عائشة بن أحمد: خضت تجربة «اللايت كوميدي» بـ«مذكرات زوج».. والروتين والملل يعكران صفو العلاقات الزوجية
مسلسل «مذكرات زوج»
إشادات جماهيرية ونقدية حصدتها النجمة التونسية عائشة بن أحمد بتجسيدها دور البطولة النسائية فى مسلسل «مذكرات زوج» أمام النجمين طارق لطفى وخالد الصاوى، حيث حازت طريقة أدائها لشخصية «شيرين» ثناء الجمهور من مختلف الفئات والأعمار عبر مواقع التواصل الاجتماعى، خاصة أنها المرة الأولى التى تُقدم فيها عائشة تيمة «اللايت كوميدى» فى الدراما التليفزيونية.
لن أتردد في الذهاب لطبيب نفسي حال عدم اتزاني نفسيا.. وربنا كرمني بالعمل بعد وفاة والدي لأني «ماكنتش هتحمل وجع فراقه»
وكشفت عائشة بن أحمد، فى حوارها مع «الوطن»، عن أبرز ردود الفعل التى تلقتها عن شخصية «شيرين»، وأسباب تحمسها لخوض تجربة «مذكرات زوج» وطريقة تحضيرها للشخصية، كما سردت الأسباب التى قد تتسبب فى تعكير صفو العلاقات الزوجية، وموقفها من الذهاب إلى عيادات الأطباء النفسيين، وتحدثت لأول مرة عن واقعة وفاة والدها قبل انطلاق تصوير مشاهدها، والكثير من التفاصيل والأسرار خلال السطور المقبلة.
* كيف تابعتِ ردود الفعل إزاء دورك فى مسلسل «مذكرات زوج»؟
- سعيدة بالأصداء الإيجابية عن العمل بشكل عام ودورى بشكل خاص، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعى أو الناس فى الشارع، حيث لمست تفاعلهم مع الأحداث والشخصيات وانسجامهم بشكل كبير معها.
* وما الذى جذبك لخوض هذه التجربة التليفزيونية؟
- أسباب عدة، أبرزها عدم تقديمى تيمة «اللايت كوميدى» فى الدراما التليفزيونية من قبل، بالإضافة إلى إعجابى بالقصة وطبيعة الأحداث والخطوط الدرامية، والتى أراها قريبة للغاية من واقع مجتمعاتنا العربية، كما أحببت تجربة التعاون مع الأستاذ طارق لطفى، وكذلك المخرج تامر نادى بعد إعجابى بتجربته فى مسلسل «المتهمة»، والوضع نفسه بالنسبة للسيناريست محمد سليمان عبدالمالك، وانطلاقاً مما سبق ذكره لمست مؤشرات نجاح تلوح فى الأفق، ووجدت نفسى أمام تجربة جديدة ومختلفة على مستوى الكتابة والإخراج وطريقة طرح الفكرة.
* هل اطلعتِ على رواية الكاتب أحمد بهجت المأخوذ عنها مسلسلك أم اكتفيتِ بقراءة السيناريو؟
- لم أقرأ الرواية أو أشاهد المسلسل الذى قُدم قبل أعوام عدة، وإنما اعتمدت على السيناريو الذى وجدته مكتوباً بحرفية شديدة.
* عدم مشاهدتك للمسلسل الذى قُدم عن الرواية قبل سنوات سببه عدم رغبتك فى التأثر بشخصياته وأحداثه؟
- كل فترة زمنية لها طعمها ونكهتها، وشكل العلاقات الزوجية يتغير من زمن لآخر، وبالتالى سنجد هناك فروقات واضحة ما بين المسلسلين، وبعيداً عن هذه الجزئية، لا أنكر تجنبى لفكرة المشاهدة لعدم التأثر بشىء ما، وذلك رغم علمى بنجاح هذا العمل وقت عرضه.
عائشة: شيرين تعاني من الوسواس القهري فيما يخص جزئية الاهتمام
* شخصية «شيرين» نكدية أم مغلوبة على أمرها من وجهة نظرك؟
- «شيرين» سيدة متسلطة للغاية، «وبتحب كل حاجة تكون مترتبة وماشية على مزاجها بالمللى»، وهو ما ينطبق على شئون منزلها وتربيتها لأولادها وتفاصيل شئون زوجها وما إلى ذلك، حيث أراها تعانى من الوسواس القهرى فيما يخص جزئية الاهتمام، فهى غير واعية لمشكلاتها النفسية وأسلوبها الذى يبدو غريباً إلى حد ما، ولكنها ليست نكدية.
* إذاً شخصية «شيرين» مختلفة تماماً عن شخصيتك الحقيقية.. أليس كذلك؟
- هناك نقاط تماس بينى وبين شيرين، «أنا ببقى عاوزة كل حاجة فى مكانها»، كما أحب احترام المواعيد «وكل حاجة تكون مترتبة كويس»، وقد أتأذى نفسياً حال عدم تحقق ذلك على أرض الواقع.
