ستظل جماعة الإخوان الإرهابية الخائنة، شوكة في ظهر الأوطان، ليس في مصر فقط، لكن فى المنطقة العربية.. لم يتواجدوا فى بلد إلا وكانت السلطة هي الهدف.. من خلال المعارضة الهدامة.. ويجيد الإخوان بمختلف أجيالهم ومدارسهم، التقوقع حتى الانقضاض على السلطة ومرحلة التمكين، كما حدث فى مصر وتونس، ودائما علاقتهم بالنظام الحاكم عبر انصياع تام حتى تأتى الفرصة، ويجيدون استخدام المساحة الممنوحة لهم فى تقديم أنفسهم كمعارضة أو كجماعة تسعى للخير.
فى مصر كل الأفكار التى طرحها الإخوان خلال عضويتهم بالبرلمان بداية القرن الحالى انقلبوا عليها بمجرد وصولهم للسلطة، بل والأسوأ كل من تحالف معهم فى المعارضة لفظوه.. لذا عندما زرت الأردن الأسبوع الماضى مع وفد من رؤساء تحرير وكتاب الصحف المصرية، كان السؤال المطروح فى معظم اللقاءات: ما وضع الإخوان فى المعادلة السياسية الأردنية؟.. الأرقام تقول إن الجماعة التى تعمل على جبهتين المفترض أنهما منفصلتان، أصبح تمثيلهم فى البرلمان حالياً 6 نواب من إجمالى 130 مقعداً بعد أن كانوا 31 نائباً فى البرلمان السابق.. كما أن الحكومة الأردنية سمحت لهم بممارسة السياسة من خلال حزب جبهة العمل السياسى وجمعية دعوية أخرى، وحصلت هذه الجمعية على 1200 مركز لتحفيظ القرآن من إجمالى 2600 مركز فى المملكة تحت إشراف وزارة الأوقاف.
سألت أحد الصحفيين المخضرمين هناك عن موقف الجماعة أو الحزب أثناء «الربيع العربى» والآن، وتحديداً المقارنة بين موقفهم من «الحوار الوطنى» الذى جرى فى 2011 مع زيادة نفوذ الجماعة فى المنطقة «مصر وتونس وبعض الدول الأخرى»، وبين موقفهم من الحوار الوطنى الذى دُعىَ إليه خلال عام 2022، مع تراجع نفوذهم وشعبيتهم فى المنطقة، الصحفى الكبير قال لى: الجماعة فى 2011 رفضت المشاركة أو حتى الاعتراف بنتائج الحوار الوطنى، وإنه دخل فى نقاش مع أحد قياداتهم الكبار يطالبه بالالتزام بالمعارضة الناعمة، فكان الرد بكل صلف وجبروت: سنعمل بطريقة المعارضة الخشنة. بالطبع لاستغلال حالة السيولة التى انتابت المنطقة لتحقيق أى مكاسب سياسية.
أما الآن فيقول الصحفى الكبير: شارك الإخوان فى الحوار الوطنى الذى جرى عام 2022، لأن المناخ مختلف تماماً عن 2011، لا يمكن أن تلتقى أحداً فى الأردن إلا ويكلمك عن مجابهة الإخوان لمعظم مشروعات التطور التى لا تخدم مصالحهم، مثل مقاومتهم لتغيير المناهج، وخاصة اللغة العربية والدين، حتى يتسللوا إلى العقول بمناهجهم، وغيرها من المواقف التى لا تكشف عن معارضة وطنية بقدر ما تعكس انتهازية صارخة ودغدغة مشاعر الجماهير بالشعارات والإسلام، والمحاولة المستميتة للوصول إلى السلطة بأى طريقة حتى لو كانت هدم الأوطان. وبالطبع التحالف مع أى دولة أو جبهة.
ما دخل الإخوان بلداً إلا أفسدوه، تختلف الأقنعة قليلاً لكن الهدف واحد.. ما حدث فى مصر جرى فى تونس وسوريا، ومحاولات أخرى فى الأردن واليمن وليبيا.. ولا عزاء للنخبة المصرية التى كانت تمجد فى راشد الغنوشى وتجربة إخوان تونس.. فالإخوان كل يوم يثبتون أنهم كلهم واحد.