شعبان العائد لـ"الجبل":"شقق أكتوبر ضيقة وبعيدة.. وولادنا أولى بالفلوس"
"الخطورة الداهمة" كانت عنوان التقرير الذي أعلنته محافظة القاهرة، ولذات السبب وجب إخلاء تلك المنطقة، وعاش في حي منشأة ناصر.. ولا تعنيه معانيها طالما يكسب قوت يومه من عمله في ورشة الأحذية، والتي لا يعرف غيرها مجالًا للعمل، ويجهل غير منطقة الرزاز سكنًا، هكذا تلخصت حياة "شعبان سيد".
وتزوج في حارة أحمد عبدالحافظ في المربع الثاني، ورزقه الله بثلاثة أطفال، ويفصله عن عمله نصف ساعة، واستمع مع المئات من جيرانه إلى تحذير الحي بضرورة إخلاء المنطقة، على أن يعوضوا ببديل في منطقتي بدر والسادس من أكتوبر منذ أسبوعين، فذهب الأسبوع التالي إلى الحي وعلم أن شقته في منطقة بدر ثم تحولت إلى 6 أكتوبر في منطقة مساكن عثمان.
لم يكذب "شعبان" الخبر، وانتقل مع أسرته إلى حلم الإسكان في منطقة "غير عشوائية"، وعند الوصول تعددت الأسباب والنتيجة واحدة "العودة إلى منشأة ناصر مرة أخرى حتى وإن تهدَّمت فوق رؤسهم".
وجد الرجل الثلاثيني، أن الحكومة تطالبه بدفع 540 جنيه مقدمًا على سبيل 3 شهور تعاقد، وعقب انتهائهم يدفع إيجار يصل إلى 175 جنيهًا شهريًا، وهو يعمل اليوم بيومه ولا يملك دخلًا شهريًا ثابتًا، على شقة ضيقة مساحتها لا تتعد الـ40 مترًا، مقسَّمة إلى غرفتين وصالة ومطبخ وحمام، فيما يسكن مع أهل زوجته في بيت تصل مساحته إلى 85 مترًا.
"المواصلات".. الأزمة الأخرى التي واجهت شعبان، الذي يعمل في منطقة باب الشعرية، ولا تبلغ تكلفة انتقالاته إلى 5 جنيهات يوميًا ذهابًا وإيابًا، فيما سيكلفه السكن في أكتوبر يوميًا ما يزيد على 15 جنيهًا "أولاده أولَّى بهم"، فقرر أن يغلقها ويعود إلى منطقته القديمة حتى "يأكل عيش".