10 أزمات إنسانية تتفاقم خلال 2023 وتوقعات بأزمات جوع كارثية
الصراعات والحروب والأزمة العالمية تفاقم الوضع في العالم
على الصعيد الإنسانى فإن هناك عديداً من الأزمات التى ستتفاقم خلال عام 2023، وفق موقع منظمة لجنة الإغاثة الدولية، التى رصدت 10 دول بأنها ستشهد أسوأ الأزمات الإنسانية خلال العام المقبل، أتت فى مقدمتها أزمة النازحين واللاجئين فى أوكرانيا، كما ستعانى بعض الدول جرَّاء تغيرات المناخ، مثل جنوب السودان وإثيوبيا والصومال، فيما نجد على سبيل المثال أزمة فقر كبيرة تهدد الشعب الأفغانى. حتى إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصفت 2023 عبر موقعها بأنه سيكون عام الحاجة إلى التدخلات الإنسانية السريعة.
أوكرانيا.. أكبر أزمة نزوح في العالم منذ عقود
ذكرت لجنة الإغاثة الدولية أن الصراع فى أوكرانيا سيخلف أكبر أزمة نزوح فى العالم منذ عقود، ولفتت إلى أنه إلى جانب من فروا جرَّاء الحرب، فإنه لا يزال كثيرون فى البلاد يواجهون الشتاء دون الوصول إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية والإمدادات الأساسية الأخرى، كما يستمر الصراع فى إلقاء تداعياته فى جميع أنحاء العالم. ومن المرجح أن يسبب الصراع مزيداً من القتلى والجرحى بين الأوكرانيين، فيما يرجح أن يكون هناك نحو 6.5 مليون نازح داخل أوكرانيا، بينما هناك 7.8 مليون لاجئ فى جميع أنحاء أوروبا.
هايتي.. آثار تغيرات المناخ شريكة في الفوضى
دخلت هايتى فى قائمة الدول التى تعانى من تصاعد عدم الاستقرار السياسى وعنف العصابات فى أعقاب اغتيال الرئيس جوفينيل مويس فى عام 2021. وتسيطر العصابات المسلحة بانتظام على طرق التوزيع، مما يتسبب فى نقص السلع الأساسية والوقود. وارتفاع الأسعار يجعل من الصعب بشكل متزايد على الناس شراء الطعام الذى يمكنهم من الحصول عليه. وفى الوقت نفسه تؤدى الصدمات المناخية وتفشى الكوليرا الأولى منذ ثلاث سنوات إلى إجهاد أنظمة الصحة والصرف الصحى المهمة. ومن المتوقع، استمرار عنف العصابات فى تعطيل سبل عيش الناس والخدمات الأساسية، وتزايد عمليات الخطف والاغتصاب والقتل، مما يعرض آلافاً لخطر الموت.
الكونغو الديمقراطية.. تصاعد الصراعات وتفشي الأمراض
تتقاتل أكثر من 100 جماعة مسلحة من أجل السيطرة على شرق الكونغو، مما أدى إلى تأجيج أزمة استمرت لعقود، وغالباً ما يتم استهداف المواطنين. وبعد ما يقرب من 10 سنوات من السكون، شنت حركة 23 مارس هجوماً جديداً فى عام 2022، مما أجبر العائلات على الفرار من منازلهم وتعطيل المساعدات الإنسانية. ولا يزال تفشى الأمراض الرئيسية، بما فى ذلك الحصبة والملاريا والإيبولا، يهدد نظام الرعاية الصحية الضعيف بالفعل، مما يعرض حياة كثيرين للخطر. ومن المتوقع تصاعد الاضطرابات السياسية مع استعداد البلاد للانتخابات.
أفغانستان.. شعب بأكمله يقع في براثن الفقر
أكثر من عام منذ التحول فى السلطة بعودة حركة طالبان، لا يزال الأفغان فى حالة انهيار اقتصادى، فى حين أن الزيادة السريعة فى المساعدات حالت دون حدوث المجاعة فى الشتاء الماضى، إلا أن السبب الجذرى للأزمة لا يزال قائماً فى ظل فشل جهود تحسين الاقتصاد، إذ يعيش جميع السكان تقريباً الآن فى فقر ويستعدون لشتاء طويل آخر. ومع دخول فصل الشتاء، لا يستطيع ملايين الأشخاص توفير الاحتياجات الأساسية، حيث يتسبب الجفاف والفيضانات فى تدمير المحاصيل والماشية، وسط توقعات بمعاناة أكثر للنساء.
