بعد دار "مكة".. أيتام طنطا يلجأون للمبيت في "مخزن" بسبب سوء المعاملة
لجأ عدد من الأطفال الأيتام في دار الرعاية الاجتماعية، في مدينة طنطا، مساء الثلاثاء، إلى المبيت داخل أحد المخازن في شارع سعيد، هربًا من سوء المعاملة التي يلقونها داخل الدار.
وقام أحد سكان شارع سعيد باحتضان الأطفال البالغ عددهم 13 نزيلا، لحين تدخل المسؤولين في شأنهم وخوفًا من أن يتركهم وحدهم فى الشارع فيستغل ظروفهم الأخرين في أعمال غير مشروعة.
وحصلت "الوطن"، على أسماء النزلاء الهاربين (حسن جمعة، 17 سنة، سامي الأمير، 16 سنة، أحمد محمود، 16سنة، محمود أشرف 11سنة، خالد الحوشي 10 سنوات، عبد الرحمن الحوشي10سنوات، أمير محمد 6 سنوات، علاء طاهر 7 سنوات، محمد علاء 9 سنوات، فايق عبد القادر 17 سنة، محمد حسن 18 سنة، مروان سعيد، 13 سنة، أمجد محمد، 17 سنة).
من جانبه أكد محمد حسن طالب بالثانوية العامة، وأحد ابناء الدار الهاربين، أنه بادر بمحاولة رجوع الأبناء إلى الدار وقام بالتوجه إلى مدير الجمعية والتحدث معه محاولا من أجل العودة للمبيت فقط، لكن طلبه قوبل بالرفض، هو ما جعلهم يلجأون إلى المبيت بالمخزن وقضاء ليلتهم فيه خوفا من برودة الجو.
وأوضح أنهم لجأوا للهروب من الدار بسبب المعاملة السيئة التي يتعامل بها مشرفين ومسؤولين الدار، دون أن يراعوا مشاعرهم، ما جعل حالتهم النفسية سيئة للغاية، إلى جانب أن المسؤولين يريدون نقلهم إلى دار بالمحلة دون مراعاة ظروفهم الدراسية، حيث أن مدارسهم بطنطا وأصدقائهم بتلك المدارس وهو ما دفعهم للهروب.
لافتًا إلى أن الإدارة قامت بطرد أحد زملائه بدعوى أنه يقوم بتحريضهم على عدم تنفيذ قرار الانتقال لدار الأيتام بالمحلة، مضيفًا أن زملائه ممن تم نقلهم مؤخرا هربوا وعادوا لدار الأيتام في طنطا.
وأضاف فايق عبد القادر، أحد أبناء الدار، "لاتوجد أي نوع من العناية بهم في الدار، وأن الإدارة تستخدم حمامًا متميزًا، في حين أن أبناء الدار يستخدمون حمامات مهملة، موضحًا أن الدار تتعامل بنوع من القسوة مع الأبناء، وأنها تعطيهم مصروف يومي 2 جنيه فقط".
لافتا إلى أنه بسبب معاملة مجلس الإدارة السيئة دفعته للهرب منذ أسبوعين بعد إجباره على تنظيف سيارة المدير، وأنه ظل في الشارع يتنقل بين منازل أصدقائه في المدرسة، قائلا: "بعد أسبوع أجبرت على العودة لمسكني بالدار خوفًا من الانحراف واستكمال دراستي، لكني هربت مرة أخرى بعد أن فوجئت بأنهم قرروا نقلي إلى المحلة، مختتما كلامه بالدعاء على مجلس الإدار بقوله "حسبي الله ونعم الوكيل فيهم".
وتابع النزلاء الهاربين "أنه لا يعقل نقلنا من مدينة طنطا إلى مدينة المحلة حيث أننا مستقرين منذ نحو 9 سنوات داخل المؤسسة ومدراسنا بتلك المدينة وأصدقاؤنا بها، وإذا لزم الأمر بنقلنا إلى دار أخرى فهناك بدائل، ولكن نقلنا إلى مدينة المحلة يعوق دراستنا، مؤكدين أن هناك سر وراء إصرار الإدارة".
وفي السياق ذاته أجرت "الوطن" عدة اتصالات بوكيل وزارة التضامن الاجتماعى لمعرفة موقف المديرية من الواقعة لكن لم تكن هناك استجابة.