"حقوق الإنسان".. حلقة جديدة من صراع مصر وتركيا في ساحات الأمم المتحدة
يوم واحد شهد 3 إدانات من الأمم المتحدة وتركيا ومصر، حملت جميعها عنوان مناهضة العنف وحقوق الإنسان، فبعد انتقاد الخارجية التركية والأمم المتحدة "أحداث العنف التي تشهدها مصر في ذكرى ثورة يناير"، أعرب المندوب الدائم لمصر بالأمم المتحدة، السفير عمرو رمضان، قلق مصر إزاء التدهور الحاد في حالة حقوق الإنسان بتركيا.
وأصدرت وزارة الخارجية التركية بيانًا صباح أمس، جاء فيه، "إن متظاهرين سلميين نظموا مسيرات سلمية للاحتفال بذكرى يناير، وإن الشرطة استخدمت القوة المفرطة وقتلت وأصابت واعتقلت العديد منهم".
وتابع البيان: "من غير الممكن أن توفر السلطات المصرية الأمن والاستقرار عبر الظلم والضغوطات تجاه الشعب"، ودعت الخارجية التركية في بيانها المجتمع الدولي إلى "تفهم الأحوال الجارية في مصر والوصول إلى حل شامل ووقف نزيف الدم".
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى إجراء تحقيق فوري "في حوادث العنف التي واكبت ذكرى ثورة الـ25 من يناير".
وقال استيفان دوجريك، المتحدث باسم الأمين العام، إن مون منزعج بشدة بسبب التقارير الواردة عن الاشتباكات العنيفة التي تشهدها مصر في الذكرى الرابعة للثورة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 20 شخصًا وإصابة العشرات واعتقال مئات من المتظاهرين.
وأضاف دوجريك أن الأمين العام يدعو إلى إجراء تحقيق فوري ومحايد في كل تلك الحوادث، مشددًا على أن الحوار هو أفضل الطرق لحل أي خلافات.
وأعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، عن قلقه الشديد لسقوط ضحايا أثناء الاشتباكات التي وقعت ما بين القوات الأمنية والمتظاهرين في مصر يوم الجمعة الماضي.
وحث المفوض السامي السلطات المصرية على اتخاذ تدابير عاجلة للحد من الاستخدام المفرط للقوة من قبل مسؤولي الأمن، مشيرًا إلى أن نحو 20 شخصًا على الأقل لقوا مصرعهم، ورصد في بيان له ما اعتبره استخدام مفرط للقوة ضد المتظاهرين.
وأوضح المفوض السامي، أن الأحداث والمظاهرات ضد الحكومات المتتالية كانت قد أدت إلى مقتل المئات من المدنيين منذ يناير 2011، ومع غياب ملحوظ للمحاسبة.
وأضاف أن غياب المحاسبة عن الجرائم المرتكبة من قبل القوات الأمنية تشجع ببساطة باستمرارية الانتهاكات، ما يؤدي إلى المزيد من الضحايا من قتلى وجرحى كما أكدته الأحداث الأخيرة.
من جانبه، قال محمد زارع، رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، في تصرحات خاصة لـ"الوطن" إن تعليق بان كي مون على أحداث مصر شيء غير مستغرب، وجزء من إدارته للمؤسسة الدولة الكبيرة، وجزء من عمله متابعة ما يحدث من مصر، وأي مكان على وجه الكرة الأرضية، وهو لم يدين ما حدث، بل طالب بالتحقيق في الوقائع.
وتابع زارع حديثه: "لابد أن تزعجنا الأرقام الكبيرة للضحايا، التي تسقط يوميًا، سواء من الشرطة والجيش أو المدنيين، لا بد أن تحقق جهات الدولة فيما يحدث".
وعن إدانة مصر لما يحدث في تركيا من أعمال عنف، واستخدام قوات الأمن للقوة المفرطة ضد المتظاهرين، قال: "من حق مصر كدولة عضوة بالأمم المتحدة، أن تدين ما يحدث في تركيا أو أي دولة بالعالم، مثلما تفعل تركيا، وتفعل أمريكا، عندما تعلق كل يوم على جميع الأحداث بالعالم".