إثيوبيا.. أزمة جفاف تهدد البلاد
تتجه إثيوبيا نحو موسم الأمطار الفاشل السادس على التوالى، مما قد يطيل أمد الجفاف الذى يؤثر بالفعل على 24 مليون شخص. وتحتاج إثيوبيا للتعامل مع أزمة الجفاف إلى 1.66 مليار دولار ولكن لم يتم توفير إلا ما يشكل نحو 42٪ فقط فى أواخر عام 2022. وبالتالى من المتوقع فى 2023 عدم توافر التمويل اللازم لمواجهة الجفاف، ويتوقع أن يتضور الإثيوبيون جوعاً لأنهم يعانون من الجفاف وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
سوريا.. أزمة صحية في أعقاب سنوات من الحرب
دمرت الحرب التى استمرت أكثر من عقد من الزمان النظام الصحى فى سوريا وتركت البلاد على شفا الانهيار الاقتصادى. وحالياً، 75 بالمائة من السوريين غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، ويعتمد الملايين على المساعدات الإنسانية. ويعتمد 47٪ من السوريين على مصادر مائية بديلة وغالباً لا تلبى احتياجاتهم المائية أو تكميلها. ويأتى 2023 ليهدد السوريين بمزيد من التفشى لمرض الكوليرا الأول، الذى سيجعل أنظمة الرعاية الصحية فى أزمة.
اليمن.. توقعات بفشل الهدنة مما يؤدي إلى تجدد الصراع
تتفاقم الأزمة فى اليمن حيث لا يزال الصراع المستمر منذ ثمانى سنوات بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية دون حل. وفى حين أدى وقف إطلاق النار إلى خفض القتال لعدة أشهر، فقد انهار فى أكتوبر 2022 وفشل فى التخفيف من الآثار الاقتصادية والصحية للصراع، فيما يعيش 80 فى المائة من السكان فى فقر مدقع، ويعانى 2.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد. ومع فشل الهدنة يمكن عودة القتال، مما يجعل من الصعب على المنظمات الإنسانية تقديم المساعدات إلى الفئات الأكثر احتياجاً، وستظل السلع الأساسية مثل الغذاء والوقود من الصعب توافرها فى متناول عديد من اليمنيين.
بوركينا فاسو.. تصاعد نشاط الجماعات المسلحة
يزداد الوضع سوءاً فى بوركينا فاسو مع تكثيف الجماعات المسلحة هجماتها والاستيلاء على الأراضى، وقد ساهمت التوترات بين الفصائل السياسية فى البلاد فى عدم الاستقرار، فيما تسيطر الجماعات المسلحة الآن على ما يصل إلى 40 فى المائة من البلاد. والمساعدات الإنسانية محدودة بسبب الصراع ونقص التمويل، بعض المدن فى شمال بوركينا فاسو معزولة بالكامل تقريباً. وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 30 فى المائة، وهى من بين أعلى معدلات تضخم أسعار المواد الغذائية فى العالم.
الصومال.. توقعات بأزمة جوع كارثية
يواجه الصومال أزمة جفاف وجوع غير مسبوقة، فلقد فقد الناس حياتهم بالفعل بسبب الجوع، والبلاد على شفا المجاعة، وقد أدى تغير المناخ إلى زيادة تواتر وشدة حالات الجفاف، كما أدت عقود من الصراع إلى تآكل قدرة الصومال على الاستجابة للصدمات من أى نوع، ودمرت الأنظمة والبنية التحتية التى كانت ستوفر حاجزاً ضد الأزمة الحالية. ويمكن أن يشهد الصومال موسم الأمطار الفاشل السادس على التوالى فى عام 2023، ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً جرَّاء الأزمة الروسية الأوكرانية، يتوقع أن يعانى الصوماليون للحصول على الغذاء.
جنوب السودان.. تصاعد المعاناة جرَّاء تغيرات المناخ
لا يزال جنوب السودان يتعافى من الحرب الأهلية التى انتهت فى عام 2018، فيما تجعل الكوارث المناخية، بما فى ذلك الفيضانات الشديدة وحالات الجفاف، من الصعب على الناس بشكل متزايد الحصول على الغذاء والموارد الأساسية. ومن المتوقع أن يواجه عدد أكبر من سكان جنوب السودان - 7.8 مليون - أزمة مستويات انعدام الأمن الغذائى فى عام 2023، نتيجة تفشى الأمراض وتدمير المحاصيل.