النيابة: التحفظ على دفتر تسليح مأمورية حادث مقتل "شيماء"
قررت نيابة قصر النيل، برئاسة المستشار سمير حسن، التحفظ على دفاتر الأحوال الخاصة بأفراد المأمورية الأمنية التي تعاملت مع المظاهرة التي انطلقت من ميدان طلعت حرب، في اتجاه ميدان التحرير بوسط القاهرة، وكذلك دفتر التسليح، وصولًا لأشخاص القوة، وعددها ونوع الأسلحة التي استخدموها في فض المظاهرة.
كما قررت النيابة استدعاء شهود العيان على واقعة مقتل شيماء الصباغ، أمين العمل الجماهيري لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي بالإسكندرية، خلال مسيرة نظمها الحزب في منطقة وسط البلد، في طريقه لدخول ميدان التحرير ووضع أكاليل زهور على النصب التذكاري للشهداء.
كما قررت النيابة بإشراف المستشار وائل شبل، المحامي العام الأول لنيابات وسط القاهرة، انتداب الطب الشرعي لتشريح جثمان المجني عليها لمعرفة أسباب الوفاة واستعجال تقرير الصفة التشريحية، وطلب تحريات الأمن الوطني حول الواقعة لمعرفة منفذي الجريمة.
كما طلبت النيابة التحفظ على الكاميرات الخاصة بالمحال التجارية في ميدان طلعت حرب، وطلبت تسجيلات القنوات الفضائية وكاميرات الفيديو الخاصة بالجرائد التي رصدت المظاهرة منذ بدايتها حتى تفريقها.
وأفادت التحقيقات، التي باشرها المستشار عمرو عوض، مدير نيابة قصر النيل، أن المجني عليها كانت مشاركة في مسيرة انطلقت من منطقة وسط البلد واتجهت إلى ميدان التحرير، وعند دخول أفرادها في شارع طلعت حرب، حضرت قوات الشرطة وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين لتفريقهم، واستمرت الاشتباكات حتى أُصيبت القيادية في حزب التحالف الشعبي الاشتراكي بإصابات مؤثرة بطلق ناري خرطوش في ظهرها، وتم نقلها إلى مستشفى الكلى الخاص في شارع محمد بسيوني في منطقة وسط البلد، وتبيَّن من الكشف الظاهري تعرضها لغيبوبة إثر دخولها في نزيف حاد، وأُجريت لها الإسعافات الأولية داخل المستشفى في محاولة لإنقاذها لكن حالتها الصحية ساءت ولم تتحسَّن واستمرت في غيبوبتها حتى فارقت الحياة إثر إصابتها، وبعدها نُقلت إلى مشرحة زينهم لتشريحها عقب إخطار النيابة بالواقعة، وتبيَّن من تقرير الصفة التشريحية الأولى أن سبب الوفاة هو إصابة المجني عليها بطلق ناري من بندقية خرطوش في الظهر، ما أحدث تهتك بالرئتين والقلب، أدى إلى نزيف غزير بالصدر.
وأوضح تقرير الطب الشرعي المبدئي، أن المجني عليها تعرَّضت لإطلاق الخرطوش من مسافة قريبة، وتم إطلاق الخرطوش من مسافة 8 أمتار، وأن الخرطوش أطلق عليها من الخلف، وأن الخرطوش الذي أطلق على الضحية من النوع الخفيف.
وبدأت النيابة في سماع 4 من شهود العيان الذين اتهموا قوات الشرطة بإطلاق الأعيرة النارية من أسلحة خرطوش على المتظاهرين، أثناء وجودهم في شارع طلعت حرب قبل وصولهم إلى ميدان التحرير.
ووجَّهت النيابة اتهامات بالتظاهر دون تصريح وحيازة العاب نارية لـ5 آخرين من شهود العيان الذين تبيَّن من أقوالهم أنهم كانوا ضمن أفراد المظاهرة.
وأصدر النائب العام المستشار هشام بركات، بيانًا طالب بفتح تحقيق عاجل في مقتل الناشطة شيماء الصباغ، كما أمر النائب العام في بيان له، باستدعاء أفراد الشرطة المشاركين في فض مظاهرة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، التي أسفرت عن مقتل الصباغ.
وأكد النائب العام أن النيابة العامة ملتزمة بتطبيق القانون على الجميع بكل حزم دون تمييز، وتقديم مرتكبي واقعة قتل الناشطة شيماء الصباغ، للمحاكمة الجنائية، للدفاع عن المجتمع والمواطنين، حفاظًا على النظام العام والممتلكات العامة والخاصة.
كما كلَّف النائب العام جهاز الأمن الوطني بوزارة الداخلية، بسرعة التحري عن الجناة المتورطين في أحداث العنف التي شهدتها منطقة وسط البلد اليوم وتقديمهم للنيابة العامة، لتتولى التحقيق معهم.
وأهابت النيابة بكل من توفرت لديه معلومات، بشأن أحداث فض قوات الأمن لمظاهرة حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، التي أسفرت عن مقتل الصباغ، أن يتقدم بها لجهات التحقيق.
وتبين من التحريات التي أشرف عليها اللواء محمد قاسم، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، حدوث اشتباكات بين القوات الأمنية المكلفة بمتابعة الحالة الأمنية في محيط ميدان التحرير وعدد من المتظاهرين الذين حاولوا دخول ميدان التحرير، وأن القوات وجهت إليهم العديد من النداءات الخاصة بسرعة الانصراف لكنهم رفضوا واستمروا في محاولة دخول ميدان التحرير، واضطرت القوات إلى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وكشفت التحريات التي أشرف عليها اللواء خالد يوسف، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، أن القوات أطلقت قنابل الغاز بعد رفض المتظاهرين الانصراف وعدم الاستجابة للنداءات بعدم التظاهر، وتمكنت القوات من القبض على 6 منهم لتعديهم على القوات بالشماريخ والألعاب النارية.
كان العشرات من أعضاء حزب التحالف الشعبي الاشتراكي نظموا مظاهرة، لإحياء الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، حيث أصيبت شيماء الصباغ بخرطوش، ما أدى إلى وفاتها أثناء فض قوات الأمن مسيرة للتحالف الشعبي الاشتراكي لتأبين شهداء ثورة 25 يناير وإحياء ذكرى الثورة بوضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للشهداء بميدان التحرير.