بروفايل| المطرية.. الحي المشتعل
"المطرية".. اسم لحي في القاهرة عرفه المصريون من أقصى الشمال إلى أسوان لارتباطه مؤخرًا بالاشتباكات بين قوات الأمن وعناصر جماعة الإخوان، ولانطلاق غالبية مسيرات القاهرة التي تنظمها الجماعة الإرهابية منه، وشهد الحي في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، أمس، اشتباكات عنيفة ودامية بين الإخوان وقوات الشرطة.
Matter باللاتينية، أو "الأم" بالعربية.. لفظ أطلق على السيدة مريم العذراء، وكان سببًا في تسمية "المطرية" بهذا الاسم، لوقع شجرة السيدة العذراء في هذا الحي، الذي تبلغ مساحته 13.4 كيلو متر، وينقسم إلى 4 مربعات سكنية، يقطنها نحو أكثر من نصف مليون نسمة.
يتكون الحي من 9 شياخات، هي: "العزب، المطرية البحرية، المطرية الغربية، المطرية القبلية، شجرة مريم، عرب أبو طويلة، عرب الحصن، عين شمس الغربية، عزبة النخل الغربية"، وعلى الرغم من وقوع الحي في المنطقة الشرقية بالقاهرة، إلا أنه تم انفصاله عن حي شرق القاهرة في العام 1991 بالقرار.
مسلة "المطرية"، أو مسلة الملك "سنوسرت الأول"، هي أشهر معالم الحي، والتي كانت من معالم مدينة "هليوبوليس" القديمة والتي كانت مركزًا دينيًا وعلميًا لمصر، ويعود تاريخ المسلة إلى الأسرة الثانية عشرة في الألفية الثانية قبل الميلاد في عصر الدولة الوسطى.
والمسلة من حجر الجرانيت الوردي ويبلغ طولها حوالي 20 مترًا ووزنها حوالي 20 طنًا، ويوجد على جوانبها الأربعة كتابات بالهيروغليفية تحمـل اسم الملك سنوسرت الأول، وشيدت هذه المسلات تمهيدًا لعبادة "رع"، وكانت تطلى قمتها برقائق الذهب وذلك لتعكس آشعة الشمس المستمدة من الإله "رع" على الأرض كناية عن الخير الذي يعم البشرية في ذلك الوقت.
المعلم الأثري الثاني في المطرية هو شجرة السيدة العذراء التي ارتبطت برحلة العائلة المقدسة، التي بدأت من بيت لحم بفلسطين مرورًا ببعض المدن المصرية انتهاءً بدير المحرق في أسيوط ثم العودة مرة أخرى إلى فلسطين، وهي شجرة جميز قديمة غير مرموقة وعلى جزعها بعض خربشات الرحالة من فترة تواجد الحملة الفرنسية بمصر، ويقال إن السيدة العذراء استظلت هي وطفلها المسيح بها، وقامت المنطقة بعمل حفائر علمية بجوار الشجرة، وتم الكشف عن بئر ترجع إلى العصر الروماني وكانت تستعمل في ذلك الوقت ومازال البئر لائق للزيارة، حيث إن الشجرة تعتبر رمزًا من رموز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمصر.