«وحدوا الله يا عباد الله»، بصوت عذب يجوب سيد الطيب شوارع شبرا مصر لإيقاظ النائمين، مُرتدياً جلباباً تقليدياً وممسكاً بطبلة ورثهما عن جده، الذى كان يصطحبه معه قبل رحيله، ويعد من أشهر مسحراتية المنطقة، ليستلم الدفة من بعده ويسير على نهجه، برفقة والده وعمه: «إحنا اللى بنصحى شبرا ووارثين مهنة المسحراتي أبا عن جد».
قصة «سيد» مع مهنة المسحراتي
يحكى صاحب الـ34 عاماً، أنه يعمل مسحراتي منذ 14 عاماً، حيث بدأها فى سن صغيرة، حين كان يخرج مع جده ويقلده وبعد رحيله ورث طبلته وزيه، ورفض تغييرها: «طبلة جدى من 1943 تعتبر دلوقتى أثرية، واتعرض عليا قبل كده 10 آلاف جنيه عشان أبيعها ورفضت، لأنها ورثى عند جدى وأكل عيشى»، مشيراً إلى أن هذه مهنة عائلته التى تستعد لها قبيل شهر رمضان بتجهيز الأدوات والزى والخروج منتصف ليل الأول من رمضان وحتى نهايته: «بنبدأ نسحر الناس من الساعة 1 إلا ربع لحد 2 ونص ونروح نتسحر ونصلى وننام».
يتذكر «سيد» سنواته الأولى حين كان «مسحراتى تحت التدريب»، وفرحته بلمس الطبلة والنداء على النائمين وأطفالهم: «طول ما أنا ماشى بقول أصحى يا فلان، وخاصة لو عندهم ولاد أبدأ أنادى عليهم فيفرحوا وينزلوا يمشوا ورايا»، رافضاً التقاليع الغريبة فى إيقاظ النائمين، والتعدى على صورة المسحراتى الراسخة فى العقول والوجدان.
تقاليد «سيد» ليقظة النائمين
يستخدم «سيد» الطبلة التقليدية و«عصا» للنقر عليها، ويدندن طوال جولته، التى تستغرق أكثر من ساعة: «مسكت منطقة جدى وهى أطول منطقة، عشان أبويا وعمى كبار فى السن ما بقوش يقدروا على المشي الكتير»، لافتاً إلى أن المهنة تغيرت كثيراً عن زمان وتغير معها الناس: «كان فيه خير كتير الأول، والناس كانت بتراضينا دلوقتى كل حاجة قلّت بركتها».
قبل نهاية شهر رمضان بأيام قليلة يبدأ فى تغيير ندائه إلى «الوداع يا شهر الصوم»، ثم يبدأ في حمل «القفة» واللف على البيوت لجمع العيدية، التى تكون عبارة عن كحك وبسكويت ومبالغ نقدية.
تعليقات الفيسبوك