"نوفمبر والإخوان": في 2011 باعوا الثوار.. وفي 2014 خذلوا السلفيين
![](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/288484_Large_20141128054652_15.jpg)
"باعونا في محمد محمود" الجملة الأكثر شهرة وترديدًا عند الحديث مع القوى الثورية عن أي مصالحة مع جماعة الإخوان، فلا يزال الكثير منهم يتذكر موقف الجماعة ومكتب الإرشاد، عندما كان يقف العشرات في وجه رجال الأمن في شارع محمد محمود، في الوقت الذي اعتبرت جماعة الإخوان هذه الأحداث "مؤامرة".
وما زالت القوى الثورية تتذكَّر تفاصيل هذا اليوم، وما شهده من سقوط عشرات الشهداء والمصابين في صفوفهم، في معركة أُطلق عليها لاحقًا "عيون الحرية"، بدأت شرارتها الأولى يوم 11 نوفمبر 2011، لتشكِّل نقطة افتراق بين الثوار والإخوان ما زالت تلقي بظلالها حتى اليوم.
نفس الشهر أيضًا نوفمبر، وتحديدًا يوم 28، لكن هذه المرة في عام 2014، دعت الجبهة السلفية أنصار الإخوان وغيرهم من أبناء تيار الإسلام السياسي، إلى ما أسموه انتفاضة الشباب المسلم، والتي شهدت في البداية مباركة جماعة الإخوان وإعلان المشاركة فيها.
قبل اليوم المزعوم للانتفاضة المعلن عنها، حاولت الجماعة التملص من وعودها بالمشاركة في انتفاضة "الشباب المسلم" وطالبت بتأجيلها بحجة حقن الدماء التي من المتوقع أن تسيل، وهو الأمر الذي قوبل بالرفض من الجبهة السلفية والتي أكدت نزولها في هذا اليوم.
"الإخوان خذلونا" هكذا أعلنتها الجبهة السلفية واضحة، بعد مرور اليوم دون مظاهرات قوية من أنصارهم، حيث اعتبرت الجبهة أن "هناك خذلان من قيادات القوى الإسلامية التقليدية لقواعدها وإصرارها على عدم الارتقاء لطموح عموم الحركة الإسلامية وتطورات الواقع"، وأكدت في نفس الوقت أن الفعاليات عانت من القصور، لكونها الانطلاقة الأولى للانتفاضة، وتؤكد أن اليوم كان مجرد بداية، وأن الفعاليات مستمرة.
"مصلحتك أولًا" شعار ترفعه جماعة الإخوان، ولا تتحالف مع أحد إلا إذا كانت مستفيدة، وعند الأزمات لا تتردد الجماعة في أن تقفز من السفينة وتترك حليفها يغرق وحيدًا، بهذه الكلمات يصف الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي في الجامعة الأمريكية، ويضيف لـ"الوطن" أن مظاهرات اليوم كشفت حقيقة الإخوان مرة أخرى.
ويرى صادق أن جماعة الإخوان تعتبر نفسها "شعب الله المختار" الذي يحق له أن يستخدم أي قوة سياسية على الساحة لخدمة مصالحه، وتحقيق أغراضه فقط، موضحًا أن الإخوان كانوا ينوون التخلص من القوى السلفية أثناء فترة وجودهم في الحكم لأنهم يعتبرون أنفسهم الحزب الإسلامي الوحيد في مصر.