عضو «القوميات الحكومي الأوكراني»: دول العالم لن تعترف بالاستفتاء.. وكييف ستستمر في المقاومة (حوار)
الدكتور عماد أبو الرُب، رئيس المركز الأوكراني، وعضو مجلس القوميات الحكومي الأوكراني
تطورات كبيرة تشهدها الأزمة الروسية الأوكرانية، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ضم 4 أقاليم أوكرانية تحت السيادة الروسية، بما ينذر بتغيير خطير في مسار الأزمة، وخاصة بعد خطاب «بوتين»، الذي هاجم فيه الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية في كلمته في حفل مراسم التوقيع.
«الوطن» تحاور الدكتور عماد أبو الرُب، رئيس المركز الأوكراني للتواصل، وعضو مجلس القوميات الحكومي الأوكراني، الذي أوضح تفاصيل المرحلة المقبلة في أوكرانيا، وكيف سيؤثر ضم الـ4 مناطق الأوكرانية سياسيا وعسكريا، على أوكرانيا، وملامح الفترة المقبلة، وإلى نص الحوار:
قرارات بوتين الأخيرة ستؤثر على المفاوضات
- في البداية كيف ستؤثر قرارات الرئيس الروسي بوتين على مسار الحرب؟
قرارات «بوتين» ومنها الاستفتاء على انضمام مدن ومناطق أوكرانية إلى الجمهورية الروسية، سيؤثر بالطبع على ملف المفاوضات مستقبلاً لأنه يوجد المزيد من الحواجز بين الطرفين الروسي والأوكراني، وسيوسّع الشرخ في العلاقات التي تسودها أجواء العداء، نتيجة هجوم القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية بحجة الدفاع عن الناطقين باللغة الروسية، مع أن أوكرانيا نموذج للتسامح والحرية التي يعيش في ظلها أتباع الأديان وأبناء القوميات والأقليات.
أوكرانيا لن تعترف بنتيجة الاستفتاء
- دوليا.. كيف سيحاول كل من الطرفين الروسي والأوكراني الدفاع عن أنفسهما؟
أعتقد أن الجانب الروسي حسب تصريحات القيادات السياسية والعسكرية فيه، تعتبر أن قبول ضم هذه المناطق يعني أنها أصبحت جزءا من روسيا الاتحادية، وأنه ستدافع عنها بكل الوسائل وسترد على أي استهداف يهاجمها، بناء على رغبة سكان هذه المناطق في الاستفتاء.
وفي المقابل ترتكز أوكرانيا في حجّتها على القانون الدولي، الذي لا يعترف بهذه الاستفتاءات ويعتبرها خرقاً القانون الدولي ومخالفة واضحة للتشريعات المعتبرة في الأمم المتحدة ذات الشأن، كما أن الرئيس الأوكراني، أكد عدم اعتراف أوكرانيا بهذه الاستفتاءات، واعتبارها جريمة بحق القانون الدولي والشعب الأوكراني، يضاف إليها ما تمّ تأكيده من إجبار السكان على التصويت بحضور أفراد من القوات المسلحة الروسية، ناهيكم عن مغادرة معظم سكان هذه المناطق مدنهم خوفاً من الحرب وهم الآن نازحون ولاجئون وغير متواجدين للتصويت.
- كيف سيكون شكل أوكرانيا سياسيا وعسكريا واقتصاديا بعد انتقال تلك المدن للسيادة الروسية؟
بكل تأكيد ستمضي أوكرانيا في مسار حماية سيادتها، ومنع تقسيمها والعمل على وحدة أراضيها، وحماية شعبها بكل الوسائل، وهي تعوّل على المجتمع الدولي لرفض هذه الاستفتاءات وفرض مزيد من العقوبات على روسيا، كما تأمل من حلفائها سرعة تزويدها بالأسلحة النوعية التي تصد هجمات الروس ويمكنها الدفاع عن أراضيها ومواطنيها.
هذه المناطق تعتبر مركز التصنيع في أوكرانيا
- حدِّثنا عن الطبيعة الديموغرافية لسكان تلك المناطق التي ستدخل الاستفتاء؟
هذه المناطق يسكنها الأوكران مع وجود نسبة تتراوح بين 35-40 % من أصول روسية، وقد زرتها عدة مرات ولم أجد أي تمييز بين سكانها على أساس العرق أو الدين أو الاثنين، كما لم تمنع إطلاقاً اللغة الروسية في المحادثات بين السكان أو المقيمين أو الزائرين، وجدير بالذكر أن هذه المناطق تعتبر مركز التصنيع في أوكرانيا لاحتوائها على مناجم الحديد والفحم، ما يجعلها ذات أهمية جيوسياسية في المنطقة كما أنها - وأعني إقليم الدونباس بمنطقتيه دونتسك ولوجانسك - ملاصق للحدود الروسية لذلك تحرص روسيا على احتلالها والسيطرة عليها، أما منطقتا خرسون وزاباروجيا فهما تتيحان لروسيا السيطرة على ممرات برية مباشرة من أراضيها لشبه جزيرة القرم التي تحتلها الآن ولم يعترف المجتمع الدولي بها.
- بعد انضمام هذه المناطق للسيادة الروسية.. ماذا سيكون شكل المنطقة؟
حقيقة من الصعب التكهّن بذلك نتيجة التصاعد المستمر في الخلاف السياسي، وفي المواجهة العسكرية، ولا أعتقد أن هذه المناطق ستكون آمنة أو مستقرة في الفترة المقبلة، ما لم يتم إيجاد تسوية عادلة ضمن التشريع القانوني الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
دول العالم لن تعترف بهذه الاستفتاءات
- من وجهة نظرك كيف سيتعامل العالم مع انتقال تلك المناطق للسيادة الروسية؟
باعتقادي أن كل دول العالم لن تعترف بهذه الاستفتاءات لعدة اعتبارات منها أنها تخالف التشريعات القانونية الدولية ولأنه تهدد نفس هذه الدول التي يمكن لا قدر الله تأتي فئات انفصالية داخلها تطالب بنفس السيناريو، ومن ناحية أخرى ستواجه الدول التي ستعترف بهذه الاستفتاءات عقوبات دولية خاصة من الاتحاد الأوروبي، ومع كل ذلك نتمنى وقف الحرب ودعم الجهود الدبلوماسية لإيجاد تسوية سلمية عادلة لتعزيز السلم والوئام في الإقليم والعالم.