* معنى كلامك أنكِ تواجهين معاناة فى حياتك بما أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة بشكل عام؟
- تنفيذ طريقة تفكيرى صعبة للغاية، لأن «مش كل حاجة هتمشى على مزاجنا»، فليس من الضرورى أن من لا يُشبهنا يكون على خطأ، لأنه لا بد من تقبل الناس بعيوبهم حتى ولو كانوا مختلفين عنا.
* فى رأيك، ما الذى من الممكن أن يُعكر صفو أى علاقة زوجية كما شاهدنا مثلاً فى «مذكرات زوج»؟
- أمور عدة، منها الروتين والملل وعدم التواصل بين الطرفين، وكذلك عدم ارتفاع حالة الوعى عند كل طرف، لأن كمال أى علاقة بين طرفين يستلزم ذكاء ووعياً كبيراً منهما، وهذه السمات أهم من الحب فى رأيى «اللى فترة وهيروح»، فمن المهم أن نعيش حالة الحب والمشاعر لأنها مرحلة مهمة فى حياتنا، ولكنى أرى أن «الحب مش هيكمل ولكن لازم نعيشه».
* ولم لا تستمر حالة الحب بعد الزواج فى تقديرك الشخصى؟
- لأن الحب يتحول إلى عشرة، وهى الأهم والأبقى فى رأيى، ولكن «لازم نحب بعض ونعيش الفترة دى بكل تفاصيلها، بس نكون عارفين وواعيين إنها فترة مش مكملة علشان مانتخضش بعد كده لو المشاعر مابقتش موجودة زى ما كانت قبل كده».
* بعد اضطرار «رؤوف» للذهاب إلى طبيب نفسى أو ما يسمى بـ«لايف كوتش».. ما موقفك من الذهاب إليه فى حياتك العادية؟
- إذا وجدت نفسى غير متزنة نفسياً فلن أتردد فى الذهاب إليه، لأننا حينما نشعر بصداع أو وجع فى المعدة نذهب إلى الطبيب المختص، وهو ما ينطبق على الطبيب النفسى الذى يعمل على استقرار حالتنا النفسية حال مرورنا بأزمة معينة.
* بصراحة شديدة.. ألم تتخوفى من تقديم كوميديا الموقف فى بعض المشاهد؟
- على الإطلاق، لأن هدفى لم يكن إلقاء إفيهات بغرض إضحاك الجمهور، ولكنى أقدم شخصية لها ملامح وتركيبة معينة، وقد تحضّرت لها جيداً قبل انطلاق التصوير، ولكن لم يكن هدفى منها إضحاك الناس على الإطلاق.
* تحديتِ نفسك فى تجسيدك لشخصية «شيرين» ولكنك واجهتِ تحدياً آخر تمثل فى وفاة والدك قبل تصوير مسلسلك بأيام.. كيف تعاملتِ مع هذا الموقف الصعب؟
- الشغل ساعدنى إنى «مقعدش فى البيت لوحدى»، وتناسى فقدانى لوالدى «اللى كان حاجة كبيرة بالنسبة لى»، وأرى أن الله أكرمنى بـ«مذكرات زوج» كى يُريحنى، «ممكن ماكنتش هعرف أستحمل وجع الفراق»، ربنا يرحم والدى ويرحم كل أمواتنا، لأن الأب والأم لا يمكن تعويضهما.
* كيف وجدتِ التعاون مع طارق لطفى وخالد الصاوى؟
- للأسف لم يجمعنى بخالد الصاوى سوى مشهد واحد، وذلك على غرار فيلم «الفلوس» الذى تقابلنا فى أحد مشاهده، ولكنى أحبه للغاية لأنه ممثل عملاق، أما طارق لطفى فأنا أحب احترامه لمهنته وللأدوار التى ينتقيها بعناية، فهو فنان يحترم الجمهور ومجتهد جداً فى عمله، كما أنه ممثل رائع على الصعيد الفنى.
* وماذا عن حالة التنوع فى المسلسلات المقدمة خلال موسم دراما رمضان 2023؟
- سعيدة بهذه الحالة التى تصب فى صالح الدراما، فنجد تيمات الأكشن والكوميدى والاجتماعى والدراما الوطنية، ولكن عنصر الجودة هو ما يُسعدنى حقاً، فكل الأعمال المصرية أخيراً جيدة للغاية على مستوى الصورة والتقنيات، وكذلك بالنسبة للموضوعات المقدمة التى يغلب عليها التنوع، وبالتالى أصبح أمام المشاهدين مجال للاختيار فيما يُعرض من أعمال، كما أرى أن حالة التطور التى تشهدها الدراما التليفزيونية خارج الموسم الرمضانى انعكست بالتبعية على المسلسلات الرمضانية، فنجد عنصر التطوير حاضراً فيها طوال الوقت.
الـ15 حلقة
أرى فى تجربة الـ15 حلقة توجُّهاً رائعاً لأن دراما الثلاثين حلقة مرهقة للغاية، وتتراجع فيها جودة العمل نفسه، ونرى «مط وتطويل» على مستوى الكتابة، ولكن الوضع يبدو مغايراً بالنسبة لدراما الـ15 حلقة، حيث نجد الممثلين مستمتعين بأجواء التصوير، و«الممثل مابيزهقش من الشخصية اللى بيقدمها».