اعرفوا مين اللى مات «العميد كان من بورسعيد»
«كانت المرة الأخيرة، شعرت بذلك ساعة الوداع، حين طال احتضانه لها عرفت أن تلك البسمة التى ارتسمت على شفتيه وهو يودعها ستكون ابتسامة الوداع التى لن تراها ثانية على وجهه إلا وهو مسجى فى كفنه».. مات الوالد، بل ارتقى، تاركاً وراءه زوجة وولداً وأماً كان أول ما قالته حين علمت بالخبر «أنا عايزه أدفنه سليم».
«العميد السيد فوزى مصيلحى»، الرتبة التى تسبق اسمه لم تكن سبباً فى الحفاوة البالغة التى يلقاها من الجميع كما كل مرة، وما عادت سبباً لحمل الأعباء والمسئولية، لكنها هذه المرة ستكون السبب الذى سيلقى ربه من أجله. «كان دايماً متوقع إنه هيموت زى زملائه»، يتحدث محمد ساجد عويضة أحد أقارب شهيد هجوم الكتيبة 101، زوجة وابن كان يتيم الأم فصار «يتيم الأم والأب» معاً، وأم فقدت الأب شريك الرحلة فصار لها الولد سنداً لم تتوقع زواله فزال، فأضحت تنتظر الموت فلا فائدة فى حياة أخذت منها كل شىء: «السيد كان مثال رجل الجيش النظيف.. كل بورسعيد كانت بتحبه، عمره ما أهان حد ولا اتكبر على حد، وبورسعيد كلها هتعمل له جنازة تليق بيه». النعش الذى سيخرج فى جنازة عسكرية، كما كل جنازات الشهداء، لن يشفى غليل شعب بورسعيد الذى يود أن يكرم ابنه لمثواه الأخير بحسب «ساجد»: «لسه ما وصلتش أى تعليمات للأسرة بخصوص الجنازة ومع الأسف هو كان رجل الأسرة وأخته الوحيدة هى التى تشرف على كل شىء حتى الآن».