تكدس المسافرين لتركيا والأردن وسوريا والعراق وليبيا أمام مجمع التحرير

تكدس المسافرين لتركيا والأردن وسوريا والعراق وليبيا أمام مجمع التحرير
زحام كبير أمام مكتب الاتصالات بالدور الثانى الخاص بشئون السفر والهجرة بمجمع التحرير، حيث يتكدس العشرات، يتساءلون بلا توقف عن الإجراءات الواجب اتباعها للحصول على تصريح أمنى للسفر، وعن مدة الانتهاء من تلك الإجراءات، بعضهم عاد من المطار بعدما أوقفته السلطات الأمنية لعدم حصوله على التصريح، والبعض الآخر يشعر بالقلق من المصير ذاته.
«رجعت من المطار وضاعت عليا فلوس التذكرة والفندق اللى حجزتهم»، هكذا بدأ ع.أ حديثه، طالباً عدم ذكر اسمه، موضحاً أنه فوجئ يوم السبت بمنعه من السفر إلى تركيا، بالرغم من استيفائه جميع الأوراق المطلوبة، وذلك بسبب القرار الجديد بضرورة الحصول على تصريح من الأمن القومى قبل السفر، ولذلك اضطر للعودة إلى مجمع التحرير، وسحب استمارة ليملأ جميع بياناته الشخصية وجهة السفر، وأسباب السفر، ليحصل على التصريح فى اليوم التالى، أو فى موعد أقصاه يومان، موضحاً أنه اضطر إلى إحضار جواب رسمى من جهة العمل، وهى شركة الأدوية التى يعمل بها، لتكون هى الضامن له. مؤكداً أنه فوجئ بالقرار؛ لأنه على حد قوله قام بحجز التذكرة قبل صدور القرار الخاص بالتصريح، ولم يكن أمامه سوى يوم الجمعة فقط ليحصل على التصريح، وبالطبع لم يكن هذا اليوم يسمح للقيام بأى إجراءات.
«رايح ليبيا وقالولى لازم أطلع تصريح»، هكذا بدأ محمود حديثه، الشاب فى أواخر الثلاثينات، يقف متعباً مستنداً إلى الجدار، موضحاً أنه يعمل فى ليبيا منذ سنوات فى مصنع خاص بصهر المعادن، وأنه يخشى عدم حصوله على التصريح، قائلاً «ده أكل عيشى»، كما أوضح أن تلك الإجراءات الغرض منها منع الشباب المصريين من الانضمام للجماعات الإرهابية فى البلدان العربية، على حد قوله. كما أوضح «محمود»: «ملقتش ليا شغل هنا، أنا وولاد عمى كلنا بنشتغل فى ليبيا، ومستعدين نموت أهون من إننا منعرفش نصرف على أهلنا».
بينما تكدست مجموعة كبيرة من الناس أمام مكتب الضابط المجاور لمكتب الاتصالات، وأصر أحد المواطنين على أن يستعلم منه شخصياً، وقف أكثر من نصف ساعة أمام المكتب، وفى لحظة خروج أحد المواطنين دخل عنوة، وسأل الضابط المسئول: «يافندم أنا فوق الأربعين سنة، لازم تصريح ولا أسافر على طول؟». فأجابه الضابط بنفاد صبر: «التصريح لازم للشباب من سن 18 لسن 40، مش هتقدر تسافر من غيره».
ظل الزحام أمام شباك الاستمارات حتى بعدما تعدت الساعة الثانية ظهراً، وبعدما صاحت الموظفة أن هذا موعد غلق تسليم الاستمارات، ولكن بقى عدد كبير من الشباب أمام الشباك، يتساءلون عن الإجراءات المتعلقة بكل شخص منهم، فلكل منهم أسبابه فى السفر بعضهم بغرض العمل، وبعضهم بغرض السياحة، والإجراءات تختلف من حالة إلى أخرى. من جانبها، أشارت إحدى الشركات السياحية إلى أن الرؤية لا تزال غير واضحة بالكامل بالنسبة لما يتعلق بالإجراءات المرتبطة بسفر الأفواج السياحية لتركيا، وبأنها كخطوة مبدئية تركت الراغبين فى السفر يقومون بإصدار التصريحات بمفردهم من مكتب الاتصالات بمجمع التحرير، ولم يتقدم أحد، حتى الآن، بطلبات ضمان من الشركة للأفواج السياحية حتى الآن.
فى سياق متصل، أعلنت بعض شركات السياحة الصغيرة أنها قامت بإلغاء كل الرحلات السياحية إلى تركيا، بسبب عجزها عن توفير تصريحات أمنية لسفر الأفواج. وفى تصريح من مساعد وزير الداخلية لمصلحة الجوازات، اللواء وائل عبدالودود، أوضح أن التصاريح الأمنية للسفر إلى البلدان العربية مثل سوريا والعراق والأردن أمر معتاد، وإصدار القرار الجديد بضرورة إصدار تصاريح أمنية للسفر إلى تركيا وليبيا يتوافق مع الظروف الحالية فى البلدان العربية، ولما يمكن أن يتعرض له الشباب من مشكلات مختلفة، على حد تعبيره.