«المطرية» فى علاقتها بالإخوان: المرتبة الثانية بعد «رابعة»
وسط الاشتباكات وقف «مينا» يتابع المشهد، لم يكن ما يراه جديداً على طفل اختارت أسرته أن تبقى فى «المطرية» رغم كل مآسيها منذ ثورة 25 يناير، الميدان الذى خرج منه 22 شهيداً فى ثورة يناير ما زال قادراً على إدهاش الجميع بمزيد من الشهداء، لم يكن آخرهم ذلك الواقف بعيداً يتابع الحدث غير مكترث بتلك الرصاصات التى تحيط به، فهو «نصرانى» لدى فريق لن يرفع صورته بسبب الصليب المرسوم على يده، وهو «طفل» لدى الفريق الآخر لن تصيبه رصاصاتهم رحمة بسنّه.
قبل 25 يناير لم يكن للمطرية وجود حقيقى على خريطة الزخم السياسى فى الشارع المصرى. فى هدوء وبلا ضجيج تمددت بجوانبها الجماعة، سعت وانتشرت، فاستطاعت أن تبقيها ظهيراً خلفياً لأوقات الشدة التى بدأت منذ 25 يناير لتحتل المطرية المركز الأول فى تعداد شهداء القاهرة، حيث قدم الحى الشعبى 22 شهيداً ليرتفع العدد بعد مرور 4 سنوات ليقارب 170 شهيداً، بحسب إحصائيات «ويكى ثورة»، العدد الذى تضاعف منذ ثورة 30 يونيو وما تلاها من أحداث سمح بأن يتغير ترتيب المطرية فى تقييمات التربية الإخوانية، فبعد أن كانت تحتل المرتبة «ج» والتى تشير، حسب تقييم الجماعة، إلى أن الإخوان من أبناء المطرية «مش متربيين»، تغيرت الحال اليوم ليتحول إخوان المطرية إلى الحصان الرابح لدى الجماعة بـ44 شهيداً فى أعقاب فض رابعة، تلاهم 3 شهداء فى ميدان المطرية فى ذكرى الفض، ثم 23 شهيداً فى أغسطس 2014 بعد محاولة للهجوم على قسم الشرطة، ثم أعداد متفرقة كان من بينها «ميادة أشرف» الصحفية. «مظاهرات المطرية مش كلها إخوان» شعار رفعه شباب الجماعة ممن أصبح الميدان لديهم هو المفضل والأقرب بعد رابعة، وبحسب محمد غانم أحد شباب الجماعة فى المطرية: «المنطقة ستصبح مصدر الثورة الجديدة».