بالصور| تفويض المصريين ضد الإرهاب.. والفرنسيين أيضا
مسيرات واسعة تحركت عقب صلاة جمعة الـ26 من يوليو 2013 من أمام العديد من المساجد، لتلتقي بالحشود التي استعدت منذ ليل الخميس بميدان التحرير بخيام اعتلتها اللافتات والشعارات المؤيدة للمؤسسة العسكرية، وصور للسيسي، وخلال ساعات امتلأت الاتحادية والتحرير ومعظم الميادين الرئيسية بالمتظاهرين، وردد المشاركون هتافات "الجيش والشعب إيد واحدة" لتسيطر الأجواء الكرنفالية على "جمعة التفويض"، التي خرج فيها المصريون استجابة لدعوة للفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع حينها، لمواجهة "العنف والإرهاب".
فرض الجيش مع وزارة الداخلية تعزيزات أمنية في عدة محاور حيوية في القاهرة، من خلال المدرعات التي تمركزت كقوة أمنية وتفتيشية على مداخل ومخارج ميدان التحرير، إلى جانب المروحيات العسكرية التي حلَّقت في جميع مناطق التجمعات لمراقبة الأوضاع، كما وضعت اللجان الشعبية الحواجز الحديدية والأسلاك الشائكة، وأخضعت جميع المتوافدين على الميدان للتفتيش، "يوم الجمعة ميعادنا مع كل المصريين، والجيش والشرطة مفوضين لتأمين المظاهرات"، كانت هذه الدعوة التي استجاب إليها معظم المصريين بعد خطاب السيسي خلال احتفاله بتخريج دفعتين جديدتين من الكلية البحرية والدفاع الجوي، الأربعاء 25 يوليو 2013.
تفرَّغت القنوات التليفزيونية لتغطية الحدث وأوقفت القنوات التليفزيونية كل برامجها لنقل دعوة الاحتشاد من أجل مكافحة الإرهاب، وفي المقابل شارك العديد من الإعلاميين والفنانين والمشاهير في الغناء والتمثيل، ومنهم محمد حماقي وإيهاب توفيق ونبيلة عبيد وهشام عباس ومصطفى كامل وريهام سعيد وإلهام شاهين ويسرا، وغيرهم.
حالة من الترقب احتلت المشهد الدولي أمام دعوات التفويض في مصر، حيث دعت منظمة العفو الدولية بلندن قوات الأمن المصرية، لبذل المزيد من الجهد لحماية المتظاهرين من الاعتداءات وتفادي اللجوء المفرط للقوة ضد التجمعات السلمية.
وفي المقابل، بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة في باريس، وأسفر عن مقتل 12 مواطنًا، الأربعاء الماضي، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، الفرنسيين إلى التظاهر، اليوم، للتنديد بالإرهاب، مشيرًا إلى أن كل المواطنين لهم الحق في التظاهر بجميع أنحاء الجمهورية.
وفي الساعات الأولى من صباح الأحد، شهدت باريس مسيرة صامتة يتقدمها الرئيس فرانسوا أولاند، مع كل المسؤولين السياسيين والنقابيين الفرنسيين ورجال الدين وعدد من الشخصيات الفنية والثقافية، يشارك فيها خمسون رئيس دولة وحكومة، أبرزهم رؤساء ثماني دول إفريقية، ومن أبرز المشاركين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والإسباني وماريانو راخوي، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ومحمود عباس الرئيس الفلسطيني، وبنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وقبل المسيرة الرسمية، انطلقت مسيرات شعبية في شوارع باريس، وصرَّح أولاند أمام أعضاء حكومته، أن "باريس هي اليوم عاصمة العالم"، حيث ردد المشاركون شعارات تندد بالعنف والإرهاب، وتدعو للوحدة الوطنية، وكان هناك وجود ملحوظ للجالية المسلمة في المسيرة الشعبية.
وشهدت هذه المسيرات تشديدات أمنية من الشرطة الفرنسية، وانتشرت عناصر القناصة على طول الطريق الذي ستسلكه المسيرات في العاصمة باريس من بلاس دو لا ريبوبليك إلى بلاس دو لا ناسيون.