة تفعيلاً لمبدأ "حلول أفريقية للمشاكل الأفريقية".
السيد الرئيس
يومًا بعد يوم تزداد حقيقة أن ما من بلد آمن من مخاطر الإرهاب رسوخًا، حيث لا تعرف إيديولوجية الجماعات الإرهابية حدوداً فاصلة ولا تراعى حرمات أو مقدسات، وتتبع منهجاً مغلوطاً يستغل جهل البعض بجوهر الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة لدفعهم لترويع الأبرياء لتحقيق أهداف سياسية، ومن هنا يتعين أن تكون إدانتنا لهذه الأعمال مطلقة فمن غير المقبول التسامح مع الإرهاب تحت أي ذريعة أو مبرر.
[FirstQuote]
-2-
السيد الرئيس
لقد اتخذت مصر موقفًا حازمًا منذ البداية في مواجهة الإرهاب، وإن ما شهدته سيناء يوم 29 يناير الجاري من حوادث إرهابية أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات يزيدنا إصرارًا على مواصلة حربنا لاستئصال هذه الآفة، وتقدر مصر في هذا الصدد التعاطف والمساندة التي تلقتها من العديد من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية والإقليمية.
إن امتداد الإرهاب إلى مناطق مختلفة في قارتنا من أنصار بيت المقدس في مصر إلى بوكو حرام في نيجيريا والشباب في الصومال والجماعات النشطة في منطقة الساحل، وتطور تسليح وطرق عمل هذه الجماعات يملى عينا ضرورة تعزيز التنسيق بين دولنا فيما يتعلق بتبادل المعلومات والتدريب المشترك ونقل الخبرات لمجابهة هذا التحدي الجسيم الذي تواجهه العديد من دول القارة.
وترى مصر أن الجهود الأمنية لمكافحة الإرهاب يتعين أن تسير بالتوازي مع برامج للتوعية وللتعريف بصحيح الدين الإسلامي لحماية شبابنا من الوقوع فريسة للجماعات الإرهابية. وأود أن أشير في هذا الصدد إلى الدور الذي يضطلع به الأزهر الشريف في العديد من دول قارتنا لنشر رسالة الإسلام السمحة ومواجهة الأفكار المتطرفة والتيارات التكفيرية، كما يتعين العمل على تجفيف منابع الإرهاب بتعزيز برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخلق فرص عمل للشباب، والذي يلجأ العديد منهم للعنف بسبب البطالة وانسداد الأفق الاقتصادي.
السيد الرئيس
ختاماً، أؤكد مجدداً إدانة مصر للإرهاب واستخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية وتضامنها مع الدول الأفريقية الشقيقة التي شهدت مؤخراً حوادث إرهابية مؤسفة، وأعرب عن تطلعنا لتعزيز التعاون مع الدول الأعضاء على صعيد مواجهة الإرهاب من خلال المحاور المختلفة التي تطرقت إليها، وللتنسيق مع المفوضية لتطوير دور الاتحاد فيما يتعلق بالتعامل مع الإرهاب وغيره من الأنماط الناشئة للتهديدات الأمنية التي تواجها دولنا.
وشكراً السيد الرئيس،